روايه حزينه الفصول من السادس عشر ل العشرون بقلم الكاتبة الجليله
المحتويات
والخدوش اللي بسببها خسړتي الجنين يعني هعملك تقرير تاخدي بيه حكم من أول جلسة لوقوع ضرر عليكي !
وكأن بريق الأمل قد تراقص في مقلتيها الدامعتين فتابع بحسم
انا عندي اخوات بنات زيك كده وقريبين من سنك واللي شوفته فيكي محبش اشوفه في اهل بيتي يا مدام ولا في حد أعرفه وعشان كده هساعدك متقليش !
ضغط بكلماته على چرح علاقتها مع أخيها ..
.. في حين رأت ڼصب عينيها نموذجا حيا لا يقبل المساس بأهل بيته فكانت المضاهاة غير عادلة البتة ...
_ وبالفعل كان التقرير الطبي الذي وصف حالتها بالفعل مفصلا وحتى أصغر تفاصيل الإعتداء والإصابات ذكرت به .. كان هذا التقرير هو العضد لها في مسيرتها العدائية والدفاعية ضد زوجها فبه قامت برفع دعوة عاجلة لطلب الطلاق منه ..
_ وكانت تلك هي أولى خطوات الخلاص منه ..
لم تكل أو تمل فلم يعد هناك جدوى من البقاء مع من إرتضى أن يخدعها وېهينها من أجل الظفر بطفل ذاك الطفل الذي لم يقدر له الحياة ..
مرت الشهور عليها وهي تنتظر حكم المحكمة القضائي بالطلاق منه لوقع الضرر وكأنها أدهر كان محسن في مناصفتها منذ الجلسة الأولى ورفض تطليقها ولكن قضت المحكمة بحكمها وحصلت في النهاية على حريتها .. ولم تكتف بذلك فقط بل أرادت تأمين حياتها لذا لجأت إلى هيئة النيابة الموقرة لتحرر محضرا ضده بعدم التعرض لها بأي شكل كان.
_ حيث أقامت بالسكن الدائم المسمى بدار المغتربات في محافظة الأسكندرية واستغلت بطاقة هويتها والمدون بها محل إقامتها بالقاهرة حتى تضمن موافقة مسئولي الدار على انضمامها لقائمة القاطنات بها ..
_ ومن بعد ذلك وأمام رغبة والدتها الملحة طوال هذه المدة للعودة لمنزل أسرتها .. عدلت نوعا ما عن رأيها و تخلت عن تعندها وعادت لمنزل أبيها لتسكن حجرتها گغريبة عنهم ..
تشاطرهم المكان لكنها لا تشاطرهم ما يخصها ..
كانت تضع عملها ودراستها في المقام الأول لها ..
_ نعم لقد عرضت عليها إحدى زميلاتها بالدار العمل گمربية وجليسة للأطفال لواحد من أفضل المكاتب الأسرية التابعة لوزارة التضامن الإجتماعي مقابل الحصول على راتب مجزي فوافقت عليها إيثار بعد تفكير متأني ..
وبالفعل وجدت في تلك الوظيفة مؤنس لها ومساعد لقضاء وقت فراغها وسط الكائنات الصغيرة الملائكية والتي تعشقهم عشقا من نوع خاص ...
وبعد أن أتمت دراستها كان من المفترض أن تترك تلك الوظيفة وتتقلد وظيفة أخرى تناسب مجال دراستها ولكنها رفضت ذلك وتخلت عن أحلامها فقد تعلق فؤادها بالأطفال وأحبت مهنتها حبا جما ...
............................................
إيثار
_ عادت هي إلى أرض الواقع على صوت أخيها الذي هتف مناديا بإسمها ...
.. أشاحت بصرها ووجهها بعيدا عنه وهي تنبذ اقترابه منها ثم نطقت بتذمر واضح في نبرتها
خير !! اي الحاجة الكبيرة اوي اللي حصلت وخليتك تيجي بنفسك هنا !
ضغط عمرو على شفتيه وأجابها وهو يبتلع أسلوبها الفظ في الحديث معه
بابا ياإيثار تعبان أوي ولسه الدكتور نازل من عندنا من شوية .. لازم تيجي تشوفيه يا إيثار ده طلبه !
_ ابتسمت من زاوية شفتيها بتهكم ثم أردفت بلهجة قاسېة متحجرة
انت الحيلة و ابنه الكبير خليك انت جمبه انا ماليش لزوم
_ اقترب منها ثم انحنى بجسده ليجلس جوارها ..
حدق بها لبرهة لكنها لم تعبأ به وكأن وجوده والعدم سواء ..
تنهد بعمق ثم مد يده لينزع نظارتها الشمسية التي تحجب عنه رؤية عينيها وإذ به يتفاجأ بالعبرات العالقة بأهدابها وبقايا الدموع التي جفت على وجنتيها ..
تفاجئت من فعلته ورمقته بنظرات حادة .. وأشاحت وجهها بعيدا ..
سکين حاد النصل انغرز بين ضلوعه وجثى على صدره حجر صوان بعد أن رأى الوهن داخل مقلتيها فأجفل بصره بندم بين ثم نطق بصوت خفيض
تلات سنين ومنسينيش مكانش قلبك أسود كده ياإيثار
ابتسمت بسخرية مريرة وقد ظهرت علامات الإستنكار على وجهها وهتفت بحنق
أسود!! هو في أسود من الأيام اللي عيشتها بسببكوا شبابي ضاع وانا لسه مكملتش 25 سنة .. حاسة اني ست عجوزة مكرمشة من كتر القهر اللي شوفته وحسيت بيه جاي تقولي اسود !!!!!
_ تحسست ذراعيها بكفيها وكأنها تتذكر
متابعة القراءة