روايه حزينه الفصول من السادس عشر ل العشرون بقلم الكاتبة الجليله
المحتويات
من أمرها بينما تابع والدها حديثه قائلا
عارف اني ظلمتك لكن كل اللي كان شاغلني الناس وكلامهم مكنتش هطيق حد يجيب سيرتك بكلمة يابنتي
كانت إيثار على وشك مقاطعته ولكنها أشار لها بكفه لتصمت وتابع بجدية
اسمعيني يابنتي انا اب وانتي عمرك ما هتفهمي كلامي ولا احساسي انا عمري ما تمنيت في الدنيا غير سعادتك انتي واخوكي .. حتى لو كان اسلوبي غلط !!!
عدت سنين وكلامي مش هيفيد بس محبش اني اموت وسايب حته مني زعلانة مني يابنتي سامحيني ياإيثار
_ حدقت به غير مصدقة ما سمعته للتو وحالة الذهول مسيطرة عليها فهز رأسه للتأكيد ثم كرر كلمته وهو يقول بجدية تحمل الندم
ايوة زي ما سمعتي انا بطلب منك لأول مرة تسامحيني على اي حاجة يابنتي !
_ في هذا الحين كانت تقف تحية وأطرافها ترتعش من وراء الباب لتستمع لحديثهما إلى أن اختفى الصوت فجأة فرفعت رأسها للسماء وفتحت كفيها وهي تنطق بتضرع
وحياة حبيبك النبي يارب حنن قلب بنتي وأرضيها وأسعدها يارب !
أوصدت الباب خلفها لتستمر مسيرة عزلتها ثم وقفت أمام النافذة تتطالع الغروب وقرص الشمس يهبط بإتجاه البحر من الغرب وكأن هذا القرص الذهبي تحتضنه الأمواج وينغمس أسفل الأعماق ..
كان مشهدا مريحا للعين مثيرا لهدوء الأعصاب أغمضت عينيها استسلاما لنسمة هواء طفيفة لمست وجهها حتى هاجمتها ذكرى آخرى سابقة أسعدت فؤادها في وقت ما لكنها استعدت عبرات الاشتياق الممزوج بالعتاب .....
عودة بالوقت للسابق
_ وقفا سويا كلا منهما في النافذة الخاصة به يطالعان من مكانهما ذلك السحر الفطري .. حيث أثارها مشهد الغروب فطلبت منه الصمت حتى يتمكنا من متابعته سويا .. كانت بسمتها تشكل فارقا في يومه فرفع رأسه يتأملها بنظرات عاشق هلكه عشقه..
فشعرت بعينيه معلقتان بها ..
مش قولنا هنشوف الغروب سوا
رد مالك بنبرة صادقة ونظرات مأسورة
انتي عندي احلى من اجمل منظر غروب
_ ابتسمت وتوردت وجنتيها خجلا منه فظهرت غمازتيها لتبدو أكثر جمالا وأشراقا ..
فتابع هو بسمته العاشقة ببيت شعري كتبه لها وردده على مسامعها
فصار للخجل لونا بأسمها ..
فياليت كل الحياء گحياء حبيبتي ..
وبذور القرنفل تعلو ثغرها
..............................
عادت لأرض الواقع المجحف الذي هي فيه الآن ولكنها على الأقل رسمت بسمة على محياها على إأثر ذكراه الذي لم ينصرف أو يزال من ذهنها قط
.. أغلقت النافذة ثم عادت لفراشها مدعية الرغبة في النوم لعلها تهرب من كم الذكريات الذي يطاردها ليوقظ شعلة حبها وشوقها من جديد .
...................................
_ كان هذا الصباح مختلفا لها فبالرغم من إشراقه إلا إنها كانت حزينة لفراق أحدا عزيزا عليها .. مصطفى ذلك الطفل الصغير الذي اعتادت على مجالسته يوميا عقب ذهاب والديه للعمل ..
واليوم ستقوم الطائرة بالإقلاع وهي تحمل هذه الأسرة لإحدى الدول الأوروبية في رحلة هجرة أبدية وقررت هي توديع الصغير على طريقتها الخاصة ..
قامت هي بتصميم ألبوم كامل من الصور الفوتوغرافية التي جمعتها به لتمثل له ذكرى عزيزة ذات يوم عندما يكبر ويتذكرها أثنت والدته السيدة رانيا على فعلتها الراقية وهي تقول بإمتنان
كلك ذوق ياإيثار مكنش في لزوم تتعبي نفسك
ردت عليها إيثار وهي تمسح بيدها رأس الصغير
متقوليش كده يامدام رانيا ربنا عالم مصطفي عزيز عليا قد اي
هتف مصطفي وهو يتعلق بذراعها وانا بحبك اوي ياإيثار ليه مش بتيجي معانا
_ انحنت قليلا لتطبع قبلاتها الصغيرة على جبين الطفل ثم نطقت بنبرة دافئة معهودة منها
معلش ياصاصا مش هاينفع بس اوعي تنسى إيثار أبدا
رد الصغير مصطفى ببراءة وهو يهز رأسه نافيا مش هنسى انا هخلي مامي تتصلي بيكي كل يوم كل يوم !
_ احتضنته بعمق حتى تخللت أنفاسه صدرها ثم اعتدلت في وقفتها وهي تضبط وضعية حقيبتها على كتفها وابتسمت قائلة
أستأذن انا بقى !
ردت عليها رانيا وهي تصافحها بحرارة
مع الف سلامة ياإيثار
_ تركت المنزل والحزن مخيما عليها لفراق طفل أخر ولكنها قررت تناسي الأمر لإستكمال الطريق فتلك هي مهنتها .. مجالسة الصغار وغرس مباديء الألفة والود في نفوسهم الصغيرة ..
زفرت أنفاسها وهي تستجمع شتات الأمل حتى تقابل طفلا أخر في مسيرتها التربوية ..
ذهبت إلى مقر المكتب التابعة له عقب أن طلبتها مديرة المكتب بصورة متعجلة فما كان منها إلا تلبية النداء والذهاب على الفور لتتفاجيء بالمديرة تبلغها بجدية
دي أسرة أجنبية لسه واصلين مصر أول أمبارح
متابعة القراءة