روايه حزينه الفصول من الحادي عشر ل الخامس عشر بقلم الكاتبة الجليله

موقع أيام نيوز

الذي طالما جمعهما معا وكأنها تطالعه للمرة الأخيرة ..
زادت عبراتها المنمهرة وزاد الآلم بداخلها ...
_ أغمضت عينيها لتسمح لصوت تلاطم الأمواج بإختراق مسامعها واستنشقت عبير البحر وكأنه عبير زهور برية ينشر صوت حركة أغصانها بالمكان 
مال مالك برأسه للأمام ليتأمل هيئتها وعلى ثغره بسمة واسعة ثم هتف بصوت خاڤت لمس صميمها 
بتعملي إي
فتحت إيثار عينيها لتنظر له بحب وأجابته بنعومة تتماشى مع الأجواء 
بشم ريحة البحر بحبها أوي
زادت إنفراجة فمه وهو يضيف ببسمة واسعة ضاقت لأجلها حدقتيه ده بجد!! انا كمان بحب ريحة البحر جدا تحسي إنها بتفصلك عن اللي حواليكي !
أجابته نظراتها بدلا من شفتيها المنمقتين .. وأسبلت عينيها لتنظر إلى صفحة مياه البحر الزرقاء ... 
أفاقت إيثار من ذكراها التي باتت أكثر إيلاما ثم حاولت الإنتصاب في وقفتها ولكنها عجزت عن ذلك 
لقد انحنى ظهرها وشعرت بإنكساره وكأن الهموم تثاقلت على كتفيها ..
سارت مبتعدة عن المكان ونسمات الهواء تجفف من عبراتها المتعلقة بأهدابها والملتصقة بوجنتيها حتى قادتها ساقيها لمنزلها ...
قسا القلب بداخله والعين أظلمت 
تقطعت أوتار عشقه والمودة قد محت 
صړخ قلبها بعشقه وبالرجاء توسلت 
أيا قلبا عشقت لا تقسو فقد أمت 
أهان عليك قلبي وبالافتراء ترميني 
كفاك بالجراح عمقا فلا يوجد مايداويني 
فوالله يا حبيبي إن جفاءك ېقتلني وبعدك لن يحييني 
لم تنظر نحوه إيثار .. بل ظلت واجمة في مكانها وكأنها تتلقى العزاء في أغلى ما عندها ..
_ حضرت تحية من المطبخ وهي تجفف كفيها بالمنشفة القطنية ثم دققت النظر في الأكياس البلاستيكية الموضوعة على الطاولة ..
زادت إختناقة إيثار و همت بالتحرك لحبس نفسها في حجرتها ولكن إستوقفها أخيها قائلا بإندهاش 
دي حاجات جيبتهالك على زؤي عشان جوازك
وكأن كلماته كانت كالملح الذي وضع على جرحها المفتوح فزاد من حدته ..
استدارت نحوه وعقدت ساعديها أمام صدرها وهي تنطق مستنكرة وقد تحولت نظراتها للإظلام 
مين قالك محتاجة حاجة منك !
إرتفع حاجبي عمرو لاإراديا بإستغراب مش لازم تقولي اعتبريها هدية !
إيثار وقد تلوت بشفتيها بإمتعاض مش عايزة
_ ثم تركت المكان وولجت إلى داخل حجرتها في حين تحركت والدتها نحوه وتفحصت محتوى الأكياس لتجد العديد من ثياب العروس المنزلية .. فجلست على الأريكة وهزت رأسها بتحسر وهي تنطق
ادخل طيب خاطرها بكلمتين ولا خلاص متعرفش يعني إيه حنية!!
عمرو وهو يطأطئ رأسه للأسفل حاضر ياماما
_ التقط الأكياس ثم ولج لحجرتها بعد أن طرق الباب ووضعهم أعلى المنضدة وجلس على حافة الفراش بينما لم توليه هي أدنى إهتمام ..
مكنتش أتخيل أبدا إن هييجي يوم وتبقي مش طيقاني فيه ياإيثار
أطبقت إيثار على جفنيها لتزيد من شعوره بعدم إكتراثها ولم تجبه ..
بكرة لما تبقي في بيتك مع جوزك وعيالك حواليكي هتفتكري كلامي وتشكريني في سرك !
نظرت له بسخط وتمتمت مع نفسها بإستنكار 
مش هسامحك عمري كله كله ياعمرو !!!!
_ طال حديثه معها وهو يرسم أمامها خطوط المستقبل المبشر الذي ستحظى به بكنف زوجها كما تعمد التأكيد بعباراته بالإشارة عن نيته الطيبة ورغبته في أن تتنعم بحياة آمنة معه ..
لم تصغ إلى كلمة واحدة مما قالها بل ڠرقت في بحور أفكارها
تم نسخ الرابط