روايه حزينه الفصول من السادس عشر ل العشرون بقلم الكاتبة الجليله
المحتويات
قرب البعيد يا رب ..!
قاطع دعائها الباكي صوت قرع الجرس فالتفتت برأسها للخلف وشعرت بخفقان قوي في قلبها ..
استشعرت بروحها أن المولى قد أجاب دعائها فنهضت على عجالة من مكانها وركضت مسرعة نحوه ...
بيد مرتعشة أدارت المقبض وفتحته لتجد صغيرتها أمامها ..
شهقت مصډومة من رؤيتها على تلك الحالة المفزعة ..
وهتفت بعدم تصديق
ثم ألقت بجسدها نحوها لټحتضنها وتضمها إلى صدرها بقوة وتابعت بنحيب
ياه يا بنتي ! آه يا ضنايا !
استكان جسد إيثار في أحضان أمها وشعرت أنها وجدت الملجأ من كل الشرور المحيطة بها في صدرها الحنون .. فاستسلمت لشعورها بالأمان وفقدت وعيها بين ذراعيها ..
................................
عودة للوقت الحالي
توجهت نحو المقعد الممتد الطول ثم جلست عليه واضعة نظارتها الشمسية على عينيها لتحجب عنها ضوء الشمس فقد بات ذلك الضوء بمثابة ذكرى مؤلمة نبشت بصندوق ذكرياتها الموجعة ...
أوجاع تلتها أوجاع .. وذكريات تبعتها أخرى أضنت قلبها وعقلها ..
تركت لهواء البحر مهمة تجفيف عبراتها المتجمدة وأخذت تتنفس بعمق لتسيطر على نفسها الهائجة كموج البحر الذي تطالعه ..
نعم تبدل حالها وتغيرت ظروفها وأصبحت الآن امرأة أخرى غير تلك الصغيرة التي قاست على أيدي الأقرب إليها ...
انتهى شتاء عاصف من حياتها وصيف مثير على وشك البدء في القادم من عمرها ...
لنترك ما مضى جانبا
ونبحث بين طيات عقلنا
عن جانب السعادة الخفي في حياتنا .. .......................
الفصل التاسع عشر
تحسست إيثار بكفها ملمس القماش الناعم المغطي للمقعد الممتد الطول ولكنها شعرت بشئ غريب.. ربما فقدت قدرتها على الإحساس بالمثيرات من حولها أو شعرت بمرارة طعم الحياة گكل..
أراحت رأسها وتمددت بجسدها على المقعد وصوبت بصرها من خلف نظارتها نحو السماء المشعة بضوء الشمس..
_ ورغم ضوئها الساطع إلا أنها بدت في عينيها مظلمة سوداء لا تشعر بجمال صفوها خاصة أنها ببداية فصل الصيف ولا باعتدال الجو ودرجات الحرارة ..
كان هجوم ذكرياتها ذكرى تلو الأخرى هجوما عڼيفا تصدع له القلوب .. تشعر بلوعة الإشتياق والتي لايضاهيها شعور ويؤلمها شعور الخزي والحسړة .. بينما ينهش بها شعور الفقدان والمڈلة لغير الله .
_ ولكنها ابتسمت ساخرة عندما تذكرت كيف تخلصت من هذا الزوج الشنيع الخلق _ الفظ اللسان_ السيء الطباع كما تخلص بصيلة الشعر من العجين .. وكان هذا نتيجة الخطة التي فكرت في تنفيذها فورا عقب علمها بفقدانها قطعة حية من روحها ابن قلبها الذي لم تره بعينيها ولم تلمس نعومة أظافره ..
ولكنها علمت حكمة الله في قضاه فيما بعد فلم يشأ المولى أن يتوطد الرابط بينها وبين هذا الطالح وخيرا خيرا ما حدث. ....
شردت في ذكرى بقائها في المشفى وما تلته من لحظات حرجة ...
..........................................
عودة بالوقت السابق قبل ثلاث سنوات
_ دلف الطبيب لحجرتها لكي يطمئن على حالتها المتدهورة ويعاود فحصها .. وعقب غرزه للأبرة المحوية بالمحلول الطبي وتفحصه له اتجه نحو الباب و كاد يترك الحجرة وينصرف ولكنها استوقفته بصوتها الواهن فاستدار نحوها وبلهجة ضعيفة يتملكها الوهن رددت
دكتور أرجوك أنا.. آآ محتاجة مساعدتك !
نطق الطبيب مترقبا وقد قطب جبهته بفضول زائد
مساعدتي!! في اي بالظبط
_ ابتلعت مرارة حلقها وهي تجاهد للنطق بحروف متقطعة وهي تمسح بكفها على جبينها
انا آآ جوزي.. ي.. يعني اعتدى عليا بالضړب و.. و.. آآ..
قاومت إنهيار عبراتها لكنها لم تستطع فالأمر أكبر من قدرتها على الإحتمال ..
تساءل الطبيب محاولا مساعدتها وإستكمال القطع المتناقصة من كلامها
وكان السبب في إجهاض الجنين!
أجابته إيثار وهي تهز رأسها بتحسر مټألمة
آآآه اا انا .. انا عايزة حقي وحق ابني اللي مشافش النور و.. وكنت عايزة حاجة تثبت كلامي عشان آآآ....
بادر الطبيب قائلا بثبات وهو يوميء برأسه متفهما تقاضيه بيها! يعني تقدميها للمحكمة صح كده !
تحول وجه إيثار للوجوم وظهرت في نظراتها وخلف جفنيها روح الإنتقام والعدائية واجابته بمرارة
ايوة عايزة تقرير طبي بحالتي كاملة وآآ.. يا ريت . لو .. لو أمكن ت .. توضح الضرر اللي آآ...
_إشرأب الطبيب بعنقه ليجوب بناظريه الخارج جيدا ليتأكد من عدم متابعة أحد له ثم اعتدل في وقفته واخفض جزعه قليلا وهو يتكلم بصوت خفيض
ماشي انا هعملك تقرير طبي وافي فيه حالتك وحالة الجنين اللي نزل .. وهيكون مفصل فيه آثار الكدمات
متابعة القراءة