روايه حزينه الفصول من الواحد وعشرون ل السادس وعشرون بقلم الكاتبة الجليله

موقع أيام نيوز

تمسكها بالصغيرة وكأنها تحتمي بها ..
صاح بها مالك بصوت مرتفع وغليظ 
افتحي يا روان !
احتضنت الصغيرة أكثر وترقرقت العبرات في مقلتيها وهمست پخوف 
ﻷ .. انت آآ... 
قاطعها قائلا بصرامة حينما استشعر رجفة نبرتها وخۏفها المبرر منه 
افتحي مش هاعملك حاجة !!!!
أجهشت بالبكاء وانتحبت بأنين خاڤت ... 
تساءلت ميسرة من الخارج بقلق بعد أن رأت عبوس ابن أخيها  
في ايه يا مالك 
أجابها بهدوء حذر 
مافيش حاجة يا عمتو أنا هاخد روان تعيش معايا 
استمعت من داخل غرفتها بقراره الصاډم فزادت في بكائها المتحسر ...
صعقټ ميسرة مما قاله توا .. وتساءلت بذهول وهي جاحظة العينين 
بتقول ايه !!!!
رد عليها بجمود 
مش هاينفع تستنى هنا !!
سألته بتوجس 
ايه اللي حصل عشان تقرر كده فجأة !!!
أجابها بهدوء دون أن تتبدل تعابير وجهه الصارمة 
مش هاستنى يحصل حاجة يا عمتو .. انا قررت وخلاص !
سألته بتوجس أكبر وقد تسارعت دقات قلبها 
مالك فهمني !
لم جيب عمته بل صاح بصوت قوي آمر 
روان ! انا عارف إنك سمعاني قومي جهزي شنطتك بهدوء قعاد هنا تاني مش هايحصل !!!!
استطاع سماع صوت بكائها من الخارج لكنه لم يجبر قلبه على أن يرق لها .. فهذا هو اﻷفضل حاليا لها ...
وها قد وأد أحلامها قبل أن تبدأ .. 
فحرمت جبرا من مشاعر رقيقة كانت تطفو بينها وبين شخص ظنت أنه حبيبها .. 
........................................
صعد عمرو إلى منزله ووجهه عابس للغاية ..
ناول شقيقته حلواها ولم يعلق .. تعجبت هي من تصرفه المريب وولج إلى داخل غرفته دون أن يعطي أي تفسير لكونه يتصرف بغرابة ..
هو أراد اﻹنفراد بنفسه ليفكر فيما جرى ..
جلس على طرف فراشه وانحنى بجذعه للأمام ليستند بمرفقيه على ركبتيه ...
حاسب نفسه على تهوره فيما مضى .. 
وشعر بتأنيب ضميره ..
هاهو يجرب بنفسه شعور المظلوم ...
وضع يديه على رأسه ليضغط عليها وتنهد بعمق بعد أن أخذ نفسا مطولا ..
هز رأسه للجانبين مستنكرا ما حدث ..
تنهد مرة أخرى بإحباط ونهض عن مكانه ليتجه إلى خزانته 
بحث عن سترته ليرتديها ويخرج ليفكر بتأني وبعيدا عن أي ضغوط محيطة من حوله .. 
وما إن وقعت عيناه عليها حتى إلتقطها بكفه وقبل أن يرتديها علق بأنفه رائحة غريبة ولكنها مميزة ..
هي ليست رائحته المعتادة هي رائحتها .. نعم إنها هي . .
رجفة قوية اصابته جعلت قلبه يخفق وتتسارع دقاته ...
تذكر اﻵن أنه أعطاها لها لتغطي جسدها حينما تمزقت كنزتها .
ابتسم عفويا وهو يشتم سترته بعمق ..
رفض ارتدائها وفضل أن يحتفظ بها هكذا لتظل رائحتها باقية فيها ...
...............................................
ظل صامتا وهو يقود سيارته عائدا إلى فيلته ..
لم يعاتبها أو يحاسبها على ما حدث بل أجبرها على القدوم معه للعيش هناك .. هي مازالت صغيرة لا تدري ما هو اﻷنسب لها . 
وهي رضخت بإستسلام ﻷمره لم تستطع تحديه أو عصيانه .. فهو أخيها الوحيد وهي متيقنة من خوفه على مصلحتها .. 
جلست إلى جواره ولم تنبس بكلمة ... كانت تخشى الحديث إليه .
أطرقت رأسها خجلا واكتفت بتسليط انظارها على حجرها ..
ظل ينظر إليها بين الفنية واﻷخرى بنظرات جامدة محاولا سبر أغوار عقلها ومتابعة ردود فعلها .. لكنها كانت هادئة ساكنة مستسلمة لما فرضه عليها .. 
تنهد بصوت مسموع وقطع الصمت السائد بينهما بصوته الرخيم 
عاوزك تركزي في دراستك وبس !
أومأت برأسها دون أن تجيبه ..
فتابع قائلا بجدية  
كل اللي هتحتاجيه هاجيبهولك والعربية بالسواق هايكونوا معاكي لو خرجتي ! 
هزت رأسها بإيماءة خفيفة وهي ترد بصوت هامس 
طيب
أشاحت بوجهها للجانب لتحدق في الطريق وشردت في تلك الصدف العابرة في حياتها ..
هي إلتقت بعمرو في الحافلة ولم يعد ذلك الوقح الفظ الذي كانت تكرهه بل كان شخصا ينبع بالرجولة والمروئة ..
رأت في عينيه خوفه الصادق عليها وحيائه منها واحترامه لها .. وأعجبها ذلك الإهتمام الضئيل ممن كانت تبغضه فأشعرها بأنها جوهرة غالية ....
لم تشعر بنفسها وهي تبتسم بحزن على ذكرى سريعة مضت .. ولن تتكرر .. فقد قضي الأمر .. وحكم على نبتة حبها بالمۏت ...
...................................
لم تتوقع أن تعاملها والدتها بتلك القسۏة .. ألا يكفيها ما ذاقته لتزيد هي من آلمها ...ولكنها تستحق هذا فهي من جنت على نفسها وأثرت هذا العريس عن غيره وأصرت عليه بإلحاح شديد ..
نظرت لها إيمان بإزدراء وهتفت بها بجمود 
أنا نازلة شوية ومش هتأخر
ردت عليها سارة بخفوت 
اوكي يا ماما
تابع إيمان قائلة بجدية
أبوكي هيرجع كمان ساعة من عند المحامي هيحاول يشوف صرفة في موضوعك ده
ردت عليها بإيجاز 
ماشي
حدجتها إيمان بنظرات طويلة حادة وأكملت بضيق 
يا ريت تراجعي نفسك وتعرفي إن اللي عملتيه مكانش صح
انزعجت سارة من حديث والدتها اللاذع وتوسلتها بنبرة مخټنقة 
خلاص يا ماما أنا مش ناقصة حد يبكت فيا
ردت عليها والدتها بتهكم وهي ترمقها بنظرات ساخطة 
إياكش تكوني بتحسي ضيعتي نفسك بعنادك وأدينا بنحاول نشوف حل للبلوى اللي انتي
تم نسخ الرابط