روايه حزينه الفصول من الواحد وعشرون ل السادس وعشرون بقلم الكاتبة الجليله

موقع أيام نيوز

!
_ كانت تحية تقف على عتبة المطبخ لتتابع فلذتي كبدها ..
ابتسمت بسعادة وهي تراهما معا ..
رقص قلبها طربا لأول مرة منذ سنوات وتركت عبراتها تنسال عنها وهي تكفكفها ثم رفعت يدها لمولاها وهي تحمد العزيز الرؤوف على هداية حبيبيها لبعضهما مرة أخرى .. وهبطت ببصرها مرة أخرى لتتلاقى بعيني إيثار التي بعتث لها الأمل بنظرة واحدة فقط لكنها حملت الكثير من الحب والمسامحة ... .
................................................................
عادت روان للتو من الخارج بعد أن قامت بشراء الكثير من الحوائج التي تنقص بيتها وأثناء صعودها الدرج شعرت بثقل الحقائب على يدها ووقفت للحظات تضبط أنفاسها اللاهثة من فرط المجهود فوجدته يظهر أمامها فجأة ..
أسبلت عينيها بحياء ثم تحركت للجانب لتفسح له الطريق ولكنه أشار لها لتصعد وهو يبتعد بخطواته قائلا 
اتفضلي يا آنسة روان !
ابتسم له روان بخجل وهي تصر على رأيها قائلة 
لا أتفضل حضرتك
رد عليها عمرو وهو يهز رأسه برفض شديد 
أبدا والله ما يصحش !!!
_ عضت على شفتيها بحرج ثم لملمت شتاتها وهي تصعد عدة الدرجات التي تفصل بينهما ..
وقفت على مقربة منه ورفعت عيناها بخجل نحوه لتطالعه بنظراتها المتأملة فلاحظت نمو بصيلات ذقنه والتي جملت من هيئته الحزينة فأطرقت رأسها وهي تقول بحزن شديد 
البقاء لله في والدك !
رد عليها عمرو بتنهيدة وقد خيم الحزن على وجهه من جديد 
البقاء والدوام لله وحده !
_ وقع بصره على الحقائب البلاستيكية العديدة التي تحملها ففكر سريعا في مساعدتها وبشكل تلقائي هتف 
تحبي أساعدك في حاجة
أجابته روان وهي تهز رأسها بنفي 
لا شكرا عن أذنك !
كادت تمرق من جواره ولكنها انتفضت بهلع .. بل ارتجفت پخوف كبير ...
نعم شعرت برعشة تسرى بأوصالها على إثر صوت أخيها وهو يهدر بها 
روان !!!
التفتت بفزع نحوه وتسمرت في مكانها مصډومة ...
أدرك عمرو سبب خۏفها وأسرع موضحا حسن نيته فتساءل بنزق 
ازيك يامالك 
هدر مالك پعنف متجاهلا حديثه له وهو ينظر حيال أخته الصغرى بنظرات مشټعلة 
بتعملي إيه عندك
ازدردت روان ريقها پخوف وأجابته وقد تلعثمت الحروف على لسانها 
آآ نا......... !!!!
اقترب مالك منهما وهو يصعد الدرجات الفاصلة بينهما بخطوات ثقيلة ومسموعة وهو يحمل ابنته وقطعة قلبه و..................
.....................................
الفصل السادس والعشرون الجزء الأول 
صعد على الدرجات ونظراته تطلق شررا مخيفا .. إرتجفت منه واختفى لون وجهها الطبيعي وتبدلت تصرفاتها للخوف واﻹرتباك ..
ولولا حمله لصغيرته لكان اﻷمر قد تطور لعراك عڼيف .. فها هي اﻷيام تمر ويعاد المشهد مجددا ولكن مع أخته ورغم يقينه من حسن نواياها وتصرفاتها العفوية والبريئة إلا أنه أراد أن يرى ردة فعل عمرو حينما أصبح مثله في موقف لا يحسد عليه .. ..
فآنذاك لم يقبل هو بوجود علاقة من أي نوع بينه وبين أخته إيثار وتعدى عليه بالضړب وبالشتائم واﻹهانات .. واليوم هو يكرر خطئه مع صغيرته روان ..
أشار مالك لأخته بنظرات ڼارية مھددة وهو يأمرها بصرامة  
سيبي الشنط دي وخدي ريفان وإطلعي لفوق !
لم تقو على الرد عليه أو الإعتراض وزادت رجفتها منه وهي تتخيل إنفعاله وعصبيته عليها فمالك قد تغير كثيرا .. 
ونفذت أمره دون جدال ...
دافع عمرو عن موقفه قائلا بهدوء محاولا امتصاص شعلة غضبه  
محصلش حاجة يا مالك أنا كنت بأعرض مساعدتي عليها !
حدجه مالك بنظرات محتقنة ورد عليه بنبرة غاضبة 
إنت بتردهالي 
ارتفع حاجبي عمرو للأعلى ونظر له مشدوها وهو يقول 
قصدك ايه 
أمسك به من تلابيبه وكز على أسنانه بقوة وهو يهزه پعنف ثم صاح بعصبية 
انت مصدقتنيش لما قولتلك أنا معملتش حاجة مع إيثار وخدت حقك مني عاوزني إزاي اسكت وأنا شايفك بعيني ب ... آآ
تصدى له عمرو وحاول السيطرة على نوبة غضبه وهو يقول بحذر مقاطعا إياه 
أنا غرضي شريف وآآ..
قاطعه مالك مهددا بنبرة عدائية ونظراته قد زادت شراسة  
أحسنلك تبعد عن أختي سامع ! أختي خط أحمر ومش هاقبل إن واحد زيك يقرب منها .. فاهم !
دار بخلد عمرو ذكرى نفس الموقف وتذكر كلماته المھددة والتي كانت مصحوبة بالضړب والسباب قبل سنوات عدة في المشفى ..
إنه التاريخ .. يعاد من جديد بعد أن تبدلت اﻷدوار .. 
هو اﻵن تفهم شعور المظلوم .. شعور من لم يرتكب ذنبا أو جرما شنيعا ليحاسب عليه بلا رحمة ... وتجرع من نفس الكأس التي أذاقها له ..
دفعه مالك بقسۏة للخلف ثم تركه وأكمل صعوده لمنزل عمته ميسرة بعد أن التقط الأكياس البلاستيكية ...
................................... ............
أوصدت روان باب غرفتها على نفسها وجلست بالصغيرة ريفان على طرف فراشها ټحتضنها پخوف ..
تعلقت أنظارها بالباب وترقرقت العبرات في عينيها ..
هي لم تخطيء كانت مجرد صدفة أخرى جمعتهما سويا صدفة أحبتها وكادت تستمع بها لولا ظهور أخيها ففسدت الصدفة وفسد كل شيء ..
انتفضت فزعة في مكانها على صوت الدقات على بابها وزاد
تم نسخ الرابط