روايه حزينه الفصول من الواحد وعشرون ل السادس وعشرون بقلم الكاتبة الجليله

موقع أيام نيوز

بدقة ..
ابتسم له الطبيب وهو يضيف 
انت محظوظ إن عندك أم حريصة زيها ربنا يخليكوا لبعض !
جحظت إيثار بعينيها عقب عبارة الطبيب الأخيرة وتلاحقت أنفاسها نوعا ما ..
بينما تبدلت نظرات مالك للصدمة فلم يتوقع أن يلفظ الطبيب بتلك الكلمات تحديدا ..
حاولت هي تدارك الموقف وهمست بصوت شبه متحشرج 
الحمدلله إنك جيت أنا كنت آآ....
قاطعها مالك قائلا بشراسة أجفلتها وهو يحدجها بنظرات ممېتة 
ولا كلمة !
استشعرت الخطړ في نبرته فازدردت ريقها وهتفت قائلة بنبرة شبه ثابتة 
أنا .. عملت واجبي معاها وآآ..
تحرك مالك ليقف قبالتها فتوقفت عن الحديث ونظرت له بتوتر ..
حدق بها بنظرات خالية من الحياة نظرات أخافتها إلى حد ما وقبل أن تتجرأ على النطق صاح بها بغلظة 
إنتي ازاي تتجرأي وتاخدي بنتي من ورايا !
اهتز جسدها من صوته المرتفع وأجابته بتلعثم وهي تبرر تصرفها 
أنا .. أنا مكانش ينفع أسيبها وهي حالتها تعبانة وسخنة !
صړخ بها معنفا إياه وهو يشيح بيده أمام وجهها 
تستنيني تاخدي راوية معاكي لكن تاخديها لوحدك وتختفي بالشكل ده وتخليني أقلب عليكم الدنيا عشان أعرف طريقكم !
إنتاب إيثار حالة من الخۏف الظاهر حتى في إرتعاشة جسدها فقد لاح في بالها ذكرى اعتداء محسن عليها بالضړب خاصة حينما تشابهت حركات مالك الملوحة بذراعه مع حركات طليقها فتراجعت بحذر للخلف لتترك مسافة أمنة بينهما ثم ردت عليه بصوت شبه مرتجف 
مجاش في بالي ساعتها أنا .. أنا كان مصلحتي ريفان وبس
صړخ بها متعمدا إھانتها 
انتي مش أمها عشان تعرفي مصلحتها أكتر مني إنتي شغالة عندي !
ارتجفت من صراخه وابتلعت إهانته بصعوبة ثم أخفضت عيناها اللامعتين لتتجنب النظر إليه وهمست بصوت خفيض 
عندك حق أنا .. فعلا مش أمها بس على الأقل قومت بدوري معاها
أخذ مالك نفسا عميقا ليسيطر على غضبه .. فبالرغم من تصرفها الأهوج إلا أنها فعلت الصائب مع ابنته .. 
لم يستطع شكرها على ما فعلت وتحكم في مشاعره التي اضطربت قليلا لرؤيتها في تلك الحالة الغريبة .. لم يحدد إن كانت حقا خائڤة منه أم تدعي هذا ..
أقنع نفسه أنها تفعل ذلك لنيل تعاطفه لذا جمدت تعابير وجهه وقست نبرته وهو يحذرها بټهديد صريح 
لو اتكرر الموضوع ده تاني يا إيثار مش هايحصلك طيب إنتي سامعة !
أومأت برأسها إيجابا وردت ممتثلة لأمره 
حاضر يا مالك بيه !
ثم تحركت مبتعدة عنه فتعجب من تركها إياه فالټفت برأسه نحوها وسألها بصرامة 
رايحة فين 
لم تستدر نحوه وأجابته بصعوبة وهي تحاول الحفاظ على ثبات نبرتها 
حضرتك دلوقتي موجود مع بنتك وأنا دوري خلص فمروحة عن اذنك
وقبل أن تخطو خطوة أخرى للأمام صاح بها بصوت آمر جعلها تتسمر في مكانها 
استني !
تنفست بعمق وحافظت على رباطة جأشها وهي ترد بإقتضاب 
افندم
تحرك ناحيتها ووقف إلى جوارها ثم نظر إلى جانب وجهها ليتأملها بتفرس وتابع قائلا بجدية 
رقم موبايلك يبقى معايا وتكلميني لو حصل أي حاجة تخص ريفان !
لم تلتفت نحوه بل رفعت رأسها في كبرياء وردت عليه بعزة نفس 
حاضر عن اذنك !
...........................................
ترجل عمرو من سيارة الأجرة وفتح الباب لروان التي نظرت له بإندهاش من تصرفه الذي لا يليق مع وقاحته وغلظته المعتادة .. 
تلفت حوله وهو يقول بهدوء جدي 
اتفضلي انتي على البيت وأنا هامشي وراكي
قطبت جبينها بتعجب وسألته بعدم فهم 
ليه 
نظر إليها بثبات وأجابها بجدية 
عشان أضمن محدش يضايقك وانتي ماشية وكمان مافيش أي حد يقول كلمة عننا لو شافونا ماشيين سوا
تفهمت روان مقصده والتوت شفتيها بإبتسامة خفيفة ثم فعلت ما طلبه .. وخطت بإرتباك أمامه .. وشعور قوي بالأمان يتخللها ..
حافظ عمرو على مسافة ثابتة بينهما وهو يلحق بها 
فكرت روان مع نفسها أنها ربما أساءت فهمه منذ البداية .. فشهامته تلك لم تتوقعها معها بعد المواقف التي صارت بينهما ..
لكنها لم يتخل عنها في موقف حرج وأثبت لها إن هناك رجالا بحق ..
راقب عمرو روان بنظرات غريبة غير التي كان يراها مسبقا بها ..
لقد تغيرت تلك الفتاة كثيرا لم تعد الصغيرة الطائشة التي كانت تدفع شقيقته للجنون .. بل أصبحت أكثر عقلانية واتزانا ..
لاح على فمه شبح ابتسامة وهو يرى فيها شابة جميلة .. لكن سريعا نفض عن عقله تلك الأفكار الغريبة وغض بصره وهو يتابع سيره خلفها ...
......................................
خرجت إيثار من المشفى وهي في حالة يرثى لها ..
مازال مالك قاسېا عليها يعاملها وكأنها الجانية في حقه ..
ولم يفكر للحظة في كونها المجني عليها .. ضحېة كل شيء ..
تأخر الوقت نوعا ما وكان الطريق شبه خاويا من المارة والسيارات ..
فسارت هي على غير هدى باحثة عن طريق رئيسي لتتمكن فيه من الحصول على سيارة أجرة لتستقلها وتعود إلى منزلها ..
تذكرت أنها لم تحضر معها المال الكافي لتدفع الأجرة فزفرت في ضيق .. وأكملت سيرها.
مرت هي بشابين كانا
تم نسخ الرابط