روايه حزينه الفصول من الواحد وعشرون ل السادس وعشرون بقلم الكاتبة الجليله

موقع أيام نيوز

تنادي ابتعد برأسه وهو يقبض على عينيه كابحا الوميض الذي يسبق عبراته غالبا ..
وقعت عينيه على كفها الذي لا يحمل خاتم زواجها فعاود نظراته السائلة لها وكأنه يحدثها عن ذلك الذي اختطفها من بين أحضانه لتكون له ..
مد يده ليمسك بكفها وأطبق عليه راحتيه فوجده باردا گقطعة الثلج .. فانتفض قلبه المضخ للدماء من بين ضلوعه وظل يفركه بقوة و بعجلة وينفخ بأنفاسه الحارة مجاهدا لبث الحرارة فيه ..
ثم وضع كفه على وجنتيها يتحسسها برفق وهو يهمس بخفوت لمس روحها الضائعة بعالمها الآخر 
إيثار !! متعذبنيش أكتر من كده أرجوكي .. أتحركي أصرخي أعملي إي حاجة بس حسسيني أنك هنا معايا !
_ لحظات صمت أخرى مرت عليه وكأنها أدهر وهو ينتظر منها إشارة متمنيا رؤية عيناها ولا إراديا وضع سبابته على مكان الوغزة التي في وجنتيها ..
كم اشتاق لرؤية تلك الغمازتين اللاتين تنيران وجهها حينما تضحك ..
قطع عليه لحظته الفريدة معها صوت راوية المقترب من الحجرة وهي تحدث الطبيب الذي حضر للتو قائلة بهدوء 
أتفضل يادكتور من هنا !
استقام مالك في وقفته ثم شد الغطاء عليها حتى لا تقع عيني الطبيب عليها مازال يغار عليها من أعين الرجال وأشباههم ..
ثم نظر بإتجاه الباب منتظرا وصوله لأرض الحجرة حتى وقعت عينيه عليه فدنا منه وصافحه بحرارة وهو يهتف بلهجة ملتاعة مذعورة 
أهلا يادكتور آآ... هي كانت كويسة و.. و فجأة كده أغمى عليها من ساعتها وهي زي ماانت شايفها !
_ اقترب الطبيب ثم مد يده لېلمس جبهتها فوجد حرارتها أقرب لأن تكون طبيعية للغاية ..
هز رأسه مستفهما ثم أسند حقيبته الجلدية على حافة الفراش وأخرج منها جهازا طبيا لقياس ضغط الجسم وأشار للخادمة وهو يردد بجدية 
لو سمحتي ممكن تساعديني!
نظر لها مالك شزرا ثم نطق بإنزعاج ولهجة مقتضبة آمرة 
اتحركي ياراوية
تحركت راوية ممتثلة لأمره بإتجاه الطبيب ثم وقفت تنتظر أوامره حتى هتف لها بثبات 
أرفعي كم البلوزة من فضلك عشان أقيس الضغط
تابع مالك الموقف وهو يفرك كفيه بتوتر حتى شعر بجفاف حلقه من هول القلق خوفا عليها .
لم يكن يعلم أنه مازال يكن لها كل هذا الحب والشوق بل وأكثر مما مضى..
وما كان بغضه منها وكره لها إلا حبا متمردا على الوضع الذي هو فيه .
كان يتابع الطبيب بعينيه ولكن عقله كان شاردا فيها يفكر فيما قالته قبل أن تفقد وعيها بما حولها ...
حاول ربط الخيوط جيدا بما قالته روان عما يخص العزاء وما قالته هي من كلمة واحدة مقتضبة هز رأسه بقوة ليفيق على صوت الطبيب وهو يقول بجدية 
ضغطها مظبوط لكن السكر واطي جدا في الجسم وطبعا ده بيأثر على أدرينالين الجسم أنا أدتيها حقنة دلوقتي تظبط نسبة السكر في الډم وهي محتاجة تتغذى كويس وتشرب حاجة مسكرة !
هز مالك رأسه بتفهم وهتف بنبرة ممتنة 
شكرا ليك خليكي معاها يا راوية وأنا هوصل الدكتور !
ثم أشار بيده له واصطحبه للخارج وهو يتسائل بفضول مصحوب بالخۏف 
مفيش إي علاج أو ڨيتامينات ممكن تاخدها
رد عليه الطبيب وهو يهز رأسه نافيا بلهجة رزينة 
المدام مش محتاجة غير جو نفسي هادي ومثيرات نفسية تساعدها تخطي أزمتها .. واضح أن عندها اڼهيار نفسي وعصبي !
برر مالك إصابتها وهو يمسح بكفه على جبهته بقلة حيلة حيالها 
آآ... أصل حصل حالة ۏفاة عندها وو... يمكن يكون ده أثر عليها
أكمل الطبيب وهو يسبقه بخطواته ليكون أمامه 
تهيئة الجو النفسي للمريض عامل مهم جدا هو ده العلاج الوحيد
ثم الټفت إليه ونطق وهو يشير له محذرا 
دوام الحالة دي وإستمرارها كتير مش هيكون في صالحها !
رد عليه مالك وهو يهز رأسه متفهما 
تمام تمام شكرا ليك .. وفي أي وقت هتعدي على الحسابات هتلاقي ظرف بإسمك هناك !
ابتسم لهالطبيب وهو يطرق رأسه ممتنا 
شكرا ياأستاذ مالك عن أذنك !
_ الټفت ليغادر المكان بينما استدار مالك ونظر للأعلى بنظرات مترددة ما الذي سيفعله جراء ما حدث لها ...
تسمر في مكانه حائرا .. وتساءل مع نفسه بتخوف وقد تحولت قسماته للوجوم ..
ربما يكون هو سببا من أسباب الحالة التي وصلت إليها بجانب ۏفاة الراحل والدها والذي أحدث أثرا سلبيا بازغا فيها ..
تنهد بثقل ليطرد ذلك الهم خارج صدره ولكنه عجز وبخطوات متباطئة إعتلى الدرج ....
_ في هذا الآن كانت راوية تربت على كفها بهدوء وعطف حتى أحست بها الأخيرة وشرعت بتحريك جفنيها بتثاقل شديد وكأن يدا حجرية ثقيلة تغطي عليهما لمنعها من الأفاقة .
ولكن المثير هو تلك الرائحة التي أدخلت البهجة داخلها كأنه قريب منها يتأمل سكونها .. راحت ترى بمخيلتها ما تتمنى تحقيقه ....
.................................................. ....
_ كان يقف قبالتها ببسمته المعهودة والعذبة ثم مسح على وجنتها برفق وهي يسألها بنبرة معاتبة ولكنها مهتمة 
فيكي إي يا إيثار 
_
تم نسخ الرابط