روايه حزينه الفصول من السابع وعشرون ل الثاني والثلاثون بقلم الكاتبة الجليله

موقع أيام نيوز

!
أزاحت يده عن صدغها بجفاء واضح بالرغم من مشاعرها المتأججة والناطقة بداخلها حياله .. لكنها لم تتحمل تلك اللمسة التي أعطاها لغيرها ثم نطقت بقوة وكبرياء  
انا اللي سيباك وماشية .. ودي اخر مرة هتشوفني او تكلمني فيها ! أنا اكتفيت منك !!!!!
هز رأسه مستنكرا بقوة غير مصدقا العقاپ القاسې الذي اختارته له ثم هتف سريعا بتلهف  
مستحيل لو غلطنا في حق بعض مرة مش هنكررها تاني !!!
صړخت فيه من جديد وهي تنطق بتحسر 
متقولش غلطنا! أنا مغلطش في حقك .. انت اللي جيت عليا زيهم كلهم إنت جنيت عليا بقسوتك وظلمك إنت زيك زيهم !!!!!!
تجمعت الدموع في مقلتيه فهو عاجز عن الدفاع عن نفسه أمامها وكيف يدافع وهو كان أحد الجناة القساة .. 
وكيف تصفح له وهو من أمسك بسياطه ليجلد روحها بلا شفقة أو إحسان ..
أنا اسف .. مستحيل هتبعدي تاني مش هسيبك يا .. يا آآ....
أخفض من نبرة صوته وهو يقول بنبرة والهة متيمة 
يا ذات الغمازتين !
تحركت مشاعرها أكثر نحوه وعاندت تلك الأحاسيس بقوة كابحة إياها حتى لا تطفو وتظهر على قسماتها الڤاضحة وهمست بضعف  
مبقاش ينفع .. انا مينفعش أكون مع حد مش هقدر !
ضغطت على كفيه المطبقين على وجهها وأغمضت عينيها للحظة من الزمن ..
خفق قلبه بقوة فقد استشعر وداعها له ..
بل هي تنوى حقا أن يكون هذا هو لقائهما الأخير .
_ أبعدت راحتيه بهدوء غريب عن وجهها ..
شعر بملمس أصابعها الناعمة على قبضتيه فجعلته يستكين مستسلما لها وقد تعلقت عيناه بها ..
إنسلت هي من أمامه بهدوء وتجاوزته لتمضي راحلة في طريقها ..
الټفت ليراقبها بعينيه وهي تخطو بخطوات بطيئة مبتعدة عنه .. 
وكلما خطت كلما زادت المسافات بينهما .. تسمر في مكانه عاجزا مشدوها لا يعرف ما سيفعله .. 
شعور العجز تملكه وجعله غير قادر على مواجهة حتى نفسه .. ولكنه أفاق سريعا من صډمته المؤقتة وكأن صعقة كهربية ضړبت برأسه لتحركه.
تساءل مع نفسه بهلع يدمي القلوب هل هذه هي كلمة النهاية 
هل أسدل الستار على حكايتهما لينتهي فيلما سينمائيا بنهاية حزينة ومؤلمة  
أهكذا الأمر .. لم يعد هناك ما يدفعهما للبقاء واللقاء ..
وكأن قلبه يحدثه ويدفعه للتحرك هيا يامالك! كيف لك أن تتركها وتخذلها من جديد 
هي إيثار ..
مالكة قلبك ..
حبيبتك ..
معشوقتك التي اخترتها عن غيرها 
بل معذبة فؤادك 
كيف لك أن ترتكب هذا الجرم مرة أخرى في حق حبكما وتتركها ترحل  
هيا تحرك .. هيا تقدم منها انها حبيبتك إيثار !!
هز رأسه پعنف ليفيق من تلك الغيبوبة المؤقتة ثم صړخ بصوت مرتفع وهو ينادي باسمها ..
أهتز كيانها بقوة وأجبرها صوته على الوقوف.. 
وبحذر شديد استدارت لتراه يركض نحوها ..
ازدردت ريقها المرير وتابعته بنظراتها المنكسرة ..
مشاعر متضاربة ومختلفة تتحرك وتتصارع بداخلها .. 
أحست بالفرحة لتلهفه عليها ولكن تلك الفرحة كانت ممزوجة بلعڼة كبريائها تجاهه ..
شعرت بالحنين لسماع اسمها من بين شفتيه .. ولكنها سئمت ضعفها المحال أمامه ...
لحظات أربكتها لكنها أعطت له الفرصة ليتقدم منها .. وبلمح البصر وسرعة البرق كان يقف أمامها وهو يلتقط أنفاسه اللاهثة ثم نطق بلهجة مستعطفة إياها 
ريفان .. ازاي هتسببي ريفان بعد ما تعلقت بيكي 
خليكي عشان خاطرها هي مش سهل تاخد على حد تاني !
أطرقت رأسها بضيق عقب أن لمس وترا حساسا بداخلها.. وهو تعلقها بطفلته الجميلة ولكنها جاهدت تلك العاطفة وهي تقول  
روان هتكون جمبها دايما .. و....
قاطعها بلهجة مصرة مشددا على ضرورة تواجدها هي بالأخص 
لأ انتي اللي هتربيها وتاخدي بالك منها .. هي محتاجالك ارجوكي متخذلنيش !!
شردت للحظة تفكر مليا في مصير تلك اليتيمة ..
لن يكون جرحها النازف والحي منه سببا في حرمان تلك الصغيرة التي لا تعي شيئا من عاطفتها ومشاعرها الأمومية الجارفة حيالها أطرقت رأسها وهي تومئ إيمائة طفيفة ثم نطقت بهدوء 
ريفان ملهاش ذنب في حاجة !
تنهدت بإنهاك وهي تتابع 
عشان خاطرها وبس هستمر في شعلي معاها !
وكأنه بصيص أمل أضئ له وسط هالة من الظلام كانت تحاوطه وبحركة خفيفة سريعة منه اختطف كفها الذي يمسك حقيبتها ثم قبل باطنه قبلة عميقة جعلت القشعريرة تسري بأوصالها ..
سحبت يدها سريعا وقد شعرت بسخونة وجنتيها التي انبعثت منهما على حين غرة ..
فهو ما زال مالكها الذي يستحوذ علي تفكيرها وعقلها وقلبها وشاغلها أينما وجد ..
وقبل أن تنكشف له وتسقط في بئر عشقه الأعمى من جديد تحركت من أمامه بتوتر شديد وبدت خطواتها له غير مستقيمة .
طغت ااأبتسامة على ثغره وقد استشعر تأثيره عليها .. هي تعشقه من صميم فؤادها ولكنها تأبى الغفران ..
ستكون تلك الصغيرة هي خطته التي ستمكنه من الفوز بها من جديد لن يكل ولن يسأم.. وسيظل يحاول إستعادتها مهما كلفه الأمر ........................
.................................................................
وبقي منها حطام
تم نسخ الرابط