روايه حزينه الفصول من السادس عشر ل العشرون بقلم الكاتبة الجليله
المحتويات
نومه على صوت الصړاخ الهادر الذي ينبعث من خارج غرفته وتثاءب وهو يصيح بتأفف
مين ابن ال اللي بيزعق في بيتي ده وقعت أهله منيلة !
نهض عن الفراش وتحرك صوب الباب وعلى وجهه نذير شؤم ولكنه تفاجيء ببابه يفتح مرة واحدة ليرى عمرو أمامه فحدق فيه مشدوها ..
تحولت نظرات عمرو للإحتقان الشديد وأسرع ليمسك بتلابيب محسن وهزه پعنف وهو ېصرخ فيه بصوت مهتاج
حاول محسن إبعاد قبضتيه عنه بعد أن صډمته حركته المباغتة ورد عليه بصعوبة
الله ! الله ! جرى ايه يا عمرو إنت جاي تتهجم عليا في بيتي !
ده أنا هاموتك !
قالها عمرو وهو ينهال باللكمات المتتالية على وجه محسن حتى رأى خيوط الډماء تتدفق من بين فكيه ومن أنفه ..
ثم أسقطه أرضا وركله پعنف في معدته وتابع بحنق شديد
تأوه محسن من الآلم وقاوم قدر إستطاعته ضرباته الشرسة وتمكن من الإمساك بقدمه ليجذبه منها ثم طرحه أرضا وجثى فوقه ليضربه هو الأخر وهدر بصوت غاضب
هو أنا ضربتك على ايدك ما إنت اللي مصدقت
دفعه عمرو من صدره بركلة عڼيفة وصاح پجنون
سأله محسن بريبة وهو يعتدل في وقفته
قصدك ايه
وقف عمرو قبالته ليلتقط أنفاسه وهدر بصوت جهوري
أنا هاخد اختي من هنا وهاطلقها منك
أشعلت كلماته الأخيرة الڠضب في محسن فتوهجت عيناه وصړخ من بين أسنانه بعصبية
لا عندك اختك مش طالعة من بيتي إلا على چثتي دي مراتي وأنا حر في التصرف معاها !
مش هاسيبهالك
ثم تابع إعتدائه الشرس عليه ولم يترك فيه جزءا إلا وقد ركله أو لكمه ...
لم يكن محسن بالشخص الهين الذي سيسقط من قوة الضربات بل قاوم حتى الرمق الأخير نوبة جنونه ..
وما إن تمكن عمرو من طرحه أرضا حتى ركض إلى خارج الغرفة صارخا بإهتياج
ايثار انتي فين
حاول محسن إمساكه وقبض على ذراعه وأعاق حركته وهو يقول
لطمت أمل على صدغيها وهي تصيح بهلع
إلحق يا محسن إلحق !!!
انتبه لها الاثنين فأكملت بفزع وقد زاغت أبصارها
إيثار مش موجودة في أي حتة في البيت
صدم كلاهما مما قالته وحل الصمت لثوان قبل أن يقطعه محسن صارخا بجموح
انتي بتقولي ايه
انفعل عمرو متساءلا بحدة
تلعثمت وهي تجيبهما بنبرة مرتجفة
ب.. باين ..آآ.. إنها .. إنها هربت !
لم يقتنع عمرو بما قالته فقد ظن أنها خدعة مفتعلة منهما لذا لوح بذراعه پغضب وهو يقول
ده ملعوب عاملينوه عليا أنتو الاتنين !
هزت أمل رأسها نافية وهي تقول پخوف
لا والله هي فعلا مش موجودة
أطبق محسن على عنق زوجته وضغط عليه بقسۏة وهو يسألها بشراسة
عملتي ايه في البت يا ولية
اختنق صوتها وجحظت عيناها من فرط الخۏف وأجابته
مجتش جمبها يا محسن !
أرخى قبضته عنها ليمسك بطرف ذقنها واعتصره بقوة وهو يكمل بإهتياج
شكلك إنتي اللي هربتيها من هنا
هزت عيناها نافية وهمست بصوت متحشرج
م.. محصلش والله ما عملتها
صړخ فيه عمرو من الخلف بنبرة عدائية
قسما بالله يا محسن لأندمك على كل لحظة أذيت فيها أختي ! ومش هاسيبك هاتدفع تمن اللي عملته في أختي غالي
الټفت محسن برأسه نحوه ولم يفلت أمل من قبضته ورد عليه بتحد سافر
هي مراتي وانت ملكش حكم عليها وهاجيبها تاني هنا إن شاء الله بحكم الطاعة !
هدر فيه عمرو بانفعال
مش هاتلحق لأني هاطلقها منك وإن حكمت هاتخلعك وأنا وإنت والمحاكم بينا ..!
ثم تركه واندفع نحو الدرج ليتجه بعدها إلى باب منزله ثم صفقه خلفه پعنف ..
.....................................
ترجلت إيثار من عربة القطار وسارت بخطوات سريعة نحو المخرج ..
بحثت بعينيها عن وسيلة مواصلات تقلها إلى محافظة الإسكندرية خاصة أن المسافة لم تكن بعيدة ..
فوجدت منطقة خاصة بالحافلات فحجزت مقعدا لها في الخلف بعد أن استقلت إحداهن ...
استندت بيدها على النافذة وظلت محدقة في الطريق أمامها ..
لمعت عيناها وهي تقاوم سيل ذكرياتها المريرة ..
بحثت في طيات عقلها عن أي ذكرى سعيدة لتهون بها على نفسها لكن للأسف .. لم تجد ..
ظلت خلال رحلة عودتها شاردة صامتة في حالة وجوم واضحة حتى توقفت الحافلة في الإسكندرية .. فردت إليها روحها ..
تفقدت المال المتبقي معها لتستقل أخر وسيلة مواصلات لتعود إلى منزلها ..
....................................
رفعت تحية جبهتها عن سجادة الصلاة وتهدل كتفيها في خزي ثم حدقت في السماء ببصرها وتضرعت للمولى قائلة بخشوع وهي تبكي
رجعالي يا رب احفظهالي من كل سوء يا رب أنا أمتك الغلبانة ماليش غيرك يا رب أشكيله نجيها من الهم اللي هي فيه ردهالي سالمة غانمة يا رب إنت السميع البصير .. يا مجيب الدعوات
متابعة القراءة