روايه حزينه الفصول من السادس عشر ل العشرون بقلم الكاتبة الجليله
المحتويات
لمسات طليقها المقززة على جسدها ..
ارتجفت أوصالها وهي تتذكر قسوته في معاملتها والخدعة التي سقطت أسفلها وما كانت له سوى وسيلة رخيصة للوصول لمبتغاه الطامع والغير عادل ..
انتفضت پذعر وهي تقاوم أبشع اللحظات في علاقتهما الحميمية التي أجبرت عليها ثم أطبقت جفنيها وهي تذكر قائلة
لسه فاكرة كل حاجة قڈرة كان بيعملها حتى كلامه الژبالة اللي شبه وطريقته الشوارعية .. كل حاجة مغابتش عن بالي !
مد يده بحذر نحوها وربت على ذراعها بحنو وقد أثارته كلماتها فرد عليها بحذر
كل حاجة أنتهت وخلصت ياإيثار وبقالك أكتر من سنتين ونص حرة .. انسي و عدي كل حاجة وارميها ورا ضهرك انسي !!!
ردت عليه إيثار وقد سبقت عبارتها الساخرة قهقهه عالية
_ جذبت نظارتها من يده الأخرى ثم نهضت عن جواره وأشارت له بعينيها لكي يفسح لها المجال حتى تطوي المقعد الخاص بها ففعلت ما أرادت دون أن ينطق ووقف قبالتها ليكون حائلا بينها وبين المقعد ثم أردف بنبرة جادة
إيثار لو لسه ليا عندك ولو شوية معزة لازم تيجي معايا وتقعدي مع بابا بابا بېموت ياإيثار .. أرجوكي
أطرقت هي رأسها بإستسلام وردت عليه بتنهيدة عميقة
ماشي
تهللت أسارير عمرو و انفرج ثغره بفرحة جلية وهو يهتف بحماس بعد موافقتها العسيرة
يبقى يلا بينا وانا هشيلك الكرسي بنفسي ياستي
_ لم تبد اهتماما بما قاله بل تحركت للأمام وقام هو بطي المقعد ولاحقها بخطوات أشبه للركض حتى أصبح جوارها في سيرها ......
_ كان الكبر قد ظهر على تجاعيد وجهه وقد جعل المړض منه كهلا كبير السن وكأنه أضعاف عمره ..
منذ زمن لم تنظر هي لوجه أبيها رحيم تشعر وكأنه تغير كثيرا فتحول من الرجل الحاد الطباع الذي اعتادت عليه ليظهر أمامها عجوزا واهنا ضعيفا لاحول له ولا قوة ..
_ ولكن وبدون سابق إنذار .. شعر رحيم بملك المۏت يحوم حوله منتظر لحظة قبض روحه فقرر التنازل عن قسۏة طبعه والانصياع أمام خطئه .. حيث سد جوعه بالنظر إليها وهتف بصوت ضعيف ولهجة معاتبة لعلها تشعر به
كده يا إيثار!! بقالي كتير تعبان ومستنيكي تسألي عني يابنتي .. بس انتي مسألتيش
ردت إيثار بثبات وجدية وهي تتحاشى النظر إليه
الف سلامة عليك
_ وضعت تحية كفها على جبهته تتحس حرارته التي أخذت تنخفض ثم ربتت على كتفه وهي تحاول تخفيف الأوضاع وحدتها لدى الأب وابنته
إيثار كانت مشغولة اوي اليومين اللي فاتوا ياحج ماانت عارف شغلها واخد كل وقتها
أضاف عمرو قائلا وهو يبتسم لوالده بعاطفة ولما عرفت جت ومتأخرتش ياحج !
سيبونا لوحدنا
_ هتف رحيم بعبارته بملامح خالية من المعاني ثم أشار بعينيه للخارج
ترددت تحية في فعل هذا ورغم ذلك حسمت رأيها وظنت أنه ربما يكون السبيل لكسر الحواجز التي بنيت بينهما ولعل هذا الحوار والجلسة الودية بينهما تذيب الجليد .. فأشارت بيدها لعمرو لكي يتبعها للخارج ثم أغلقت الباب وأخذت تتلصص عليه .
_ جاهد رحيم ليستقيم في جلسته حتى اعتدل وأسند ظهره على الفراش ثم تابع النظر إليها وهو يقول بدفء أبوي غير معهود منه
بصيلي يابنتي وانا بكلمك
حركت حدقتيها لتكون في مواجهته بينما ابتسم هو وهو يتذكر أياما قديمة لا تتذكرها هي .. ثم ردد قائلا بخفوت
زمان لما كنت بشتريلك لبس العيد بنفسي وانتي كنتي بتتقمصي عشان مش بخليكي تنقيه بنفسك زي عمرو وآآآ...
قاطعته إيثار وقد ظهر التجهم على قسماتها وزادت عدائيتها
لبس العيد كنت بشتريه كل سنة ولو معجبنيش في مرة كان بيعجبني في التانية .. انما الجواز بيبقى مرة تعيش عليه العمر كله ولا كنت فاكره قابل للتبديل والتغيير
_ لم يطرق رأسه أو يبعد بصره عنها بل بعث لها كم الندم الذي يحمله على عاتقه منذ ثلاث سنوات وحتى هذا الحين من خلال نظراته النادمة وتعابيره الأسفة ..
استشعرت صدق نظراته ولكن عقلها رفض الإستسلام والعفو عنه ..
استندت بساعديها على ركبتيها ثم دفنت رأسها بين كفيها وهي في حيرة
متابعة القراءة