روايه حزينه الفصول من الواحد وعشرون ل السادس وعشرون بقلم الكاتبة الجليله
المحتويات
ده بيتنا ومش معقول بعد العمر ده كله نسيبه ونروح نقعد في مكان تاني !
الټفت مالك نحوه وهتف برجاء
يا عمي ده الفيلا متوضبة وواسعة وآآ..
قاطعه إبراهيم بنبرة عنيدة
احنا مرتاحين هنا !
وضعت ميسرة كفها على كتف مالك وابتسمت له قائلة بهدوء
سيب عمك ابراهيم على راحته وطمني عليك إنت !
رد عليها مبتسما
سألته ميسرة بإهتمام وهي ترفع حاجبيها للأعلى
وريفان عامل ايه معاها
رد عليها بتنهيدة مطولة
أهي زي ما انتي شايفة
داعبت روان الصغيرة بمرح وهتفت بسعادة وهي تركض خلفها لتمسك بها
بنتك دي عسل يا مالوك أنا بأعشقها
رد عليها مالك بإبتسامة
وهي بتحبك يا روني !
أضافت روان قائلة بتحمس بعد أن حملت الصغيرة على ذراعها
رد عليها بصوت رخيم وهو يشير بعينيه
عيشي حياتك معاها !
هتفت ميسرة بصوت أمومي ناعم وهي تربت على ظهر ابن أخيها
طب خش ارتاح انت في أوضتك يا حبيبي لحد ما أحضرلك الغدا
الټفت برأسه نحوها ورد عليها بفتور
ماشي يا عمتي مع إني ماليش نفس والله !
حركت رأسها معترضة وهي تقول بإصرار
ابتسم لها وهو يرد بنبرة دبلوماسية
متقوليش كده ده انتي فيكي البركة يا عمتي !
هتفت بسعادة وهي ترفع بصرها للسماء
ربنا يباركلك يا حبيبي ويعوضك خير يا رب !
ثم ربتت على ذراعه وهي تكمل بهدوء
خش يالا اوضتك ارتاح فيها
أومأ برأسه وهو يقول بإيجاز
ولج مالك إلى داخل غرفته .. تأملها بنظرات طويلة ممعنة ..
كان كل شيء كما تركه لم يتغير فيها شيء ..
لقد حرصت عمته على الحفاظ على ترتيب غرفته ونظافتها حتى تظل كما هي .. معدة له حينما يعود في أي وقت ..
التوى ثغره بإبتسامة راضية ..
اتجه إلى شرفته ووقف بها ليستنشق الهواء المنعش
استند بيديه على حافتي السور .. ولا إراديا إرتفعت عيناه للأعلى ليحدق بنافذتها ..
سنوات مرت ومازال شغفه بها موجودا رغم إنكاره لهذا ..
هو كره خيانتها خداعها لكن قلبه رفض الإنصات إليه .. كلما اقترب منها تجدد شعورها نحوها ..
رغم في مقاومة شعوره بالضعف نحوها وذكر نفسه بأنها خذلته ..
أخفض بصره لينظر إلى الطريق ..
دقق النظر فيهما واستمع إلى صوت عمرو المرتفع وهو يردد قائلا بعد مصافحته إياه
متشكر يا دكتور تعبناك
رد عليه الطبيب بجدية
متقوليش كده يا أستاذ عمرو ولو حصل حاجة كلمني أو خلي المدام ايثار تتصل بالعيادة وأنا هاجي على طول !
تابع عمرو قائلا وهو يربت على ظهره
كتر خيرك يا دكتور اتفضل !
تنهد مالك بإرتياح لأن ذلك الرجل لم يكن زوجها ومع ذلك مازال يزعجه التفكير فيها بتلك الصورة المبالغة ...................................
..............................................
الفصل الثالث والعشرون
أستحلفك أن تتركيني ...
حطميني .. ادهسيني .. وإلى قطع صغيرة حوليني
ولكن بالله أن تتركي وريدي وشراييني
_ كان المړض قد تمكن منه ليحول عظامه لفتات وقد ضعف قلبه ولم يعد يتحمل حتى عملية الإنقباض والإنبساط أثناء تنفسه ..
كان أحيانا يشعر بتوقف قلبه عن العمل ويستسلم لنهايته المحتومة ..
حالة من الفزع تجوب منزلهم الصغير خوفا من رحيله عنهم ولكنها السنة الحياتية ..
_ فتح رحيم جفنيه ببطء شديد ونظر للمحيطين به ثم هتف بنبرة واهنة
تحية آآ....
دنت زوجته تحية منه أكثر ثم انحنت برأسها عليه لتكون أذنيها قريبة لصوته ..
مسدت على كفه برفق ثم نطقت بصعوبة وهي تكافح نزول عبراتها
أنا هنا جمبك يا حج استريح ومتتعبش نفسك في الكلام !
رد عليها رحيم وهو يجاهد لإبتلاع ريقه
آآ .. انا نفسي ف... قهوة
فغرت تحية شفتيها لترد وقد ارتفع حاجبها بصورة تلقائية
قهوة!!
ثم عبست بوجهها لتقول بإستنكار
قهوة إيه بس ياحج ده الدكتور مشدد ممنوع القهوة خالص !
أصر رحيم قائلا وقد أكفهرت ملامحه وعبست من تلك الأوامر التي يبغضها
نفسي في قهوة ولا عشان راقد يعني هتمشوني على مزاجكوا
انزعجت تحية من حديثه المؤسف وهتفت مستنكرة وقد استصعبت كلماته ومغزاها
متقولش كده ياحج ده انت الخير والبركة !
_ نهضت إيثار عن المقعد المجاور لفراشه ثم غادرت الحجرة بصورة مفاجئة ..
شعر رحيم پألم أقوى من ألمه الجسدى ..
آلما معنويا حادا لا يفارقه كلما رأى زهرة شباب ابنته والتي أنطفأ النور من وجهها وأصبحت رمزا للشحوب لا ينقصها سوى بعض التجاعيد والثنايات في بشرتها حتى تصبح عجوزا شمطاء .
أحست به تحية وتفهمت مغزى الوميض الحزين الذي ظهر بعينيه فقامت بوضع قبلة حانية على جبهته وواسته قائلة بخقوت
إيثار كويسة متقلقش عليها هي بس تلاقيها قامت عشان تعمل تليفون ولا حاجة !
أدار رحيم رأسه ناحيه ابنه البكري وهتف بصوت واهن وهو
متابعة القراءة