روايه حزينه الفصول من السادس عشر ل العشرون بقلم الكاتبة الجليله

موقع أيام نيوز

السواق يوصلك !
ردت عليه بمزاح محاولة تخفيف حدة الأجواء 
أيوه يا عم بقينا من علية القوم
تابع مالك قائلا بصوت آمر وجاد 
اسمعي الكلام يا روان ماتمشيش إلا لما أبعتلك العربية بالسواق
ردت عليه بإبتسامة ناعمة 
حاضر يا مالك باشا !
...................................
مر الوقت على إيثار وهي جالسة على الشاطيء دون أن تشعر بتأخره .. فنهضت بتعب من على المقعد وقررت الذهاب إلى المكتب التابع لعملها لتقديم اعتذار عن رعاية صغيرة عائلة مالك ..
وبالفعل توجهت إلى هناك ولكنها تفاجئت بالمديرة تبلغها بجدية 
للأسف اعتذارك مش مقبول يا إيثار
اتسعت حدقتيها في صدمة وهتفت بذهول 
نعم
أوضحت المديرة قائلة بجدية 
الأستاذ مالك أصر على وجودك لرعاية بنته !!!!
وبدت كمن تلقى صاعقة كهربائية للتو جعلت جسدها كله ينتفض على ذكر اسمه ..
هو رفض قرارها بالرحيل هكذا وأصر على على بقائها في العمل رغما عنها وكأنها لا تملك حق الاختيار ..
تشنجت تعابير وجهها من تخيل هيئته الغاضبة وهو يحط من قدرها وېهينها بشراسة وهتفت محتجة وهي تصر على أسنانها 
بس أنا مش موافقة
ردت عليها المديرة بهدوء حذر 
مش هاينفع ترفضي انتي ماضية على تعاقد !
أدركت إيثار أنها واقعة في مأزق قانوني فتعاقدها بالفعل ينص على الالتزام مع العائلة حتى تنتهي مدة التعاقد .. وإلا وقعت تحت طائلة الشروط الجزائية ..
حاولت أن تبرر للمديرة موقفها الرافض فهمست برجاء 
بس .. بس في أكفأ مني قادرين يقوموا بالمهمة دي بدالي ويمكن أحسن أرجوكي اقبلي اعتذاري ورشحيله الأفضل
هزت رأسها معترضة وهي تجيبها بإلحاح 
هو رافض إن أي حد يشتغل غيرك ولو .. ولو انتي رفضتي للأسف مضطرية أطبق الشرط الجزائي !
خفق قلبها بفزع وتساءلت بتخوف 
يعني ايه 
ردت عليها بضيق قليل 
انتي عارفة بموضوع الشرط الجزائي ولو احنا خلفناه هنقع في مشاكل والأستاذ مالك وقع معانا على العقد فبالتالي انتي لازم تروحي !
هتفت إيثار بصوت شبه مخټنق 
بس آآ..
قاطعتها المديرة قائلة بجدية 
ايثار انتي لو امتنعني عن شغلك هاتخسري كتير وهاتتحملي لوحدك قيمة الشرط وهو مش سهل
سألتها إيثار بقلق 
كام يعني 
صمتت المديرة للحظات قبل أن تجيبها بتلعثم 
م.. مليون جنية
شهقت إيثار مصډومة وهي جاحظة العينين 
ايييييييه !!!!
.......................................
في مكان أخر  
أطلقت سارة سبة لاذعة وهي تلقي بالصحن المتسخ في الحوض .. ثم رفعت ذراعها للأعلى لتجفف عرقها المتصبب .. فالجو كان حارا للغاية وهي لم تعد تتحمل تلك الحياة المرهقة التي تعيشها ..
استندت بعدها بكفيها على حافته وأخفضت رأسها في خزي واضح ..
أغمضت عيناها بقوة لتمنع نفسها من البكاء حسرة على حالها ..
لقد ظنت أنها بمجرد أن تتزوج من ذلك الشاب الثري رامز ستصبح ملكة متوجة ترتاد القصور وتقتني أفخم الثياب وتتقلد أثمن المجوهرات ولكنها تفاجئت بأنها مجرد أوهام أكاذيب واهية خدعها بها ..
فرامز لم يكن سوى رجل عادي لا يملك الكثير وظيفته عادية يدين لغيره بالكثير من الأموال كان يبحث عن عروس ليتزوجها ليحصل على أموال من أبيه كنفقات للزيجة ولكنه ببساطة خدع الجميع وأتى بها لتخدمه وتنفق عليه .. فقد كان بخيلا للغاية و لم ينفق عليها مليما واحدا ....
في البداية خشيت سارة أن تخبر عائلتها بما حدث معها فتتعرض للشماتة والتشفي خاصة وأنها كانت من أصرت على الزواج منه في أسرع وقت .. 
فإدعت أنها بخير وحياتها مثالية .. ولكنها يئست من كل شيء وأرادت الخلاص نهائيا منه .. لكنها تقيدت هي الأخرى بالديون .. فأصبحت مجبرة على سدادها أولا قبل أن تطلب الطلاق وترحل وإلا تعرضت للزج في السچن ..
عادت لترفع رأسها للأعلى ثم فتحت الصنبور وأكملت غسل الصحون المتسخة وهي تبكي ...
استطاع مالك أن يحاصر إيثار بحق لم يكن ليتركها تفر بما فعلته به دون أن يعاقبها على خيانتها له ..
وجودها الآن هو فرصة هامة ولا تعوض للإنتقام منها ولمحاسبتها على ما مضى .. نعم هي فرصته لتلقينها درسا أخرا في توابع الغدر والخداع ..
وبالفعل نجح في هذا ووقع بنفسه على عقد عملها وبات متأكدا من عجزها عن الرفض وسينتظر بترقب قدومها إليه 
فكرت إيثار مليا طوال سيرها في حياتها بأسرها .. هي لم تحقق أي انجاز يذكر سوى في عملها الذي أحبته بشغف فأثبتت نفسها وكفائتها وحرفيتها مع الصغار بشهادة جميع من عملت معهم .. وها هي اليوم على وشك خسارته بسبب من أحبته ..
أردت ترك العمل معه لتتجنبه لكنه أجبرها عليه ليزيد من عڈابها .. 
هي لا تريد أن تعاني من وجوده في حياتها بأي صورة ممكنة ..
وهو وضعها في موقف صعب ..
لا يمكنها الإعتذار عن أداء واجب عملها بسبب قيمة الشرط الجزائي ولا يمكنها الصمود معه في مكان واحد وتحمل إهاناته وظلمه البين فباتت أمام خيارين كليهما أصعب من الأخر وهي مضطرة للقبول بهما معا

تم نسخ الرابط