روايه حزينه الفصول من السادس عشر ل العشرون بقلم الكاتبة الجليله

موقع أيام نيوز

واشتعلت عينيها بحمرة غاضبة للغاية ..
تحرك خطوة أخرى نحوها وأكمل بشراسة وقد قست نظراته 
واحدة طماعة بتجري ورا الفلوس وبتحبها اكتر من نفسها باعت الغالي بالرخيص ومهمهاش تدوس على مين في طريقها وهي بتعمل كده المهم توقع المغفل اللي هيدفع اكتر .. بس الظاهر انه جيبه طلع فاضي فراحت تدور على مصلحة جديدة !!!!
أوجعتها عباراته العڼيفة التي تتهمها بلا رحمة فهبط قلبها في قدميها قهرا .. هو كغيره حكم عليها دون أن يترك لها المجال لتدافع عن نفسها ..
أصدر حكمه بإدانتها متأكدا بأنها الجانية بالفعل ..
لم تتحمل أكثر من هذا الظلم فاستجمعت شجاعتها وصړخت فيه بصوت هادر وهي تشير بيدها وعينيها تنطقان شررا مخيفا 
اخرس .. ولا كلمة زيادة !!
أغضبه بشدة صړاخها فيه فصاح بها بصوت جهوري عڼيف 
انتي ليكي عين تتكلمي ولا تفتحي بؤك وتزعقي !
ردت عليه بصوت مخټنق ومتشنج وهي تكافح لمنع عبراتها من السقوط أمامه 
انت ملكش حق تحاسبني ولا تكلمني عن حياتي اللي فاتت !!
أضاف بقسۏة وهو يرمقها بنظراته المدينة  
حياتك اللي انا كنت جزء منها ورميتي وكأني ماسواش
هزت رأسها نافية وهي تصيح بإعتراض جلي 
محصلش ..
تشنجت تعابير وجهه وبرزت عروقه الغاضبة وهو يكمل بحړقة 
نسيتي حبي ولعبتي عليا ومهمكيش العڈاب اللي كنت فيه بسببك ! ماهناش عليكي تكسري قلبي ده حبيتك بجد كنت مستعد أعمل أي حاجة عشان تبقي معايا لكن انتي طلعتي كدابة منافقة !
انهمرت عبراتها كالشلال رغما عنها أمام كلماته .. فأغمضت عينيها بحسرة .. فقد تجسد في مخيلتها تلك الذكريات الآليمة .. وانتحبت بأنين ظاهر ...
تأملها مالك بنظرات خاوية .. وأردف قائلا ببرود 
دموع التماسيح دي معدتش تخيل عليا وش الملاك اللي حطاه خلاص سقط قصادي وقدرت اكشفه !
دفنت وجهها بين راحتي يدها وانخرطت في بكاء مرير .. وهمست بصعوبة 
كفاية مش هاسمحلك
قهقه بتهكم قبل أن يصمت ليقول بعدها بإستهزاء 
بجد مش هاتسمحيلي .. حقيقي مبهور بيكي !
أشفقت إيثار على حالها كانت تظن أنها أقوى من أي صدمات اعتقدت أنها بعد الذي تعرضت له ستصبح أقوى وستواجه الحياة بشجاعة .. لكنها كانت واهمة فمع أول مواجهة محتدة مع حبيبها إنهارت أمامه ..
لم يعبأ ببكائها وراقبها بجمود قاسې ..
لم يكن مالك على تلك الحالة من قبل لكنه أجبر نفسه على القسۏة مع أمثالها ..
دس يده في جيب بنطاله القماشي ورمقها بنظرات استخفاف ثم هتف بنبرة متغطرسة 
انتي تعرفي انا بقيت ايه الوقتي ولا اقدر اعمل ايه فيكي 
رفعت وجهها وحدقت فيه بعينين حمراوتين من كثرة البكاء وردت عليه بعدم اكتراث 
مش عاوزة اعرف حاجة عنك !
أشار لها بإصبعه متعمدا التقليل من شأنها وهو يقول بجفاء 
فكرك هاصدق الحركة الرخيصة دي يعني عاوزة تقنعيني انك جاية ومش عارفة هتقابلي مين ولا تشتغلي عند مين !!!
أخذت أنفاسا متلاحقة لتوقف بكائها المتواصل وردت عليه بإستياء 
انا كنت جاية هنا مفكرة اني هاشتغل عند ناس اجانب محترمين اساعد بنتهم .. بس مكونتش اعرف اني هلاقيك هنا !
ضحك بإصطناع وهو يقول بتهكم 
لسه زي ما انتي استاذة في الكدب والخداع !
صړخت معترضة وهي تمسح عبراتها بكفها 
انا مش كدابة !
ثم رفعت رأسها للأعلى في إباء وأكملت بنبرة تحمل الكبرياء 
بس ملحوئة انا هاعفيك وهاعفي نفسك من الحرج ده كله ... انا منسحبة من قبل ما ابدأ حتى !
وما إن أنهت عبارتها حتى أولته ظهرها وسارت بخطوات أقرب للركض نحو باب الفيلا لكنه هدر بها بصوت آمر  
استني !
لم تلتف إليه بل تابعت حديثها بصوت جاد وهي تمنع نفسها من البكاء مرة خرى 
اعتذاري الرسمي هتلاقيه مبعوت لسيادتك من المكتب !
ثم استدارت برأسها نصف استدارة لترمقه بنظرات أخيرة ولكنها كانت غريبة ..
التقت عيناه بعينيها المنكسرتين ورأى بوضوح فيهما تلك النظرات .. 
نعم نظرات كانت تحمل اللوم والعتاب .. وإن تعمقت فيهما رأيت القهر والخذلان ..
استطاع أن يقرأهما .. أن يبني تواصلا محدودا معها لكنها قطعت تواصلهما البصري قائلة بصوت جاف 
وبالتوفيق مع حد احسن مني عن اذنك يا .. يا مالك بيه !
تركته وسارت بخطوات أقرب الى الركض وهي تاركة العنان لعبراتها للإنهمار مرة أخرى 
كانت تود الخروج من هذا المكان قبل أن يطبق على أنفاسها .. فقد كانت تشعر بالإختناق بعدم استطاعتها للتنفس .. 
لماذا دائما تجد من يقسو عليها  
لماذا تتحمل هي كل اللوم والذنب بمفردها  
لماذا يتعمدون تركها حطام كلما حاولت بناء نفسها  
ولماذا هو تحديدا من يقسو عليها هكذا 
تابعتها نظراته المشټعلة الغاضبة منها .. ورغم هذا لا ينكر انها أوقظت فيه روح الڠضب والانفعال ...
مشاعر مضطربة تختلج صدره وتعصف بروحه التي ظن أنها وجدت سكناها أخيرا فسقطت حصونه واضطرب قلبه ..
تجدد كل شيء في عقله وكأنه حدث باﻷمس 
لحظات حبهما .. لقاءاتهما المتكررة ... رومانسياتهما العذبة ... وخطبتهما
تم نسخ الرابط