روايه حزينه الفصول من السادس عشر ل العشرون بقلم الكاتبة الجليله
المحتويات
يبقى على معادنا بالليل الساعة 10 سلام
_ حضرت راوية بين يديه سريعا ثم نطقت وهي تشير أتجاه إيثار وتقول بإبتسامة
المربية الجديدة جت يافندم اهي
أومأ برأسه متفهما ثم الټفت نحوها ولكن تجمد الحديث على لسانه وتحرك قلبه من مكانه مرة أخرى بعد سنوات قد دهس فيها قلبه أسفل نعليه ..
رمش بعينيه عدة مرات ليستوعب أنها أمامه وليست طيفا ..
ثم عبس بوجهه فجأة وتجمدت تعابيره بل وقست نظراته وهو يقول بصوت يحمل الشراسة
انتي !!!!
_ لقد صدق حدسها انه هو .. ذاك الذي ظنت أنه حبيب قلبها وخليل فؤادها ..
المنتظر الذي طالما انتظرته لسنوات عديدة آملة رؤيته لمرة واحدة ..
وها هو حلمها يتحقق هو الآن أمامها ولكن يحمل وجها جديدا بملامح مختلفة ويختبئ بجسده المشدود خلف حلته السوداء التي أعطت لمظهره هيبة ومهابة ..
لم تجد فيه الروح المرحة التي عاهدتها منه ..
إنه شخص جديد كليا ..
تسارعت أنفاسها إلى حد ما فجاهدت لضبطها أمامه ..
لم تتخيل أن وجوده سيحدث كل هذا الخلل والإضطراب فيها ..
أربكتها نبرته الشرسة وابتلعت غصة مريرة وهي تنطق حروف اسمه على لسانها من جديد بهمس مرتجف
..........................................
الفصل العشرون
صمت رهيب ساد في اﻷجواء بينهما لكن أعينهما كانت تنطق بالكثير ...
قست تعابير وجه مالك وبدت نظراته أكثر حدة وهو يحدجها بنظرات مطولة متعمدا التقليل من شأنها .. فهي بالنسبة له تعد رمزا للخېانة والغدر من جرحته بضراوة في فؤاده من دفعته للرحيل والتخلي عن أحبائه ...
هي أرادت أن تحميه على طريقتها لكن انقلبت الظروف ضدها ..
ابتلعت ريقها بتوجس كبير و لم تنس رغم كل شيء صدق حبها له ..
تفاجئت به يجذب صغيرته منها عنوة ليضمها إلى صدره فصړخت الصغيرة بړعب قليل قبل أن تبدأ في البكاء من إثر الخضة
صدمت إيثار من ردة فعله ومن تصرفه المباغت الذي أفزع الصغيرة فهتفت بلا وعي مستنكرة فعلته
انت خضيت البنت !!
رمقها بنظرات ڼارية قبل أن يصيح بصوت قاتم
انتي هتعرفيني أربي بنتي ازاي
فغرت شفتيها مذهولة وهي تمتم بصوت متقطع
ثم صاح فجأة بصوت جهوري أجفل جسدها وأفزع الصغيرة أكثر
راوية .. راوية تعالي خدي البنت !!
خطت الخادمة بخطوات سريعة نحوه وهي تردد بإمتثال
حاضر يا مالك باشا
تناولت الصغيرة منه بحذر .. وسارت بها مبتعدة وهي تحاول هدهدتها لتكف عن البكاء .. .
شعرت إيثار بالخۏف من وجودها بمفردها مع مالك .. فوجود تلك الصغيرة كان يشكل درعا يقيها من انفعاله المباغت ..
دنا منها خطوة فتراجعت عفويا للخلف متحاشية القرب منه ..
نظر لها بإحتقار ثم أردف قائلا بجمود
ايوه دي بنتي كنتي مفكرة هافضل زي ما أنا أبكي على فراقك وحبك الرخيص !
صدمت من كلماته اللاذعة واضطربت دقات قلبها وردت بصوت متذبذب
انت .. آآ
تابع قائلا بشراسة وهو يتعمد تجريحها
أنا يا مدام عشت حياتي وقابلت انسانة حبيتني بجد واتجوزنا وخلفت منها مش واحدة زيك !!!!
لم تقو على الرد عليه .. بل حدقت فيه پصدمة حزينة .
شعور رهيب بالخذلان سيطر عليها وتملك من مشاعرها المضطربة ..
فمجرد تخيل امتلاك أخرى لقلب حبيبها ومشاركتها إياه لحياته بكل تفاصيلها أتعبها نوعا ما وعذب روحها ..
فماذا عن انجابه منها من يحمل صفاته يا إلهي إنه اكثر إيلاما !
حزن موجع أرهق قلبها .. ووخزات مؤلمة أتعبت روحها .. لقد عاش حياته .. استطاع ان ينهض من جديد بينما ظلت هي تقاسي من ذكريات الماضي ..
تابع متساءلا بتهكم مهين ليخرجها من شرودها المؤقت
وإزي جوزك المحترم
استشعرت من نبرته حجم البغض الذي يكنه له ..وعجزت للحظات عن الرد عليه أتخبره بأنها كانت ضحېة خدعة كبيرة تحملت تبعاتها لوحدها !
ارتفع حاجبه للاعلى ليضيف بسخرية
والبيه موافق انك تنزلي تشتغلي بيبي سيتر ولا انتي جاية من وراه
لم تستطع الصمود أمام تجريحه العلني فصړخت بشموخ وكبرياء وقد تشنجت تعابير وجهها
ماسمحلكش !
ابتسم بتهكم ثم قال بنبرة مهينة
يبقى زي ما توقعت طلع نأبك معاه على فاشوش ومش قادر يصرف عليكي زي ما كنتي مفكرة !
كانت كلماته كالسوط الذي يسلخ جلدها الملتهب فلم تتحمله وصړخت فيه بصوت منفعل
انت متعرفش حاجة عني عشان تقول كده !
نظر لها شزرا وتابع بإستخفاف
مش محتاج اعرف .. كفاية اني شايفك النهاردة قدامي عشان اخمن كل حاجة !
تسارعت دقات قلبها وكورت قبضة يدها پعنف
متابعة القراءة