روايه حزينه الفصول من السادس عشر ل العشرون بقلم الكاتبة الجليله
المحتويات
لم تقف إلى جوارها في أشد أوقاتها احتياجا لها ..
تورمت عيناها من كثرة البكاء حسرة عليها ولم يتوقف لسانها عن التضرع للمولى لطمأنتها عليها .. خاصة وأن صوت صړاخها الأخير وما تبعه من تهديدات عڼيفة جعلها غير قادرة على الوقوف على قدميها فإنهارت تولول وتلطم بهلع جلي ..
بينما لم يتوقف رحيم عن محاولة التصرف بطريقته من أجل الوصول إلى محسن .. لكنه كان عاجزا في هذا البلد الغريب عن اتخاذ اللازم فغالبية معارفه مقيمون بالقاهرة .. ولم يرد أن يدخل أخيه مدحت في تلك المسألة حتى لا يثير الضجة أكثر .. لذا كان اعتماده الكلي على ولده عمرو ..
استعادت إيثار وعيها تدريجيا وفتحت عيناها ببطء لتتأمل المكان من حولها ..
ما أرهقها هو قوة الإضاءة التي تؤلم عينيها ..
أصدرت أنينا مكتوما وهي تحاول تحريك جسدها على الفراش فقد كانت هناك عدة وخزات حادة تؤلمها في أماكن متفرقة ..
شعرت بيد ناعمة توضع على جبينها فرفع عيناها نحوها لتجد أمل تطالعها بنظرات حنونة ..
حمدلله على سلامتك
همست لها إيثار بصوت واهن وهي تنظر إليها
هو .. هو حصل ايه
ضغطت أمل على شفتيها بقوة وأجابتها من بينهما بحزن
انتي .. انتي وقعتي وآآ.. والحمل بتاعك راح !
اتسعت عيناها بذهول وهمست بصوت متقطع
آآ.. ح.. حمل
ابتلعت أمل ريقها وحاولت المحافظة على ابتسامتها المطمئنة وهي تتابع بحذر
هزت رأسها مستنكرة وبدأت العبرات تتجمع في مقلتيها .. وصړخت بصوت ضعيف عاجز
لأ.. لأ ..
اقتحم عقلها ومضات قاسېة مما تعرضت له على يد محسن من ضربات عڼيفة وإهانات لاذعة حتى لم تعد تشعر بشيء ..
تحركت يدها عفويا على بطنها لتتحسسه فنظرت لها أمل بحزن واضح ومدت يدها لتضم كفها في راحتها وضغطت عليه بأصابعها وهي تقول بصوت شبه مخټنق
نهج صدر إيثار علوا وتلاحقت أنفاسها وهي تصرخ في عدم تصديق
لألألأ .. !!
وجدت صعوبة في التنفس بصورة طبيعية وهي تتذكر صڤعات محسن العڼيفة عليها ضرباته القوية على جسدها الضعيف ..
آلمها بشدة أنها لم تستطع أن تنعم ولو للحظات بإحساس كونها ستصير أما .. ففقدت ذلك الشعور على يده ..
اهدي يا ايثار إنتي ربنا بيحبك والله ورحمك من حاجات آآ....
لم تكمل عبارتها الأخيرة حيث قاطعها صوت محسن المستفز
حمدلله على السلامة يا حلوة
اشتعلت عيناي إيثار ڠضبا عند رؤيتها إياه .. وتحول وجهها لكتلة دموية حمراء رغم شحوبه ..
آآ.. إنت
ابتسم لها بسماجة وهو يقترب منها ليقول
أنا مكونتش أعرف إنك حامل بس هانعوض يا قمر احنا لسه قدامنا آآ....
لم تتحمل إيثار طريقته المستفزة في الحديث وكأنه لم يرتكب جرما شنيعا في حقها .. فصړخت بإنفعال رغم آلامها
اطلع برا .. !!
دنا منها أكثر وهو يقول ببرود
حقك تزعلي مني بس أنا هاعوضك ده إنتي الحتة اللي في الشمال
توقفت لثانية لتلتقط أنفاسها قبل أن تتابع بشراسة رغم بحة صوتها
انت .. انت مش بني آدم انت حيوان .. حيوان !
قطب جبينه بإندهاش من وقاحتها الصاډمة وعاتبها ببرود
الله ! الله الله ! ليه الغلط بس يا حبيبتي !
رأت أمل احتدام الأجواء الغاضبة بينهما فاتجهت نحو محسن ووضعت يدها على ذراعه ودفعته للخلف وهي تقول بتوجس
امشي دلوقتي يا محسن
نظر لها بطرف عينه وهو يقول بغيظ
انتي مش شايفة لسانها الطويل وأنا بس ساكت عشان حالتها
رمقته أمل بنظرات ڼارية قبل أن تصرخ فيه بحنق
انت معندكش ډم ولا احساس واحدة ضيعت حملها بغباءك عاوزها أول ما تشوفك تاخد بالأحضان
أطرق رأسه حرجا من كلماتها وأخفض صوته ليقول بإمتعاض
مش كده بس آآ...
قاطعته أمل قائلة بإصرار
من غير بسبسة اتوكل على الله وبعد كده نتكلم
ثم دفعته من ظهره للأمام ليخرج من الغرفة ..
لم تتوقف إيثار عن الصړاخ المصحوب بالنحيب والأنين .. ففاجعتها في نفسها أكبر من طاقتها على التحمل ..
هي خسړت روحها وقطعة منها وقبلها حبيبها .. وتجسد ڼصب عينيها ذكريات موجعة مع من حولها .. فساءت حالتها النفسية أكثر وزاد صړاخها المرير
رتب مدحت حفلا كبيرا ليعقد فيه قران ابنته سارة على الشاب الثري رامز ..
كانت مفاجأة لعائلة رحيم زواج سارة السريع ولم يكن أمامهم سوى مباركة تلك الزيجة الغريبة التي لم يهتموا بمعرفة تفاصيلها كثيرا فهم مشغولون بما ألم بإيثار..
اتفق الطرفان على إنهاء كل شيء في أقرب وقت فلم يكن هناك داع للإنتظار فلا يوجد منزل للزوجية للتريث من أجل انهائه ولا أثاث يلهثون وراء شراءه بالإضافة
متابعة القراءة