روايه حزينه الفصول من السادس عشر ل العشرون بقلم الكاتبة الجليله

موقع أيام نيوز

اي دلوقتي
هز الطبيب رأسه بأسف واجابهما بتجهم 
حالتها مش مسقرة بعد كمية الڼزيف اللي نزفته وخصوصا أن الحمل كات في أوله وكان لازملها راحة تامة !!!!!
تهللت أسارير محسن وتشكل على ثغره ابتسامة عريضة وهتف دون وعي 
هه هي حامل!
رمقه الطبيب بنظرات مريبة وزادت علامات الوجوم على ملامحه ثم نطق ساخرا متهكما 
كانت حامل .. الحمل نزل مع الأسف الحمل نزل !!!
اتسعت مقلتيه في صدمة أكبر ..
واهتز قلبه فزعا .. وانفرجت شفتيه في تحسر آليم
وهتف بتلعثم ك.. كانت ..............................!!!
.............................................................................
الفصل الثامن عشر الجزء الأول 
ها قد عدت إليك .. ولكن خالية الوفاض ..
لا أملك إلا تعاستي .. وذكرى البعاد ..
ألا ترفقي بي مدينتي وتعيدي إلي حبل الوصال 
إنهار محسن جالسا على أقرب مقعد غير مصدق ما سمعه توا..
لقد كانت زوجته إيثار حاملا ..
هي حملت في أحشائها وريثه المرتقب .. وهو بغبائه وعنفه المفرط قټله بلا وعي ..
ضړب رأسه بكفه عدة مرات لېصرخ من بين أسنانه 
ليه .. ليه .. كان فين مخي !
تابع الطبيب قائلا بجدية 
الموضوع فيه شبه جنائية اﻹجهاض حصل نتيجة اعتداء ده غير أثار الكدمات الواضحة على وشها والتجمعات الدموعية عند آآ...
انتبه له محسن وسيطر سريعا على حالته الهائجة وهتف مقاطعا إياه بغلظة وعينيه تنطقان بالشرر الصريح 
ده كان قضاء وقدر .. سامع يا دكتور .. قضاء وقدر !!!
استشعر الطبيب من لهجته العدائية وجود ټهديد بين كلماته المتوارية فأطرق رأسه خوفا منه خاصة أن قرأ في عينيه نية مبيتة لإيذائه .. لذا تنحنح بخشونة وهو يضع يده على فمه 
أكيد .. ربنا يعوض عليك وألف سلامة على المدام !
ثم تركه وتحرك مبتعدا عنه ليكمل عمله ...
........................
وقفت أمل إلى جوار باب غرفة العمليات منتظرة بتلهف خروج تلك المسكينة التي فقدت شيئا ثمينا تتمناه مثيلاتها في لحظة جنون وطيش من زوجها دون أن تدري بوجوده أصلا ..
تحرك اثنين من الممرضين نحوها وهما يدفعان أمامهما ناقلة طبية ممدد عليها إيثار ..
فأسرعت هي نحوهما ونظرت إلى تلك الغائبة عن الوعي بإشفاق وهتفت بحزن وهي تطالعها بنظراتها المشفقة 
إيثار ! ان شاء الله هاتبقي كويسة و...آآآ...
قاطعها الممرض قائلا بنبرة رسمية 
حاسبي شوية يا ست
نظرت له بتوسل وهي تقول 
أنا عاوزة اطمن عليها
رد عليها بجمود نسبي 
هي هتتنقل على أوضة عادية وإنتي تقدري تشوفيها هناك
ماشي
تركتهما ينصرفان بها واستدارت بجسدها ناحية محسن الذي بدى في حالة غريبة .. لم يظهر عليه الندم .. ولكن تشكل على وجهه تعابير الوجوم الصريحة ..
لم تتوقف عن رمقه بنظرات تحمل اللوم واﻹستهجان .. فكل ما تعانيه تلك البائسة نتيجة بطشه القاسې .. ورغم هذا لم تنبس ببنت شفة ..
.............................
على الجانب اﻷخر طرق عمرو بكفه بعصبية واضحة على سطح المكتب الخشبي القديم وهو يهدر منفعلا 
يعني ايه مالوش عنوان 
أجابه الموظف بهدوء مستفز وهو يغلق الملف القديم 
مش متسجل عندنا حاجة !
صاح بها عمرو بإنفعال أشد 
ازاي ! مش انتو شئون عاملين وكل التفاصيل بتاعة الناس اللي شغالة هنا المفروض تكون عندكم !
رد عليه الموظف بصوت جاف 
ايوه .. بس المعظم بيغير عناوينهم .. ومش بيبلغنا فده مش ذنبنا يا أخ عمرو !!!
وضع عمرو يديه على رأسه وضغط عليها بقوة وهو يحدث نفسه بعصبية 
طب هاوصله ازاي 
بدت عليه الحيرة واضحة فحاول الموظف مساعدته فبادر قائلا 
شوف يا أستاذ عمرو .. الأستاذ شعبان ممكن يدلك على عنوانه !
انتبه عمرو إلى ما قاله الأخير خاصة أن كلماته أضاءت بارقة الأمل لديه ..
قطب هو جبينه مهتما وسأله بتلهف 
مين اﻷستاذ شعبان ده 
رد عليه الموظف بتفاخر 
ده أقدم مننا كلنا ويعرف دبة النملة هنا .. فاحتمال كبير يكون عارف عنه أي حاجة تفيدك
تلاحقت أنفاس عمرو نوعا ما بعد تلك الأخبار المبشرة فربما يكون هذا الشخص هو طرف الخيط الذي سيوصله بمحسن ..
سأله بنزق وهو يميل بجسده للأمام ليستند بكفيه على السطح الخشبي للمكتب 
طب هو فين 
أجابه الموظف بهدوء 
في أجازة وهيرجع على أول الاسبوع
سأله عمرو دون تردد وقد ضاقت نظراته 
طب مالوش موبايل ولا رقم أوصله
هز الموظف رأسه نافيا وهو يجيبه 
مش هايرد عليك .. بعيد عنك دماغه قفل من ناحية التكنولوجيا
نفخ عمرو بضيق فهو يعلم تلك النوعية من الأشخاص أو ما يطلق عليهم أعداء التكنولوجيا الذين ينبذون كل ما له علاقة بوسائل الإتصال الحديثة ..
ظل الموظف يتطلع إليه بنظرات مترقبة منتظرا ردة فعله القادمة .. فتنهد عمرو بإرهاق وهو يقول على مضض 
ماشي .. بس الله يكرمك أول ما يجي بلغني ....!!
بأمر الله
انصرف بعدها عمرو وهو يتمتم بكلمات مبهمة يلعن فيها عدم تريثه وربما سوء اختياره لذلك الشخص الغير مؤتمن على شقيقته ..
.............................
لم تكف تحية عن الاتصال بإبنها لتعرف أخر المستجدات منه عن ابنتها الصغيرة إيثار ..
ما آلمها أنها
تم نسخ الرابط