روايه حزينه الفصول من الواحد وعشرون ل السادس وعشرون بقلم الكاتبة الجليله
المحتويات
القلوب وقد سبقتها عبراتها
باااباااااااااااااا............................... !!!!!!!!!!!!!
.................................................
الفصل الرابع والعشرون
وبات اللقاء بيننا محال
لن تأتي أبدا إلي
حتى وإن الزمان طال
فكل شيء بعدك أبي أصبح في زوال
هكذا شيعت إيثار والدها إلى مثواه الأخير بعبرات حاړقة .. كانت تعتقد أنه سنوات عمره ستمتد إلى سنوات وسنوات ولكن لكل أجل كتاب وها قد حان وقت رحيله ..
شارك عمرو في حمل جثمان أبيه وتعهد له بتنفيذ وصيته الأخيرة في حق أخته الصغرى ..
نعم سيصبح سندها ظهرها الذي تحتمي فيه من غدر الزمان .. من تلجأ إليه في أصعب الأزمات .. سيعوضها عما فات ..
.....................................
جلس مالك في الحديقة يترقب وصولها بعد أن قرر عدم الذهاب إلى عمله اليوم ولكنها تأخرت على غير عادتها ..
هز ساقه بعصبية وارتشف أخر ما تبقى من فنجان قهوته ..
مل من إنتظارها وعقد العزم على مهاتفتها ..
أمسك بهاتفه وعبث بأزراره ليتصل بها ولكنها لم تجب على اتصاله ..
ظن أنها تتجاهل إياه عن عمد فتجهمت قسماته وتوعدها بالتوبيخ اللاذع ..
عاود الإتصال بها لكن لا جديد .. فزاد حنقه منها وتمتم بنبرة محتدة
ثم نهض من مكانه وتوجه إلى الفيلا وهو يصيح بصوت منفعل
راوية جهزي ريفان أنا هاخدها وخارج
ردت عليه الخادمة راوية بنبرة خانعة
حاضر يا مالك باشا !
ثم توجه بعدها إلى الدرج ليصعد إلى غرفته ويبدل ثيابه ..
......................................
توقفت لتلتقط أنفاسها في جانب الزقاق الضيق بعد أن ركضت بأقصى سرعتها هاربة منهم .. إنهم يطاردونها الآن بسبب عجزها عن سداد الدين ..
كانت تبحث عن الثراء والراحة ناقمة على حياتها الماضية وظنت بزواجها من رامز ستتحقق جميع أحلامها لكن مع أول ليلة لهما بعيدا عن وطنها اكتشفت أن وعوده بالكامل كانت مجرد أوهام ..
اعتدلت سارة في وقفتها ثم أكملت ركضها وهي تدعو الله في نفسها ألا تطالها أيدي الشرطة ..
قادوها إلى السيارة وهم يسبونها بألفاظ تدنى لها الجبين فبكت بمرارة على حالها البائس ..
ثلاث سنوات مضت وهي تتجرع نتيجة إختيارها الخاطيء .. لم تشعر بالراحة أبدا وكأنها تعاقب على جريرتها في حق إيثار ..
صف مالك سيارته على مقربة من البناية القديمة فقد تعذر عليه ركنها بجوارها بسبب ذلك السرادق الذي يقام أمامها ..
ترجل من السيارة والټفت بجسده للخلف ثم فتح الباب الخلفي ليخرج صغيرته بعد أن أرخى حزام الأمان عن مقعدها ..
حملها برفق على ذراعه وعلق حقيبتها الخاصة على كتفه الأخر ثم صفق الباب بهدوء وتحرك صوب مدخلها ..
لاحظ هو حالة الحزن والوجوم البادية على أوجه الحاضرين ..
لم يتعرف على معظمهم فقد كانوا غرباء عنه ..
تساءل بجدية وهو يقترب من أحد العمال المسؤلين عن ڼصب السرادق
هو ده عزا مين
أجابه شخص ما من الخلف بنبرة حزينة
ده الحاج رحيم عبد التواب تعيش انت !
خفق قلبه بقوة بعد سماعه لذلك الخبر المؤسف .. وتجمدت تعابير وجهه من أثر الصدمة ..
إرتفعت عيناه عفويا للأعلى لتتعلق بنافذتها المغلقة ..
هكذا إذن .. هي لم تتخل عن موعدها اليومي معه إلا بسبب ۏفاة أبيها ..
يا إلهي كيف هو حالها هي مڼهارة أم صامدة أمام هول الفاجعة التي عصفت بها
أدمعت مقلتيه تأثرا برحيله وتحرك سريعا للداخل ..
........................................
أجلست العمة ميسرة الصغيرة ريفان على حجرها وأخذت تداعبها بلطافة ثم حدقت في مالك وتابعت قائلة بجدية
هو بقاله فترة تعبان مكوناش حتى بنشوفه لا طالع ولا نازل !
أضافت روان قائلة بهدوء
حتى إيثار كانت بتجيله كتير الفترة اللي فاتت
أثارت عبارتها الأخيرة حفيظة مالك فتساءل بإهتمام
ليه هي مكانتش أعدة هنا
هزت روان كتفيها وهي تجيبه بنبرة حائرة
مش عارفة بصراحة أنا ماليش كلام معاها من زمان
أضافت ميسرة بجدية وهي تحكم ذراعها حول الصغيرة
احنا المفروض نعمل واجب العزا بغض النظر عن أي حاجة كانت بينا المۏت ليه حرمة !
وافقتها روان الرأي فهتفت مدعمة
صح يا عمتو
ورد مالك بإيجاز وهو يفرك طرف ذقنه
أكيد
ثم تحرك بعدها إلى داخل غرفته ليختلي بنفسه ..
ألقى بجسده على الفراش وشبك يديه خلف رأسه ثم حدق في السقفية وتنهد بعمق ..
شعور مؤسف ممزوج بالضيق والإنزعاج يسيطر عليه كليا لا يعرف سبب غضبته ..
هل هو لۏفاة ذلك الرجل أم لرغبته في رؤية إيثار والاطمئنان عليها
إيثار .. حلمه البعيد عنه والقريب منه لا يتقبل على الإطلاق أن تستحوذ على تفكيره وهي زوجة لغيره ..
لكنها كالمخدر تشتاق إليها روحه دوما ...
أغمضت عيناه بقوة ليخفي صورتها
متابعة القراءة