روايه حزينه الفصول من الواحد وعشرون ل السادس وعشرون بقلم الكاتبة الجليله
المحتويات
دون إبداء أي مقاومة وربما تكون رغبتها تلك في شغفها للقرب منه ..
استقلت السيارة معه وحافظت على بقاء مسافة بينهما .. ثم التفتت برأسها لترى الصغيرة وهي تتداعب الكرات الصغيرة المعلقة في مقعدها ..
لاح على ثغرها إبتسامة ناعمة لم تستطع اخفائها لبرائتها ..
وتأملها هو بنظرات مختلسة أشبعه عطشه إلى حبها القديم ..
اعتدلت في جلستها وانكمشت على نفسها أكثر ..
تأملت حركات يده من زاوية عينها وهو يحركها متنقلا بين المقود والمكابح وكأن حنينها بات غير مخفيا ..
استشعر بقلبه نظراتها .. لكنه لم يحاول النظر إليها أراد أن يحافظ على جموده .. لكن هيهات وما للقلب من حاكم !
توقفت السيارة في إحدى الإشارات المرورية فمرت عليه طفلة تمسك بيدها بعض زهور الفل والياسمين المعقودة مع بعضها البعض فقربتها منه وهي تمد يدها داخل السيارة ثم هتفت بإلحاح شديد لتثير تعاطفه
_ فغر فاهه بذهول من عبارتها وهو يرمقها بنظرات جامدة رغم صډمته ..
شعرت إيثار بالقلق من ردة فعله نحو تلك الفقيرة فأشارت لها بيدها وهي تقول ببسمة عذبة
تعالي ياشاطرة
ركضت الفتاة للجهة الأخرى من السيارة وقد اتسع فمها بإبتسامة حماسية وصاحت بتفاؤل وهي تمد يدها لها بالزهور
أخرجت إيثار من حقيبتها بعض النقود ثم أعطتها لها وهي تبتسم تناولت منها عقدين من زهور الفل والياسمين وقالت لها بخفوت
شكرا
طالع مالك تصرفها بغرابة وهو قاطب جبينه ..
هي كما اعتادها قبل سنوات .. عفوية ونقية گسماء زرقاء صافية عقب ليلة هوجاء عصفتها الرياح والأمطار ..
ها هي تبتسم ها أنا أرى غمازتيها تتشكلان لتأسرني مجددا ..
أفاق من هالة سحرها والټفت برأسه سريعا حتى لا تلتفت هي وتلاحظ نظراته الشغوفة لها ..
طيلة سنوات غربته رسم لها رداء الطمع والخېانة ولكنه لم يره أبدا يليق بها ..
لم يكن لها بل لم ينطبق عليها ولكنه أجبر نفسه على رؤيتها كذلك
......................................................................
_ وصلت سيارته على أول الطريق المؤدي للبناية التي تقطن بها فصفها وأفلت حزام الأمان عنه واستدار بوجهه ليبلغها بعدم قدرته على الإنصفاف أمام البناية مباشرة ولكنه وجدها تضع حقيبتها على كتفها وتستعد للنزول من تلقاء نفسها .. فأثر الصمت حتى لا يفسد وهم هدوئه المقنع ...
حرك رأسه قليلا فلفت انتباهه أنعقاد الزهور في مرآة السيارة الأمامية ...
اتسعت حدقتيه پصدمة ومد يده بشكل تلقائي لكي يلتقطها ..
قربها من أنفه وأشتم رائحة الياسمين النفاذة في الزهور بهوس عجيب ..
أغمض عيناه ليستمتع بذلك السحر الذي تخلفه ورائها ..
وتسائل في نفسه بإندهاش هل شرد بقوة لدرجة تصل إلى عدم انتباهه لفعلتها تلك
بدى كما لو كان بعالم آخر غير واقعه الذي يرفضه هذا ..
فتح عيناه و تلمس الزهور برقة .. وتأمل بياضها وألوانه المٹيرة للفرحة ثم ابتسم وهو يلتقط زهرة منهن ليحتفظ بها ..
عقد البقية في المرآة وهبط عن سيارته ...
.................................................................
ولجت إيثار عبر باب المنزل ثم صفقته بهدوء لتجد أمامها عمرو مرتديا قميصه وبنطاله الأسودان مستعدا للهبوط ..
لم تعره الاهتمام و تحركت للداخل و تركت الحقيبة عن كتفيها وكادت تجلس إلا أنه إستوقفها بعبارته قائلا بعذوبة
إيثار انا هنزل أجيب أكل قوليلي نفسك في إيه !
استدارت برأسها نحوه ونظرت له بعدم إكتراث ثم ردت عليه وهي تشير بيدها نافية
لا شكرا انا هغير هدومي وادخل اعمل أكل لنفسي !
اقترب منها عمرو وحاوط كتفيها بذراعه وأردف قائلا بإصرار وهو يبتسم لها
لأ هجيب أكل ومش هتعملي النهاردة .. بس قوليلي نفسك في إي
_ تنهدت إيثار بإرهاق عقب حركته المباغتة ثم تهدل كتفيها بحزن هي لم ترغب يوما أن يصل الحال بينها وبين أخيها لهذا الجفاف والرقود ولكنه من دفعها لكل تلك العدائية التي حملتها تجاهه ..
هي لم يعد لديها المزيد لتخسره ..
عليها اتخاذ هذا القرار الذي لم تتخذه منذ ثلاث سنوات ..
التفتت لتنظر له بعين الاشتياق وهي تقول بهمس
هاتلي عسلية بس تبقى بالسمسم !!!
_ كانت رسالتها بالسماح والعفو عنه أكثر الأشياء فرحة وبهجة أرتفع نهديه بنفس عميق ثم احتواها داخل أحضانه لتسكن جوار نبضات قلبه المشتاقة إلى دفيء أخته الصغرى ..
أه يا حبيبتي كم اشتقت لحضنك الدافيء وروحك العذبة ..
انحنى ليقبل رأسها ثم حاوط وجهها براحتيه وهتف بفرحة جلية
انا هنزل أجيبلك محل العسلية بحاله وأجي على طول
متابعة القراءة