روايه حزينه الفصول من السابع وعشرون ل الثاني والثلاثون بقلم الكاتبة الجليله
المحتويات
على تزويجه من ابنة أخيها ..
أكملت تحية بتنهيدة وهي تمسح بلسانها على شفاها الجافتين
انا هحكيلك اللي حصل كله !!!
...................................................................
_ قرر مالك الاختلاء بشقيقته الصغرى في حجرة المكتب لكي يروي لها تفاصيل خطته القادمة ..
هو اختارها لكي تعاونه في ذلك خاصة وأنها تتخذ إيثار صديقة لها وستحبذ لها الخير ..
حك طرف ذقنه الحليقة حديثا ثم نظر لأخته نظرات ذات مغزى وهو يهتف بخفوت بين
روان بكرة عيد ميلاد ريفان التاني
أومأت روان برأسها متفهمة ثم رسمت على ثغرها ببسمة واسعة و نطقت بمرح زائف محاولة إخفاء نبرة التعاطف والآسى
زفر مالك بإنزعاج ثم التوى ثغره لعدم فهمها مقصده وهدفه وتابع بجدية
انتي مش فاهماني!! انا هدفي من العيد ميلاد ده أن إيثار تكون موجودة جمبي لأطول وقت ممكن !
ابتسمت له روان بمكر وردت عليه وهي تغمز له بعينيها
ايوة بقي! قولتلي
الحمدلله إنك فهمتي !
صمتت روان للحظة ثم استندت برأسها على مرفقها وأكملت بتفكير عقلاني
يبقى مش هينفع عمتو وعمو إبراهيم ييجوا!
رد عليها مالك وهو يومئ برأسه موافقا
بالظبط عايز حاجة بيني وبينك وإيثار تكون موجودة وبس ! فهمتي !!!
نهضت روان عن جلستها والحماسة تملأ صدرها ثم ضړبت على كتفه بقوة خفيفة منها وهي تردد بثقة وفخر
ابتسم لها مالك وهمس بينه وبين نفسه بتوجس
ربنا يسترها !
.....................................................................
_ تألمت السيدة ميسرة كثيرا عندما علمت بما حل بتلك الفتاة البائس حظها ..
دمعت عيناها لأجلها فلم يأت بمخيلتها أن هذه المسكينة تحمل بداخلها مالا تتحمله أخرى أقوى منها ..
مسحت بأناملها على طرفي عينيها لتنزح عبراتها العالقة بهما ثم نطقت بصعوبة بالغة من بين شفتيها
لا حول ولا قوة الا بالله ربنا يعوضها خير ويسعد قلبها
ردت عليها تحية وهي تتضرع من صميمها لله
أمين يارب العالمين
انتظرت لحظة وهي تطالع ملامح ميسرة العابثة بتأمل ثم أردفت بتساؤل
ردت عليها ميسرة وقد شعرت بالحرج الشديد من تبيين رفضها بشكل مباشر
بصي ياست تحية .. روان دلوقتي بقت مسئولة من أخوها وهو هيكون ليه الكلمة الأولى والأخيرة في موضوع زي ده
تفهمت تحية ما قالته جارتها فهي محقة في هذا لذا ابتسمت له بتصنع وهي تقبض على شفتيها لتقول بعدها بإنزعاج قليل
طيب ياست ميسرة طالما كده انا هخلي عمرو يكلم أخوها
ردت عليها ميسرة وهي تهز رأسها بموافقة منها
اللي فيه الخير يقدمه ربنا يا ام عمرو
نهضت بعدها تحية من مكانها ببطء وهي تستند على ذراع الأريكة و استقامت في وقفتها وهي تردف بنبرة متعجلة
استأذن انا !
نهضت ميسرة هي الأخرى من على الأريكة وردت عليها مجاملة
ما لسه بدري ياست تحية !!
ردت عليها تحية وهي تربت على ذراعها بود بدري من عمرك .. سلامو عليكو !
...................................
أوصدت ميسرة الباب وهي في قمة ذهولها ودهشتها مما حدث اليوم ..
وتساءلت مع نفسها بتخوف عن ردة فعل مالك عندما يعلم بأمر گهذا !
فكرت في كيفية التصرف بمفردها ..وحل تلك المسألة بعيدا عنه ولكنها وجدت صعوبة في التصرف بدونه ..
لذلك قررت اللجوء إليه .. فهو الأخ الأكبر لها وسيشكل رأيه حكما فاصلا في الأمر برمته .
أسرعت نحو الهاتف وشرعت بالضغط على أزراره ثم وضعته على أذنها وهي تهتف بتلهف
أيوة يامالك .. أسمعني يابني كويس
أصغى إليها مالك بكل حواسه واستمع لما قالته بتركيز جم ..
هو كان يتوقع فعلا گهذا منه وقد أعد خطته من قبل للتعامل مع الموقف ..
هو أراد الإنتقام من أخيها على فعلته القديمة في حقه وحق حبيبته ولكن سيفعل ذلك على طريقته الخاصة .. سيذيقه من نفس الكأس ويجعله يتجرع مرارة آلم البعد والفراق ..
فلن يكون ثمن الثلاث سنوات الماضية ثمنا هينا .
قطب جبينه وأنعقد ما بين حاجبيه ثم نطق بقسۏة من بين أسنانه
وماله ياعمتي خليه ييجي ويطلبها مني.. وساعتها الرد هيكون جاهز !!!!!
...................................................................
منذ صبيحة اليوم التالي .. بل منذ أن سرد عليها مالك رغبته في إعداد حفل ميلاد للصغيرة وقد بدأت في التجهيز والاعداد ليوم مميز لن ينسى أبدا من الذاكرة ..
قامت روان بنفخ الهواء داخل البلونات المطاطية الملونة ثم ساعدت راوية في تعليق الزينة .. وحرصت على الانتهاء من كل شئ قبل موعد حضور إيثار حتى لا تكلفها فعل شيء ..
وما ان انتهت روان من مهامها وخرجت لمحيط الحديقة .. حتى وجدت إيثار قد حضرت في تلك اللحظة وعبرت بوابة الفيلا.
كان مالك في هذه اللحظة جالسا بحجرة مكتبه ينهي بعض الأعمال الخاصة بشركته عن
متابعة القراءة