روايه حزينه الفصول من السادس عشر ل العشرون بقلم الكاتبة الجليله
المحتويات
البسيطة
ثم تلتها لحظات مظلمة تضمنت لحظة الفراق القاسېة ارتباطها بمحسن واكتشافه مصادفة لهذا .. تخليها عنه .. غربته الموحشة .. فراق أخته وما تبقى من عائلته الغالية .. رؤيتها تزف إلى غيره وما أصعبها من لحظات ...
كل هذا زاد من تأجيج نيران قلبه ...
عجزت الخادمة راوية عن الاعتناء بالصغيرة ريفان فعادت بها إلى رب عملها وهمست پخوف
رمقها مالك بنظرات حادة وعبس بشدة وهو يقول
هاتيها !
ناولته إياها بحذر وهي تقول بهدوء
اتفضل يا فندم
أمسك مالك بإبنته الصغيرة واحنى رأسه عليها ليقبلها بحنو متناقض مع حالته الهوجاء ثم تلمس وجنتيها بأطراف أصابعه وداعبها في عنقها لتضحك ببراءة .. ثم همس لها بصوت رخيم
قبلها من جبينها ومسح على رأسها برفق شديد واختنق صوته إلى حد ما وهو يقول
انتي الهدية الغالية اللي فضلت من مامي !
التقت روان في طريقها بشبح إيثار .. ظنت انها توهمت رؤيتها وهي تترجل من سيارة الأجرة وحدقت في طيفها لفترة طويلة ..
ولكنها نفضت تلك الفكرة عن عقلها .. فمن المحال أن يقابلها أخيها بعد ما حدث بينهما من صدام موجع ..
.....................................
كانت من أصعب اللحظات التي مرت بها بل من أقساها على الإطلاق .. أن تظل في نظر مالك مذنبة مخادعة ..
بكت من أعماق قلبها على القهر والظلم ..
هي كانت تحتاج إلى حضنه الدافيء ليعيد إليها ما افتقدته ..
لكنها وجدت فيه شخصا أخر ..
رأت شخصية تشبه محسن في قسۏتها وأخيها في ظلمها ..
ما أضنى قلبها حقا هو تكوينه لعائلة صغيرة .. في الوقت الذي خدعت هي فيه وذاقت الأمرين من طليقها ..
هو استعاد ما فقده وهي فقدت كل شيء ..
توقفت عن السير أمام أمواج البحر المتلاطمة ..
شردت في تصارعها وتلاحقها لتتذكر كيف تصارعت معها الحياة حتى أصبحت ما هي عليه الآن ...
......................................
ألقت روان بالصغيرة ريفان في الهواء وظلت تتقاذف معها الكرات وهما تمرحان سويا في الحديقة الواسعة إلى أن انضم إليهما مالك فهتفت بسعادة
رد عليها بهدوء
ايوه
أضافت روان قائلة بإبتسامة عريضة
هي شبه مامتها خالص !
أومأ برأسه إيجابا وهو يقول
ده حقيقي خدت لون عنيها وشعرها وحتى ملامحها
هتفت روان بمرح وهي تشير إلى نفسها
بس خفة ډمها اكيد مني مش هاتكون نكدية زيك
نظر لها محذرا وهو يقول بجدية
روان !
ابتسمت له لتردد بسعادة
بهزر يا مالك مش تزعل مني
دنا منها أخيها وقبل أعلى رأسها وكذلك صغيرته ثم همس بصوت يحمل الحزن
مقدرش ده انتي الوحيدة اللي قريبة من قلبي
تعلقت في ذراعه ومالت برأسها على كتفه وهمست بخفوت
حبيبي يا مالوك ربنا يخليك لينا !
سألها مالك بإهتمام وهو يمسح على شعرها
ها مش ناوية تيجي تستقري معايا في الفيلا
هزت كتفيها نافية وهي تقول بجدية
لأ أنا عاوزة افضل مع عمتو
لكزها بخفة في مؤخرة رأسها وعاتبها قائلا
يا بنتي ماتبقاش دماغك ناشفة زيهم مش معقول هافضل قاعد هنا لوحدي
ردت عليه بإصرار
وأنا مش هاقدر اسيبهم لوحدهم على الأقل لحد ما اقنعهم يجوا هنا
طيب !
ظلت روان تلاعب الصغيرة إلى أن طرأ ببالها شيء ما فهتفت بنزق
تصدق أنا اتخيلت بمين النهاردة هنا
سألها بفتور وهو يعبث بهاتفه المحمول
مين
ردت عليه بإبتسامة رقيقة
ايثار ! فاكرها
تبدلت تعابير وجهه المرتخية إلى قاسېة واشتدت حدة نظراته ثم سألها بصرامة
وانتي شوفتيها فين
هزت رأسها نافية وهي تقول
لأ أنا ماشوفتهاش أنا بأقولك أني اتخيلت بيها هنا
عضت روان على شفتيها بتوتر قليل فقد أرادت أن تستشف من أخيها عن أمر ما ظل يشغل تفكيرها لوقت طويل ..
أخذت نفسا عميقا وزفرته على مهل ثم استجمعت شجاعتها وسألته بحذر
مالك هو .. هو انت لسه بتحبها
وكأنها أشعلت فتيل غضبه فتوقف عن التحديق في هاتفه ثم رفع بصره نحوها ورمقها بنظرات ڼارية وصړخ بها پجنون أخافها
روان ! كلام في الموضوع ده مش عاوز !!!!!
خاڤت من هيئته المرعبة وأشارت له بيدها وهي تبتلع ريقها بإرتعاد قليل
طيب .. طيب مش تزعق فيا !
اكتسى وجهه بحمرة غاضبة شديدة وكور قبضته بشدة حتى ابيضت مفاصله من قوة الضغط ..
ثم تحرك بإنفعال مبتعدا عنها فسألته بتوجس
انت رايح فين مش هاتتغدى معانا !!!!
أجابها نافيا بقوة وهو يلتفت برأسه نحوها
لأ وماتمشيش إلا لما أبعتلك
متابعة القراءة