روايه حزينه الفصول من الواحد وعشرون ل السادس وعشرون بقلم الكاتبة الجليله
المحتويات
إيثار بثقة وهي تتناول الصغيرة منها لتحملها بين ذراعيها
اكيييد .. ده انتي عمتها
لفت روان ذراعها حول كتفي رفيقتها وتنهدت بحرارة وهي تهمس لها بإشتياق
ريري ... ياه كنتي وحشاني اوي اوي !!
لم يختلف حال إيثار عنها كثيرا فهي الأخرى تبادلها نفس مشاعر الصداقة الطيبة .. وكانت بحاجة ماسة إلى رفقتها خاصة في بعض الأوقات الحرجة .. واليوم هي حظيت بها مجددا ..
اتسعت حدقتي تحية في ذهول بعد أن أخبرها عمرو برغبته في الارتباط بروان شقيقة مالك ..
هزت رأسها مستنكرة ما قاله وهتفت معترضة
استحالة يحصل اللي بتطلبه !
سألها عمرو بعبوس وهو يشير بيده
ليه بس
حدجته والدته بنظرات حادة وصاحت فيه بغلظة
في ايه يا عمرو ! انت نسيت اللي حصل زمان واللي انت عملته فيه وفي أختك تفتكر هو بالبساطة دي هيوافق إنه يديهالك !
ومع ذلك أردف قائلا بنبرة راجية
أنا عارف إنه مش هيوافق بالساهل بس الزمن اتغير وكل واحد شاف حاله خلاص
هزت تحية رأسها مستنكرة ما يريده ابنها وأصرت على موقفها وبررت له
ثم صمتت للحظة قبل أن تكمل بنبرة حزينة
وحتى أختك إنت مش شايف حالها بقى عامل ازاي !
نظر عمرو لوالدته بجمود وسألها بجدية
يعني ايه يا ماما
ردت عليه بجدية شديدة دون أن تطرف عيناها
يعني تنسى يا بني الكلام ده وتشيله من دماغك نهائي !!!
زفر عمرو بضيق واعترض قائلا بعناد
تأكدت تحية أن ابنها لن يتراجع عما يريد وأنه سيصر عليه مهما كلفه الأمر فأرادت أن توضح له ما ارتكبه سابقا ليعيد ترتيب حساباته فأكملت بحذر
يا عمرو إنت مش عايز تفهم ليه انت بهدلت أخوها وفركشت خطوبته من أختك وضړبته وطردته وعملت عداوة معاه ومع عيلته وقطعناهم لسنين وعاوز بعد ده كله تيجي تقوله جوزني أختك ﻷني معجب بيها !
اللي حصل حصل كله كان مقدر ومكتوب ..!!
تابعت والدته قائلة بهدوء وكأن مسألة إرتباطه بروان محكوم عليها بالفشل
عموما يا بني شاور على اي واحدة تانية غيرها وأنا مستعدة أروح أكلم أهلها وأخطبهالك
رد عليها بإصرار واضح في نبرته وتعابير وجهه وكذلك نظراته
وأنا مش عاوز غير روان وبس
يا بني متركبش دماغك !!
ثم أضافت بنبرة شبه حزينة
طب فكر في أختك إيثار لو عرفت رد فعلها هايكون ايه
استغرب عمرو من جملة والدته الأخيرة ونظر لها بعدم فهم فأوضحت مقصدها قائلة بإستنكار
راعي شعورها يا بني .. إنت جيت عليها وحرمتها من حبها زمان وبهدلتها وسودت عيشتها وجاي دلوقتي تحلل لنفسك اللي حرمته عليها !
أطرق عمرو رأسه في أسف فهو بالفعل أساء لأخته كثيرا وحرمها من حقها الطبيعي في إختيار شريك حياتها وأجبرها على الزواج من زميله الذي أذاقها ألوانا من العڈاب .. هو جنى عليها ولن يكون هينا أن تراه يرتبط بأخت حبيبها الأسبق ..
تنهد بإحباط ورد على والدته بضيق
خلاص يا أمي فضينا سيرة من الموضوع ده
سألته والدته بفضول
إنت هتصرف نظر عنه
رد عليها بفتور وقد ظهر الجمود على تعابير وجهه
سبيها على الله !
حاول عمرو تهدئة اﻷجواء قليلا حتى يفكر بصورة عقلانية في توابع قراره ..
فأخته طرف في هذا الموضوع حتى وإن كانت واقفة على الحياد ..
هو يتفهم اﻵن شعورها .. أن تحرم جبرا مما ترغب فيه
هو جنى عليها سابقا وها هو اليوم يتجرع من نفس الكأس المر ..
...............................
سردت إيثار لرفيقتها روان ظروف وملابسات عملها مع أخيها كمربية لإبنته فتعجبت اﻷخيرة مما سمعته وهتفت بحماس
دي كانت أخر حاجة ممكن أتوقعها !
ردت عليها إيثار بهدوء رقيق
ده حقيقي فعلا
مدت روان يدها لتمسك بكف رفيقتها وتنهدت بسعادة وهي تقول
بس أنا فرحانة اوي إني هاشوفك هنا وكل يوم !
استغربت إيثار من عبارتها الأخيرة وسألتها بجدية
إنتي هاتعيشي هنا
تنهدت روان بإحباط .. وتحول وجهها للعبوس وهي تجيبها بإمتعاض
ايوه
لاحظت هي تبدل تعابير وجهها للوجوم والحزن فأثار هذا فضولها لمعرفة سببه وتساءلت بإهتمام
طب ليه
أخذت روان نفسا عميقا حبسته في صدرها للحظات قبل أن تخرجه دفعة واحدة ثم أجابتها بنبرة حذرة
بصي .. أنا مش عارفة إن كان للموضوع علاقة بأخوكي ولا ﻷ
ارتفع حاجب إيثار للأعلى بإندهاش وتساءلت بنزق
عمرو !! وإيه ډخله بإنك تيجي تعيشي هنا
ضغطت روان على شفتيها لتقول بحذر
هاحكيلك !!!
وبالفعل قصت عليها المواقف التي جمعتها بأخيها عمرو وكيف كان شهما معها وما حدث في اللقاء اﻷخير على الدرج واشتباك مالك معه ..
صدمت
متابعة القراءة