روايه حزينه الفصول من الواحد وعشرون ل السادس وعشرون بقلم الكاتبة الجليله

موقع أيام نيوز

غرفتها لتجد أخيها عمرو أمامها ..
نظر لها بندم وبخزي وبلا أي مقدمات مد ذراعه ليسحبها من كتفها لترتمي في أحضانه ومسح على ظهرها برفق وهو يقول بصوت خاڤت 
حقك عليا يا إيثار مكانش لازم أصدق اللي اتقال من الأول أنا غلطان أكتر منهم سامحيني يا أختي أنا أسف !
تأثرت هي بكلمات أخيها النادمة على ظلمه لها وبكت على صدره فشعرت بعبراتها الدافئة وكأنها جمرات تلهبه فزاد من ضمھ لها واعتذر مجددا بأسف أشد 
أنا عمري ما هأذيكي تاني وربنا يقدرني وأعوضك عن اللي فات إنتي اختي وكل حاجة في دنيتي !
لم تجد ما تجبه فإكتفت بهز رأسها فقبلها من أعلى جبينها ..
ابتسم لها وهو يقول 
مش عاوزة عسلية تاني 
ضحكت لعبارته من بين بكائها وردت عليه بصوت خاڤت 
ايوه هاتلي
مسح عبراتها من على وجنتيها بكفيه وهمس بعذوبة 
يا حبيبتي إنتي بس أؤمري وأنا أجيب اللي تشاوري عليه على طول
ابتسمت له قائلة بصوت خفيض 
ربنا يخليك ليا
أمسك بطرف ذقنها بإصبعيها وتابع بصوت رخيم 
ويباركلي فيكي يا قمر
ضغط عمرو على شفتيه بتوتر قبل أن يتساءل بإرتباك 
إيثار ينفع أتكلم معاكي في حاجة كده
نظرت له إيثار وهي تردد 
خير
رد عليها بتلعثم وهو يحاول البحث عن طريقة للتمهيد عن مسألة إرتباطه بروان 
أنا .. هو .. بصي هو الموضوع ليه علاقة بحاجة كانت تخصك زمان
شعرت بالقلق من جملته وخشيت أن يكون للأمر صلة بزواجها السابق من محسن فهتفت پخوف 
مش فاهمة كلامك وضحلي يا عمرو !
رد عليها بجدية وهو يبتلع ريقه 
أنا هاقولك
سرد لها عمرو بهدوء وحذر شديدين عما يشعر به تجاه روان شقيقة مالك وأنه يود أن يرتبط بها ولكنه يخشى إن أقدم على هذا أن يثير في نفسها الحنق لأنه حرمها مما كانت ترغب فيه ..
ازدردت إيثار ريقها المرير وتعمدت الحفاظ على جمود ملامحها أمامه .. فلا داعي لأن يشعر بحزنها مما جرى .. هي ترى الأمل والفرحة في عينيه .. هو يستحق فرصة جديدة ليعيش حياته .. وهي واثقة من وجود مشاعر نحوه من روان ..
كذلك هو أبدى ندمه وهي متأكدة أنه سيفعل المستحيل لإسعادها ..
طال صمتها وطال انتظاره وترقب پخوف ردة فعلها ..
نعم لقد خاف أن يسألها عن رأيها فيسمع منها ما لا يسره ولكنه تفاجيء بها تبتسم له وهي تقول 
ربنا يسعدك يا عمرو إنت مش هتلاقي أحسن من روان تتجوزها
تسارعت أنفاسه وخفق قلبه بقوة وهو يسألها بفرحة ظهرت على تعابيره 
بجد .. انتي بتقولي ده من قلبك
ردت عليها بإبتسامتها الناعمة قائلة بهدوء 
أكيد طبعا
احتضنها مجددا وهتف بحماس 
حبيبتي يا إيثار ربنا يفرحك ويسعدك دايما
تابعت تحية من على بعد ما يدور بين الأخ وأخته وأدمعت حدقتيها فرحا لهما .. 
كانت تخاف من إنفعال ابنتها حينما يعرض اخيها عليها مسألة إرتباطه لكنها صدمت من دعمها وتشجيعها له .. 
كم هي نقية القلب وطاهرة الروح ..
هي حقا جوهرة ثمينة تستحق الأفضل ..
.............................................
توطدت صداقة روان مع إيثار وعادت مثل الأيام الخوالي تشاركان كل شيء خلال فترة عملها .. واستشفت الأخيرة من رفيقتها بحرص ما تكنه لأخيها عمرو من مشاعر رقيقة كي تتأكد من صدق إحساسها نحوه حتى يتقدم لخطبتها بثقة حينما يحين الوقت لهذا ..
.....................................
أغلقت تحية هاتفها وهي تتنهد بإرتياح بعد ذلك الخبر السار الذي تلقته من إحدى قريباتها التي جاءت لتعزيتها في ۏفاة زوجها ..
فالسيدة قد رأت إيثار في العزاء وأعجبت بها رغم حالة الحزن التي كانت عليها لكنها لفتت أنظارها وقررت أن تتقصى عنها فسألت عنها من أقارب أخرين وعلمت بظروفها الخاصة وتوسمت خيرا أن تكون هي العروس الأنسب لابن أخيها المطلق .. فكلاهما تتناسب ظروفهما معا والاثنين ربما يكونا أكثر حرصا على انجاح تلك الزيجة ..
رقص قلبها طربا بعد تلقيها لتلك البشارة السعيدة وتعشمت في الله أن يعوض ابنتها خيرا ...
عادت إيثار من عملها وهي تتنهد قائلة بتعب 
طابخة ايه يا ماما لأحسن عصافير بطني بتصوصو 
ردت عليها والدتها بسعادة وهي تجذبها من ذراعها لتجلس إلى جوارها 
سيبك من الأكل دلوقتي أنا عندي ليكي حاجة هتفرحك !
تساءلت إيثار بفضول 
ايه هي 
أجابتها أمها بتلهف 
جايلك عريس يا حبيبتي
صعقټ إيثار مما قالته والدتها وهتفت مصډومة 
ايه !!
تابعت والدتها قائلة بحماس 
ربنا جبر بخاطرك يا ضنايا وعوضك خير وآآ...
قاطعتها إيثار بحدة وقد تشنجت قسمات وجهها 
وأنا مش عاوزة أتجوز تاني !
عاتبتها والدتها قائلة بحزن 
هو في واحدة تقول كده !
ردت عليها بصوت غاضب يحمل المرارة 
أنا يا ماما جواز تاني مش هايحصل كفاية أوي اللي شوفته في جوازتي الأولى !
حزنت والدتها لقرارها الصاډم واكتسى وجهها بتعابير واجمة وأخفضت نبرتها وهي تقول 
بس يا بنتي مش هاتفضلي كده
تعصبت إيثار وهي تضيف بإصرار 
أنا مبسوطة وأنا لوحدي !
ثم اختنقت نبرتها وهي تتابع بمرارة 
عاوزاني أتجوز
تم نسخ الرابط