روايه حزينه الفصول من الواحد وعشرون ل السادس وعشرون بقلم الكاتبة الجليله

موقع أيام نيوز

قبلت بطن كفه الملامس لصدغها ثم أسبلت بصرها وهي تنطق بصوتا متحشرجا يختلجه البكاء 
تعبانة من غيرك !
اختنق صوتها وهي تكمل بتساءل 
ليه كل ده بيحصل !
تنهدت بآسى وإنسابت العبرات من مقلتيها وهي تقول 
ياريتك ما رجعت يمكن كنت هفضل مشتاقة أشوفك أهون عليا ما تكون جمبي وكارهني !
رد عليها مالك بصوت شجي وقد نطق وميض عينيه الذي لمع تأثرا بحديثها 
عمري ما كرهتك انتي حلمي الصعب والمستحيل إحكيلي ياإيثار .. اشتكيلي مني !
أخرجت تنهيدة تحمل الكثير من التأوهات من صدرها المثقل بالأوجاع ثم أراحت رأسها على صدره وأغمضت عينيها تاركة العنان لعبقه يتخلل حواسها سحبت شهيقا وأطلقته زفيرا متريثا لفح صدره المرتاحة عليه ونطقت بنبرة دافئة خاڤتة تحمل بين طياتها مشاعر الاشتياق 
متسبنيش انا ضعيفة من غيرك .. أنا بقيت شوية فتافيت يا مالك !
همس لها مالك وهو يمسح على رأسها بلمسات سحرية جعلتها تسافر منه لعالم أخر 
انا جمبك ومش هسيبك انا مصدقت رجعتيلي .. فوقي ياإيثار عشاني وعشان ريڨان .. فوقي !
.................................................. ..............
مدام إيثار _ فوقي بقى الف سلامة عليكي ده انتي خدتي عين والله 
فتحت عينيها المنتفختين بتثاقل فجأة لتنصدم بالواقع الذي تعايشه إنها راوية التي تحدثها وليس حبيبها الذي دق القلب له أولا وأخيرا ..
كان حلما تمنته في مخيلتها فقط ولكنه لم يحدث ..
حدقت بها وهي لا تستطيع تذكر آخر ما حدث لها فخرج صوتها متحشرجا ضعيفا وهي تقول بتساءل 
في ايه !! ايه اللي حصل
أجابتها راوية وهي تبتسم لها بعذوبة شديدة 
أبدا مفيش أغمى عليكي بس الدكتور طمنا !
_ حاولت الاعتدال في نومتها ولكنها شعرت بإهتزاز الأرض من حولها وزوغان حدقتيها ..
فأطبقت جفنيها للحظات لتستعيد توازنها ثم فتحتهما ببطء وجابت بنظرات سريعة المكان من حولها فأيقنت أنها متواجدة بحجرته ..
خفق قلبها بقوة وتسارعت نبضاته وهي تتحسس فراشه بصورة متوارية ثم غطت وجهها بكفيها وهي تقول بحزن آليم 
عايزة أمشي مكنش المفروض أجي وانا تعبانة كده !
دخل مالك إلى غرفته بخطوات بطيئة ثم دس كفيه بجيب بنطاله وهو يهتف بلهجة آمرة 
أنزلي أعملي عصير لمدام إيثار يا راوية وشوفي ريڨان لسه نايمة ولا صحيت !
سلط أنظاره على إيثار التي أطرقت رأسها حرجا منه بينما نهضت راوية عن جلستها ثم أبعدت بصرها وهي تعبر من جواره بصمت ..
بقي الاثنين بمفردهما فزاد التوتر في الأجواء .. وقررت التصرف فورا .. لا مجال للبقاء هنا .. هي أخطأت في القدوم وتسببت في إرباكه .. وربما يظن بها أنها افتعلت هذا ليرق قلبه إليها ..
ابتلعت ريقها بتخوف من ظنونه و استجمعت توازنها لكي تنهض عن الفراش لتترك الفراش .. فكفى بها ما حدث لها اليوم ولكنها تفاجئت به يدنو منها وهو يهتف بنبرة هادئة 
انا مستعجلتش في حضورك كان ممكن تستني لما تبقي أحسن وبعدها تيجي !
زاد إرتباكها وخۏفها منه وردت عليه بصعوبة وهي تتحاشى النظر صوب مالكها 
معلش ! انا اللي كنت مصممة أنزل عشان أشغل وقتي !
لمست الأرضية بقدميها وكادت تقف ولكنه أشار لها لتتوقف عن المحاولة مبررا لها بأن مازال عليها تجرع مشروبا سكريا ..
ولكن الحقيقة هو يرغب في بقائها لأطول وقت ممكن ..
وبلا تردد نطق بصوت آمر ولهجة اعتاد عليها مؤخرا 
خليكي راوية هتعملك عصير وبعدين هخلي السواق يوصلك .. مينفعش تمشي وأنتي بالحالة دي !
بب ب..... باب.. ا
_ كانت الصغيرة ريڨان قد أستيقظت للتو وحضرت لحجرة أبيها وهي تحبو على الأرضية ثم استقامت واقفة لتتعالى ضحكاتها ..
كان صوتها گذقذقة العصافير في أذنيها فابتسمت بشكل لا إرادي وهي تنظر نحوها بينما دنا هو منها وحملها عن الأرضية وهو يغزو وجهها بقبلاته مرددا 
حبيبة بابي !!!
_ أشارت ريڨان نحو إيثار فأستشف أنها ترغب بها فرفع أنظاره نحوها فوجدها محدقة بهما فإبتسم بعذوبة واقترب منها فوجد الصغيرة تميل بجسدها عليها وهي تفتح ذراعيها داعية إياها بأمر غير منطوق لتحملها ..
التقطتها إيثار بحب وهي تردف بنبرة مشتاقة لها 
وحشتيني
وضعت الصغيرة يديها حول عنقها ثم أراحت رأسها على كتفها شعرت وكأنها قطعة منها تشفي كل ما بها من آلام ..
لم يكن الوضع مثيرا للذهول بالنسبة لمالك فهو يعلم مدى تعلق طفلته بها بفترة وجيزة للغاية وقد أحب هو ذلك لصغيرته التي وجدت حضنا يحتويها معوضا النقص الذي عانت منه لشهور .
_ تراجع بخطواته للخلف ثم ترك الحجرة لهما ينفردا بها وهبط يسأل راوية هل انتهت من إعداد المشروب أم لا ..
كانت راوية في طريقها إليها تعتلي الدرج بعد أن انتهت للتو من تجهيزه وفي تنهد براحة عندما وقعت عينيه عليها ثم هتف قائلا 
خليكي معاها لحد ما تشربه !
ردت عليه راوية وهي تثني على فعلته بإعجاب ربنا هيجازيك خير يامالك بيه ان شاء الله
تم نسخ الرابط