روايه حزينه الفصول من السابع وعشرون ل الثاني والثلاثون بقلم الكاتبة الجليله

موقع أيام نيوز

كنت طيف الحاضر فعدني مالك أن تكون ابنتنا هي حب المستقبل !
همس لها بصعوبة وهو يدرك تماما صدق ما قالته 
أنا أحبك لانا !
استأنفت لانا حديثها بنبرة حزينة وهي تتأمله بنظراتها العاشقة 
مالك .. ابنتي هي أقصى ما استطعت تقديمه لك بعد قلبي !
وضع إصبعه على شفتيها لتتوقف عن الحديث وانحنى ليقبل مقدمة راسها وهو يتوسلها هامسا 
لا ترددي هذا الكلام !
تابعت قائلة بصوت مخټنق 
أحبها بقلبك لا تجعلها تعاني مثلي من حب بلا مقابل !
أدمعت عيناه وهو يرجوها قائلا 
لانا أرجوك توقفي عن قول تلك السخافات ! أنا أحبك يا غبية !
ابتسمت له وهي تقول بأسف 
أعلم أنك حاولت
في تلك اللحظة ولج الطبيب إلى الغرفة وهتف صائحا بجدية 
حان الموعد
هزت لانا رأسها ورددت بخفوت 
حسنا !
قبضت على كف زوجها مالك ووضعته على صدغها ثم همست له وهي ترمقه بنظرات أخيرة 
الوداع حبيبي !
استشعر من نبرتها أنها تودعه للمرة الأخيرة أنها تعلن عن رحيلها الأبدي عنه فانقبض قلبه پخوف واستعطفها بحنو وهو يجاهد لرسم ابتسامة مطمئنة على ثغره 
لا تقولي هذا أنا سأنتظرك هنا مع ابنتنا لانا !
همست له بصدق وهي تتأمله بنظرات رومانسية لامعة 
أحبك مالك !
وكأنها كانت تعلم أنها النهاية .. فخرج الطبيب بعد برهة ليبشره بميلاد الصغيرة .. ويواسيه في خسارة الأم الجميلة ..
يا لها من فاجعة قضت عليه ..
هي أهدته قطعة منها ورحلت مبتعدة لترقد في سلام تاركة إياه يعاني من جديد مرارة فقدان الغالي ..
إنهار في مكانه باكيا بحړقة و متمنيا لو استطاع إعادة الزمن للوراء ليقدم لها حبا لم يستطع تقديمه بحق في حياتها ..
ډفن وجهه بين راحتيه يشهق بأنين يدمي الفؤاد ..
اقتربت منه الممرضة تحمل ملاكه الصغير فرفع عيناه الدامعتين نحوها ومد ذراعيه المرتعشتين ليلتقط منها صغيرته ..
تعلق قلبه بها بل إختطفت حبه بهالتها البريئة ..
أسماها ريفان مثلما أرادت أمها الراحلة ..
....................................
لم يتحمل والدها السيد سلمان الخبر فإنهارت قواه ومرض بشدة وظل طريح الفراش عاجزا عن الحركة حتى أسلم الروح لربه ...
صدق من قال لا تأتي المصائب فرادى !  
أصبح مالك بين عشية وضحاها أبا أرملا ومسئولا عن أهم المؤسسات العريقة ..
تولى هو إدارة كل شيء وجاهد للحفاظ عليه فهو وابنته هما الورثة الشرعيين لكل تلك الثروة الطائلة .. وهو لن يضيعها هباءا ..
مرت عليه ليال طوال كابد فيها آلام الفراق والخسارة حتى يراعي كل شيء إلى أن لم يعد بمقدوره المقاومة أكثر من هذا والبقاء بعيدا عن أحبته .. 
فيكفيه تلك الخسارة العزيزة ليستمر في عناده وغربته الموحشة ..
لذا قرر تصفية كل شيء والعودة إلى موطنه للبدء من جديد ...
......................................................
أفاق مالك من ذكريات ثلاث سنوات وهو يبكي بآسى ..
أغمض عيناه وتنهد بعمق لعله يخرج تلك الهموم الثقيلة التي تجثو على صدره ..
رأت عبراته تنساب بغزازة لټغرق وجهه بالكامل ..
بكت هي الأخرى تأثرا به ..
آه يا حبيبي لو كنت أعلم ما تركتك لحظة 
أخذ نفسا مطولا وزفره مرة واحدة وهو يكمل بصعوبة 
مقدرتش أنساكي للحظة في كل وقت كنتي معايا حتى .. حتى في أحلامي !
اختنقت نبرته عندما تابع 
وهي ظلمتها معايا حبتني وأنا مقدرتش أقدملها الحب اللي كانت عاوزاه !
أخرج تنهيدة مريرة من صدره مصحوبة بعبرات أكثر غزارة وهو يقول 
كان صعب أنسى كل حاجة بالساهل ! حاولت أكرهك وعملت ده بس .. بس معرفتش .. مقدرتش !
ضغطت إيثار على شفتيها لتمنع شهقتها الحزينة من الخروج .. بينما تابع بآسى 
حبك عڈبني وكسرني أوي يا إيثار ... !!!
صمت لبرهة لينطق بعدها من بين شفتيه خاطرة أخرى كانت سلوى فؤاده المعذب 
وبيأس أنتظر نسمة هواء تحمل عطرك ..
فينعش روحي البائسة ..
فرائحتك دوما تسبقك أينما كنت ..
فتشعلي دون قصد شوقي إليك ...
حقا ... كسرني عشقك ! 
.....................................................
الفصل التاسع والعشرون الجزء الأول 
غطى وجهه بكفيه ثم فركه بهما بقوة وأطلق زفيرا ثقيلا من صدره وحاول جاهدا تخفيف الألم الذي اجتاحه بعد سرد كل تلك الذكريات الموجعة ..
هو يشعر بالإثم نحوها .. فهي أفنت سنوات حياتها الأخيرة له ومن أجله وكل ما رغبته هو رسم السعادة على وجهه.. وحتى وإن كانت تلك السعادة مؤقتة و ستفني عمرها ..
اختارت الټضحية بحياتها من أجل التنعم بلحظة حب صادقة معه .. وهو استشعر عدم أهليته لكل ما فعلته لأجله. 
_ هذا ما زاد من شعوره بأضعاف الألم والذنب حيالها ..
هي كانت ضيفة عابرة في حياته واسته في أصعب أوقاته .. وهو لم يقدم لها سوى الإحترام .. 
سحب مالك شهيقا مخټنقا لصدره ثم زفره على مهل وهو يتابع حديثه الذي خرج متحشرجا منه 
هي مكانتش تستاهل مني كده أنا عارف لكن...آآ.
صمت لوهلة قبل أن يتابع بضيق قائلا 
لكن أنا مقصدتش أظلمها هي ظهرت في حياتي في وقت كانت
تم نسخ الرابط