روايه حزينه الفصول من الحادي عشر ل الخامس عشر بقلم الكاتبة الجليله

موقع أيام نيوز

الخاتم الذي يزين إصبعها 
ايه !
تابع مالك قائلا بمرارة واضحة 
هي باعتني للي دفع أكتر
همست لنفسها مواسية 
لا حول ولا قوة إلا بالله
صاح مالك بإنفعال شرس 
أنا بأكرهها بأكرهها على أد حبي ليها !
يا ربي !!
أكمل مالك بصعوبة وهو ينتحب 
أنا كنت مستعد أموت نفسي عشان اعملها اللي نفسها فيه بس طلعت ماتستهلش خدت كل حاجة مني في لحظة !
أدمعت عيني روان تأثرا به وهمست بصوت مخټنق 
مالك
رفع هو رأسه عاليا بشموخ وهتف بقساوة 
أنا هنساها هي أكبر غلطة ونقطة ضعف في حياتي
اهدى يا حبيبي
وقعت أنظاره على آلته الموسيقية فتحولت نظراته للشراسة .. فهي تذكره بها وألحانها التي كانت تصدر عنها كانت من أجلها ..
بلا تفكير اندفع كالمچنون نحوها والتقطها بيده ثم رفعها عاليا في الهواء وهوى بها على حافة الفراش عدة مرات ليحطمها إلى أجزاء صغيرة وېحطم معها قلبه الذي استسلم لحبها ..
وضعت ميسرة يديها على فمها لتكتم شهقاتها المصډومة 
ووقفت روان على عتبة الغرفة تراقب ما يحدث بأعين تفيض من الدمع ..
لم تتوقف سارة عن تسميم أفكار عائلة مالك عن نوايا إيثار الخبيثة في الإيقاع بالعريس المناسب من أجل المال .. 
واستغلت خطبتها السابقة لشريف في مليء رأس العمة ميسرة بهذا اللغو الفارغ ..
لم تصدقها الأخيرة وظنت أنها تحمل في قلبها حقدا نحوها و لهذا تتفوه عنها بتلك الأكاذيب ولكن كان مالك على النقيض .. فقد رأى بعينيه شريف في مكتب المحاسبات الذي يعمل به حينما كان يقضي بعض المعاملات التجارية وتفاجيء به يلقي الأقاويل عنها .. 
ربط مالك ما قاله شريف بذكرى رؤيته له أول مرة وتذكر خۏفها الكبير من رؤيتها إياه بصحبته.. فظن أنها كانت خائڤة من ڤضح أمرها أمامه وإظهار حقارتها وحبها للمال .. وليس كما أخبرته ..
اعتصر قلبه آلما على ضعفه وحبه لها .. وزاد بغضه لكل ما يتعلق بها ..
مرت الأيام على إيثار وكأنها أدهر لم تشعر بفرحة العروس ولا ببهجة الخطبة ..
وكانت تساق كالمغيبة في كل لقاء يجمعها بمحسن الذي لم تتقبله على الإطلاق .. وأصرت على حضور والدتها معها حتى لا ينفرد بها ..
أشفقت تحية على ابنتها وودت لو استطاعت أن تهون عليها الأمر وتجعلها تتقبل وجود خطيبها الحالي في حياتها خاصة أنها لم تجد فيه ما يعيبه .. لكن لم تستطع .. فابنتها كانت وفية لعهد الحب ...
ظل محسن يحكي بفخر عما ينتوي أن يفعله من أجلها وهي لم تعبأ بما يقول ..
كانت تستثقل لقائهما .. وتعد اللحظات لكي تعود إلى منزلها فترتمي في أحضان وسادتها وتبكي حالها البائس ..
لم تفارقها عبراتها وذبل وجهها بصورة واضحة وتشكلت الهالات السوداء أسفل عينيها .. وبدت أكثر إرهاقا ..
كانت سلواها الوحيدة هي خواطر مالك الشعرية .. فكانت ككنزها الثمين الذي يهون عليها ما أدمى قلبها وفطره ..
ما زاد من حزنها هو انقطاع ألحان مالك الشجية و التي كانت تخترق ضلوعها لتصل إلى قلبها .. فتذوب معها فتعيش في أحلامها الوردية .. 
لكن بات هذا مستحيلا في الوقت الحالي فهي لم تسمع منه لحنا واحدا لليال طوال وكأنه يعاقبها لخيانتها حبهما الطاهر ..
إحتاجت هي إلى مكان تختلي فيه بنفسها مكانا تستعيد فيه ذكرياتها لمرة أخيرة قبل أن تدفنها في صدرها للأبد .. فتحججت بحاجتها لشراء بعض اللوازم الخاصة لتحصل على فرصة للذهاب إلى مكانها المفضل ..
وبالفعل سمح لها
تم نسخ الرابط