روايه حزينه الفصول من السادس عشر ل العشرون بقلم الكاتبة الجليله

موقع أيام نيوز

أصل الموضوع ده أديله زمن وآآ...
قاطعه عمرو قائلا بتلهف بعد أن استمع إلى ما فاله والذي كان يحمل بصيص الأمل 
فينه البيت ده 
رد عليه شعبان بفتور وهو يمرر كفه على رأسه الصلعاء 
هو أنا مش متذكر أوي بس كان آآ...
قاطعه عمرو مجددا بإصرار 
الله يكرمك افتكر دي مسألة حياة أوموت
ردد شعبان مع نفسه بأسلوب رتيب ليحث عقله على التذكر 
فين البيت يا شعبان مكانه كان فين يا شعبان افتكر يا شعبان !
تابعه عمرو بنظرات مترقبة وتسارعت أنفاسه إلى حد ما وهو ينتظر رده ..
هتف شعبان فجأة بحماس 
ايوه افتكرت
وبالفعل حصل عمرو على عنوان المنزل الريفي وتعشم خيرا أن تكون أخته متواجدة هناك ...
لم يرد هو اخبار أبويه حتى لا يعلقهما بآمال زائفة سيذهب للتأكد بنفسه أولا من وجودها ثم سيبلغهما لاحقا ...
.................................
خططت إيثار للفرار من محبسها .. وعقدت العزم على عدم التراجع عما إنتوت فعله ..
ارتدت إسدال الصلاة على ثيابها الخارجية حتى لا تثير الريبة إن رأها أحدهم .. 
وانتظرت انشغال جميع من في المنزل بأعمالهم اليومية لتقدم على تنفيذ خطتها ...
أصبحت فرصتها متاحة بذهاب محسن للإستلقاء في الغرفة الأخرى ...
تريثت حتى سمعت صوته يعلو في النوم .. فتسللت بحذر نحو الدرج .. 
ونزلت عليه وهي تتلفت حولها بحرص شديد ..
حبست أنفاسها وهي تقترب من باب المنزل الرئيسي ..
ثم بخطوة جريئة ولجت للخارج ..
كان كل شيء هادئا .. فأكملت سيرها بحذر ..
وما إن ابتعدت عن البوابة الرئيسية حتى بدأت بالركض لتنجو ببدنها ..
استغلت ذكرياتها المقيتة مع محسن لتحث نفسها على الركض أكثر إن خارت قواها فتفر للأبد منه ...
لم تشعر بعبراتها المنهمرة على وجنيها وهي تلهث .. ولم تتوقف للحظة لتلتقط أنفاسها ..
كل ما كان يدور في عقلها هو الهروب من جحيمه الذي ينتظرها إن تخاذلت .. لم تفكر في تعبها ولا في آلم ركبتيها .. المهم هو الفرار .. 
..................................
في نفس التوقيت وصل عمرو إلى المكان المنشود وترجل من عربة القطار وهو يتلفت حوله بنظرات سريعة خاطفة ..
اعتصر قلبه حزنا على حال أخته فهو من دفعها لتلك الهاوية بإصراره العنيد على تزويجها دون التحقق كفاية من زميله ..
كان المكان مختلفا في طبيعته عن الحياة المدنية التي اعتاد عليها مع عائلته فشعر بمدى الفارق الواضح ...
تحرك خارج المحطة واستدار برأسه للجانبين ليبحث عمن يرشده إلى منزل محسن ..
وجد أحد الأشخاص البسطاء يجلس القرفصاء على الطريق فمال عليه وهمس له بكلمات غير واضحة فأشار له الرجل بيده للجانب وهو يجيبه فشكره عمرو ممتنا وأسرع في خطاه نحو أحد سيارات الأجرة ....
.....................................
وصلت إيثار إلى محطة القطار وبحثت بعينيها الخائفتين عن مكان حجز التذاكر .. وولجت للداخل وهي تلهث بصوت مسموع ..
تحاشت قدر الإمكان التحديق في أوجه المحيطين بها حتى لا يروا في أعينها نظرات الړعب ...
قرأت لافتة بيع التذاكر فأسرعت نحوها .. ومدت يدها القابضة على النقود إليه وهتفت بصوت لاهث 
عاوزة أحجز تذكرة
رفع الموظف رأسه لينظر إليها وسألها بجفاء 
لفين يا ست 
أجابته دون تردد وهي محدقة فيه 
اسكندرية
رد عليها بفتور وهو يعاود التحديق في الأوراق الموضوعة أمامه 
مافيش مواعيد دلوقتي !
ارتجف جسد إيثار وعضت على شفتها السفلى بتوتر .. وخشيت أن يفشل مخططها فهداها تفكيرها للجوء إلى أي مكان أخر بعيد عن هنا حتى تفكر فيما ستفعله لاحقا لذا هتفت بتلهف 
طب .. طب أقرب ميعاد للقطر عشان يتحرك 
رفع الموظف عينيه نحوها وأجابها بإمتعاض 
في طالع كمان نص ساعة على ...
هتفت بجدية وهي تضع النقود أمامه 
ماشي احجزلي مكان
طيب .. القطر هيتحرك من رصيف 3 هو هناك على ايدك اليمين !
أعطاها الموظف تذكرتها فتناولتها منه وحدقت فيها بنظرات زائغة ثم طوتها وتحركت إلى حيث أشار ...
...........................
ترجل عمرو من سيارة الأجرة على مقربة من منزل محسن .. وتفحصه بنظرات دقيقة .. 
تلون وجهه بحمرة حانقة وهو يتخيل هيئة إيثار بعد إعتداء محسن عليها .. 
هو قد علم من والدته بما صار معها وبالتالي توقع الأسوأ حينما يراها ..
قرر في نفسه ألا يتركها له سيصطحبها معه حتى لو استخدم العڼف مع زوجها.. وسيترك المسائل القانونية لتحل لاحقا ولكن عليه أولا أن يأخذها معه ويعيدها إلى المنزل آمنة .. فهذا هو حقها عليه بعد تقصيره معها ..
لم يحتاج عمرو إلى قرع الجرس ليدخل إلى المنزل فقد كانت البوابة الرئيسية مفتوحة على مصرعيها ..
خطى إلى الداخل وهو يتلفت حوله ببطء ليدرس المكان جيدا ..
ولكن قطع تأمله صوت أم فتحي 
انت مين يا جدع انت 
استدار برأسه نحوها وسألها بصوت متصلب 
مش ده بيت محسن 
اقتربت منه أم فتحي وسألته مستفهمة 
اه هو .. انت مين 
رمقها بنظرات قوية قبل أن يجيبها 
أنا أخو مراته إيثار هو فين 
هللت أم فتحي بنبرة عالية 
يا مراحب بأخو الست إيثار
تم نسخ الرابط