روايه حزينه الفصول من الواحد وعشرون ل السادس وعشرون بقلم الكاتبة الجليله
المحتويات
غريب .. لكنه كان مريحا بدرجة كبيرة ..
.....................................
جاب مالك غرفته ذهابا وإيابا وهو يفكر فيما كان يمكن أن يحدث لإيثار ..
لم يجد أي تفسير منطقي لإندفاعه لنجدتها فورا حينما رأها في مأزق خطېر وشابين غير طبيعين يحاولان التحرش بها ..
فكرة أن يضع أحدهم يده عليها أصابته بالعصبية والڠضب ..
هي لم تعد لك لا تخصك أصبحت زوجة أحدهم هي خانتك كانت مخادعة طامحة وراء المال ..
أخذ يردد تلك الكلمات لنفسه ليقنعها بسوء نواياها ..
لكن أبى قلبه أن يصدق هذا ..
تذكر تلك العبرة التي رأها ..
لم يتوهم هذا ..
لقد كانت تبكي وتخفي هذا ..
نفخ بحنق واتجه إلى غرفة صغيرته ليجلس إلى جوارها ..
ثم ضمھا إلى صدره وظل يهدهدها بحركات هادئة وهو يداعب أصابعها الصغيرة حتى غفا هو الأخر ..
........................................
مرت عدة أيام وإيثار تثبت يوما بعد يوم أنها ماهرة في عملها كمربية للصغيرة ريفان .. تشكل بينهما رابطا وثيقا وتعلقت بها الصغيرة كثيرا
وذات يوم عاد مالك مبكرا من عمله فوجد الاثنتين تلعبان سويا في حديقة فيلته ..
راقبهما من على بعد ..
خفق قلبه وتسارعت دقاته ..
رأى غمازتها التي عشقها يوما استشعر دفئا نابعا منها وهي تداعب صغيرته ..
تعلقت بها عيناه وأشرقتا من جديد وكأنهما كانت تحترقان شوقا لها فبات أسيرا لتلك الهالة المحيطة بها ..
أسرع بإبعاد عيناه عنها وجلس على المقعد المنزوي في جانب الحديقة دون أن ينبس بكلمة ..
هدأت الصغيرة بعد لعبها المتواصل واقتربت منها لتطلب تناول الطعام فابتسمت لها إيثار وأجلستها على حجرها وقامت بإطعامها بعاطفة صادقة ...
رن هاتفها برقم أخيها عمرو فأجابت على اتصاله قائلة بهدوء
ايوه ! خير .. !
طيب أنا جاية حاضر هنعدي عليه سوا ماشي هستناك هناك !
اصغى مالك لمكالمتها متعمدا وظن أنها تتحدث مع زوجها فتحول وجهه للعبوس وانطفأت نظراته وتبدلت للقتامة ..
أنزلت الصغيرة من عليها وأمسكت بكفها ثم اقتربت منه وأردفت قائلة بحذر
ينفع أمشي بدري
نظر لها بإستعلاء وهو يسألها بإختصار
ليه
ارتبكت وهي ترى نظراته نحوها وأجابته بتلعثم
آآ... عندي ظروف ومحتاجة أمشي الوقتي
اعتدل في جلسته ونظر لها بقوة وهو يردد بصوت صارم
وريفان !!!
ردت عليه بخفوت
هي أكلت وخدت شاور وشوية وهايجي ميعاد نومها
نظر في ساعته وتابع بصوت غليظ
بس لسه بدري
استشعرت من حديثه أنه على وشك رفض طلبها فهتفت قائلة بجدية
حضرتك تقدر تخصم الوقت اللي هامشيه من مرتبي !
نظر لها شزرا وهتف بصوت يحمل الإهانة
امشي ! هاتي البنت !
نظرت له بضيق وردت عليه بصوت مقتضب
اتفضل !
أخذ منها الصغيرة ورفعها عن الأرضية العشبية لتجلس على حجره ثم أشار لها بكفه لتمشي ..
تحركت مبتعدة عنه وعلقت حقيبتها على كتفها ثم سارت مسرعة نحو الخارج ...
نظر مالك لابنته بحنو ثم تمتم لها بخفوت
ايه رأيك لو نروح نقضي اليوم عند عمتو
نظرت له ريفان ببراءة فانحنى ليقبلها وضمھا إلى صدره بقوة ثم تهض حاملا إياها بين ذراعيه ..
....................................
صف مالك سيارته على مقربة من بنايته القديمة حل حزام الأمان خاصته وأوقف محركها ثم شيئا إلهيا دفعه للنظر أمامه فحدق في المدخل بإندهاش ..
لقد كانت إيثار ..
اتسعت عيناه قليلا ..
لم ير وجهها بل لمحها من ظهرها وهي تسير إلى جوار أخيها وأمامهما رجل غريب ..
ظن أن هذا هو زوجها فحل العبوس على وجهه وانقبض قلبه إلى حد ما ونفخ بحنق ..
لم يعرف لماذا أصابه كل هذا الضيق حينما رأها معه .. هو يعلم أنه أغلق باب كل ما يتعلق بالحب ...
أخذ نفسا عميقا وزفره ببطء ليستعيد هدوء نفسه ثم اندفع خارج السيارة وفتح الباب الخلفي ليحمل صغيرته ..
تباطيء في خطواته حتى يضمن صعود ثلاثتهم فلا يلتقي بهم .....................................
رحبت ميسرة بإبن أخيها ترحيبا شديدا وعاتبته وهي تقبله من وجنتيه
بقى كده يا مالك تنسى عمتك وجوز عمتك نهون عليك
رد عليها بهدوء وهو يحتضنها
لا والله ده انتو مكانكم في القلب !
سألته ميسرة بإستفهام وهي تطالعه بنظراتها الحنونة
أومال مابتجيش ليه زي الأول
أجابها بتنهيدة إنهاك وهو يرسم ابتسامة مصطنعة على ثغره
مشاغل يا عمتو !
ثم عقد ما بين حاجبيه ليتابع بضجر
وبعدين انتو مش عاوزين تيجوا تعيشوا معايا في الفيلا !
رد عليه زوج عمته قائلا بصوت جاد
لا يا بني
متابعة القراءة