روايه حزينه الفصول من الواحد وعشرون ل السادس وعشرون بقلم الكاتبة الجليله

موقع أيام نيوز

المتجسدة أمامه ولكن أبى طيفها ألا يفارق حتى خياله ..
......................................
أنهى المقريء ترتيل آيات القرآن فاصطف المعزون في صف طويل إلى حد ما ليأدوا واجب العزاء في الحاج رحيم ..
وقف ابنه عمرو في المقدمة يصافح الموجودين بنظرات شاردة ووجه عابس للغاية ..
فالخسارة كبيرة والراحل لا يعوض 
ووقف إلى جواره عمه مدحت الذي لم يتمالك نفسه فإنهار باكيا على فراق أخيه ..
اقترب مالك بخطوات ثابتة ولكنها ثقيلة من عمرو ليعزيه ..
تفاجيء الأخير بوجوده ومد يده ليصافحه ..
ساد بينهما صمت هاديء ظاهر للعيان ولكنه كان هائجا مليئا بالمشاعر المشحونة و المختلطة ولا يفهمه سواهما ..
فعمرو أخطأ في حق أخته وأبعد عنها من أحبها بصدق من أجل كاذب مخادع أوقعه ببساطة في شرك الزواج ..
ومالك يكن له مشاعر عدائية بسبب مواقفهما السابقة معا ..
شيد حيلك
قالها مالك بصوت هاديء وآجش ليقطع هذا الصمت الخطېر فأجابه هو بجمود 
الشدة على الله سعيكم مشكور !
تحرك بعدها مالك للداخل ليجلس ضمن المعزين ..
.....................................
إنزوت إيثار في ركن بمنزلها تبكي بلا توقف وفي صمت على رحيل أبيها ..
ربما لم تكن على وفاق معه لكن فراقه أحدث هوة كبيرة في حياتها ..
ساعدت إيمان تحية في الترحيب بالمعزيات .. فالخطب جلل والمصېبة تشمل الجميع ..
ولجت ميسرة ومعها روان إلى داخل صالة المنزل وبحثت الاثنين بأعينهما عن تحية وابنتها ..
ضغطت روان على كتف عمتها حينما لمحت تحية وهي تجلس على المقعد تتحسر على مۏت زوجها سندها في الحياة ..
فتحركت كلتاهما نحوها ..
دنت ميسرة منها وانحنت لتقبلها وهي تقول بنبرة مواسية 
البقاء لله يا ست تحية قلبي عندك
رفعت تحية عينيها المتورمتين لتنظر لصاحبة الصوت المألوف فهزت رأسها بآسى وهي ترد قائلة 
الدوام لله وحده سابني وراح سابني لوحدي آآآه
ردت عليها ميسرة بهدوء 
اذكري الله كلنا رايحين بس هي مواقيت !
جابت روان بعينيها المكان بحثا عن إيثار فرأتها فمالت على عمتها لتهمس لها وهي تضع يدها على ذراعها 
عمتو أنا هاروح أعزي ايثار !
ربتت ميسرة على كفها المسنود عليها وهمست 
طيب يا بنتي !
اتجهت روان نحوها حتى وقفت قبالتها فأردفت قائلة بصوت خفيض 
إيثار
التفتت لها الأخيرة لتجد رفيقة أيامها الخوالي وذكرياتها الجميلة أمامها .. فردت عليها بصوت مبحوح وباكي 
بابا .. راح !
أشفقت روان على حالها وبلا تردد انحنت لټحتضنها بذراعيها وقبلت أعلى رأسها وهي تقول بأسف 
ربنا يرحمه ويصبركم يا ريري !
همست إيثار بلا وعي وهي تبكي بمرارة 
راح قبل ما يسمعها مني ماټ يا روان قبل ما أقوله إني مسمحاه !
أجهشت بالبكاء وهي تتابع بندم 
والله مسمحاك يا بابا صدقني يا بابا أنا راضية بكل اللي حصلي في حياتي أيوه ده مقدر ومكتوب وأنا مسمحاك
مسحت روان على ظهرها وبكت وهي تقول 
اهدي يا إيثار
نظرت لها الأخيرة بأعينها المنتفخة وهي تسألها پخوف
تفتكري هايحس بده ولا خلاص معدتش ينفع 
ردت عليها بصوت مخټنق وهي تمسح أنفها 
اكيد هايحس بيكي انتي بس ادعيله بالرحمة !
تنهدت إيثار بحرارة وهي ترد 
بأدعيله من زمان آآه يا بابا !
هزت روان رأسها في حزن لتهمس قائلة 
لا حول ولا قوة إلا بالله ! 
....................................
ناولت روان أخيها مالك صغيرته ريفان ليسندها على كتفه بعد أن غفت ليعود بها إلى فيلته وتابعت قائلة بنبرة أسفة وهي تستدير برأسها ناحية عمتها 
حالها يصعب على الكافر مكانتش خالص في وعيها
ردت عليها ميسرة بحزن 
أبوها يا بنتي كان ليه تأثير كبير في حياتها
تابعت روان قائلة بفضول وهي قاطبة جبينها 
اللي مستغرباه إنها غلبت تقول كذا مرة انها مسمحاه على اللي عمله فيها أنا مش عارفة بالظبط التفاصيل بس واضح إن الموضوع كان كبير !
تابع مالك الحديث الغامض عما يخص إيثار دون أن ينطق بكلمة ولكنه استرعى إنتباهه بشدة ..
وتساءل مع نفسه عن السبب القوي الذي يجعلها تردد مثل تلك العبارات أللمسألة علاقة بخطبتهما السابقة أم بزيجتها الحالية أم هناك أمر خفي لا يعرفه 
هتف ميسرة محذرة وهي ترمق ابنة أخيها بنظرات منزعجة 
مالناش دعوة يا روان إحنا عملنا الواجب وخلاص !
ردت عليها بإمتعاض 
طيب
تردد هي في سؤال أخيها عن شقيق إيثار فهي لم تتمكن من رؤيته مطلقا طوال اليوم وأرادت الإطمئنان على حاله .. ربما لاعتقادها أنه يحتاج إلى دعم معنوي كبير في تلك المحڼة ..
عضت على شفتها السفلى بإرتباك وتساءلت بحذر 
على كده إنت شوفت عمرو يا مالك 
ضيق نظراته وهو ينظر نحوها وسألها بجدية وقد تشكلت على قسمات وجهه تعابير حادة 
بتسألي ليه 
هزت كتفيها في عدم اكتراث وهي تجيبه 
عادي يعني
أضاف هو قائلا بنبرة شبه ساخطة 
أكيد هاكون شوفته وعزيته كمان
بررت روان سؤالها قائلة بهدوء 
أنا فكرت إنك يعني ممكن تعزي عمه بس !
حرك رأسه نافيا وهو يوضح لها 
لأ .. الواجب مالوش دعوة بأي مشاكل كانت موجودة !
هتف إبراهيم بصوت متحشرج 
عندك حق
تم نسخ الرابط