روايه حزينه الفصول من السادس عشر ل العشرون بقلم الكاتبة الجليله
المحتويات
مجددا ....
رأت به سارة فتى الأحلام الذي سيحقق لها ما تتمناه ويجعلها تتعايش في ظل الثراء الفاحش بكنفه ولذلك وافقت على الخطبة منه دون تريث وألحت على والدتها لكي توافق هي الأخرى .. فهو فرصة لا تعوض وهي لا تستحق أقل منه ..
رفضت إيمان في بادئ الأمر حتى لا تفارقها ابنتها ولكنها رضخت في النهاية لرغبة تلك المشاغبة الطامعة ...
الف الف مبروك يابني !
صافحه رامز بحرارة وهو يردد بنبرة عذبة
الله يبارك فيك
_ رقعت إيمان الزغاريد المتتالية بينما كانت سارة تختلس النظر لذلك الوسيم الذي حظيت به كانت ملامحة شرقية جذابة .. ذي بشړة برونزية وعينين سوداوتين يظهر بهما العمق والغموض أنفه ينحدر بإستقامة نحو فمه بينما كانت شفاهه غليظتين بلون فاتح يتميز بالطول الفاره بجانب نحافته المتزنة ..
_ وبينما هي متمعنة النظر به تتفحص ملامحه بدقة وكأنها تدرسها رفع رامز بصره فجأة عليها ليصطدم بالنظر لبؤبؤي عينيها فأسبلت بصرها للأسفل باستحياء وكأنها ضبطت بالجرم المنشود وتوردت وجنتيها سريعا فابتسم بثقة عقب أن شعر بتأثيره الإيجابي عليها وبرزت أسنانه قليلا وقد تيقن من إعجابها به وبمظهره الحسن .
_ كانت تبكي وتنتحب بصورة مفرطة حتى أانفطر قلب ولدها على حالها فمسح على ظهرها وهو يواسيها ولكنها دفعت ذراعه بعيدا عنها ورمقته بنظرات معاتبة لتضع حمل الأمر وثقله على أكتافه هو .. فتنهد مطولا ..
هنا في منزل عائلة إيثار ..
فهم لا يعلمون شيئا عنها وحتى هاتف محسن أصبح خارج نطاق الخدمة في أغلب الأوقات فبات من المستحيل الوصول إليهما ..
أخرجت تحية صړخة يائسة من صدرها وهي تنطق بحړقة
بنتي جرالها حاجة أنا متأكدة ان فيها حاجة !!!!
ها هو قلب الأم يستشعر أقل تغيرات تطرأ على فلذات أكبادها ..
لم يختلف حال رحيم عنها كثيرا إلا انه كان بارعا في إخفاء مشاعره القلقة ..
فالخۏف الممزوج بالاضطراب مسيطرا عليه منذ فترة ..
جاهد قائلا لكي يضع الصبر الزائف بداخلها
أهدي ياتحية شوية أكيد الغيبة دي وراها سبب منعرفهوش
ضړبت هي كفا على الأخر وصاحت معترضة والمرارة تصدح في نبرتها فقد سئمت من أسالبيهم الباردة
كور عمرو قبضة يده فإختفاء أخته ومحسن أثارا ريبته بشدة .. خاصة أن وسائل الإتصال به باتت منقطعة إن لم تكن معډومة ..
خالج شعور الذنب فؤاده وكافح ليقول بتوسل أهدي ياماما انا غلطان اني قولتلك يعني !
_ التفتت تحية برأسها لتحدجه بنظرات قاټلة ثم أشارت له بسبابتها ونطقت بلهجة محذرة
متكلمش معايا خالص انت بالذات كانت مجايبك سودا ومهببة !!!
صاح رحيم بنفاذ صبر وقد ضاقت عينيه بشدة
ما قولتلك أهدي ياتحية وهنحاول نلاقي طريقة نوصلهم بيها !!!!
عضت تحية على شفتيها پتألم وهي تضيف بمرارة
طول عمرك قاسې عليها يارحيم وبتشد في تربيتها !
وكأنها تحمله اللوم فرمقها بنظرات غاضبة وتابع بصياح يحمل الغيظ من هرائها بوجهة نظره
اي الكلام الفارغ ده ياولية ! طول عمرنا عارفين المثل اللي بيقول أكسر للبت ضلع يطلعلها أربعة وعشرين .. لولا شدتي عليها كانت طلعت سايبة وماشية على كيفها ولا مبتشوفيش البنات عاملين أزاي اليومين دول !!!!!
_ ابتسمت تحية بسخرية من زاوية فمها ثم هزت رأسها بتحسر وهي تهتف
أيد تحن وأيد تشد يارحيم إنما البت مشافتش منك حنية أبدا ياشيخ ده النبي كان بيلعب مع عياله ويحن عليهم وكلهم بنات .. مش بنت واحدة
_ ابتلع رحيم غصة مريرة وقفت بحلقه فعبارتها المحملة بالإتهامات المتوارية لمست صميمه الذي غطى عليه ..
شعر بالحرج من نفسه .. فهو بالكاد لم يعامل ابنته يوما بشئ من الحنان واللين فقط أفكاره العقيمة سيطرت عليه وخشي من انفلات الزمام من يده فردع صغيرته منذ نعومة أظافره معتقدا أنه يحميها ...
أكملت تحية حديثها وهي تنهض عن مكانها قائلة بعتاب قاسې
حتى ياحبيبتي لما قلبها دق حرمتوا عليها الحب ربنا يسامحكوا .. بنتي ذنبها في رقبتكوا !!!
_ عرجت لداخل حجرتها في حين مسح عمرو على نحره وقد شعر بالإختناق والضيق .. والدته محقة .. الكل جنى عليها .. الكل تسابق في إرسالها إلى مصير مجهول دون التأكد من عواقبه ..
بادر رحيم قائلا بلهجة آمرة قطعت تفكيره المشحون
بكرة تتصرف وتعرفلنا الراجل ده بلده إي متجيش ولا تخطي عتبة الباب غير لما تجيبلي خبر عن أختك وجوزها وكفاية أوي المناحة اللي عملاها أمك بقالها أسبوعين
متابعة القراءة