روايه حزينه الفصول من السابع وعشرون ل الثاني والثلاثون بقلم الكاتبة الجليله
المحتويات
طريق حسابه على مواقع التواصل الإجتماعي .. وكان بين الحين والأخر ينظر للحديقة عن طريق النافذة التي تطل عليها منتظرا حضورها بفارغ الصبر و متلهفا لرؤية طيفها الساحر ..
وقع بصره عليها أثناء ترحيب روان بها فذقذق قلبه فرحا وتلونت عينيه بوميض السعادة عندما لمحها ..
لم يطق الانتظار داخل مكتبه أكثر من هذا فقام بتلهف شديد بإرتداء سترته سريعا ووضع بها هاتفه المحمول ثم خرج من الحجرة على عجالة من أمره..
هتفت إيثار وهي تتأمل المكان من حولها بإعجاب شديد من جمال تناسق الزينة وأنتشارها في المكان
الله ! هو في مناسبة النهاردة
أجابتها روان وهي تطالع المكان بحماسة شديدة
عبس وجه إيثار نوعا ما واختفت بسمتها من على محياها ثم عاتبت رفيقتها بضيق
طب ليه مقولتيش من بدري كنت جيبتلها هدية على الأقل!
ردت عليها روان وهي تجذبها للداخل من ساعدها
اي الكلام ده ياإيثار مفيش بينا فرق .. يلا تعالي نطلع نجيب ريفان عشان نحتفل معاها !
دلوقتي بس لسه بدري اوي!!
أجابتها روان وهي تهز رأسها نافية
بالعكس مفيش أجمل من الأعياد اللي بتتعمل الصبح
انصاعت إيثار لرغبتها وصعدا سويا لإحضار ريفان من الأعلى..
انتظر مالك على أحر من الجمر صعودها للأعلى ليخطو بقدميه بعجالة صوب المطبخ وأشار لراوية للبدء بالتنفيذ..
يلا يا راوية شيلي معايا الحاجة دي بره !
ابتسمت له راوية قائلة وهي تتعجل في حركتها
حاضر يامالك بيه
قاما الاثنين بنقل قوالب الحلوى المتعددة الأشكال والأنواع وأطباق الحلوى المختلفة للخارج وصفت على الطاولة المتوسطة الحديقة بشكل أنيق ومنظم ...
في هذا الحين .. كانت إيثار قد انتهت من إعطاء جرعتها العاطفية للصغيرة فحملتها بين ذراعيها بحب وهي تحركها بمرح قائلة
هتفت روان وهي تفرك كفيها بحماسة شديدة طب مش يلا ننزل بقى !!
نظرت لها إيثار بغرابة وهمست بإندهاش قليل وهي تداعب وجنتي الصغيرة لسه بدري ياروان
اعترضت روان وهي تتلوى بثغرها خوفا من فساد المخطط الذي رسمته
آآ .... لأ ننزل دلوقتي أفضل!
طيب اللي يريحك
هبطا سويا بصحبة الصغيرة بعد إصرار روان على إلباس الصغيرة ريفان فستانا ورديا رقيقا يتماشى مع التاج الصغير المرصع بفصوص ماسية والذي زينت به رأسها ..
وعندما خطت إيثار عتبة الفيلا تفاجئت بوجود مالك بالحديقة والذي ظنته بالبداية غير موجود في المكان .. فأبعدت بصرها بإستحياء ثم تابعت خطواتها ببطء..
وكلما اقتربت خطاها منه زاد توترها من حضوره المؤثر عليها..
ولكنها تماسكت كي لا تظهر له جانبها الضعيف الذى يحن له في حين رسم مالك بسمته العذبة على محياه وهو يقترب منها ليقبل الصغيرة..
دنا منها ليطبع قبلة على رأس ابنته بينما كانت عيناه معلقة على حبيبته ..
تقلصت المسافات بشدة حتى وصلت أنفاسه الحارة بالأشواق لطرف أنفها فدبت القشعريرة بأوصالها ..
ابتعدت برأسها قليلا فتراجع هو الأخر برأسه بعد أن حقق مبتغاه وأثار توترها نحوه ..
مد يده ليلتقط صغيرته من بين يديها فتعمد مسك كفها مع ابنته ..
شعرت بالحرج الشديد من جرأته حيالها فتنحنحت بخجل و توردت وجنتيها بحياء ثم نطقت بجدية زائفة
احم ! آآ.. أ أيدي
أفلت كفها وهو يبتسم لها ابتسامة خطېرة و تحرك نحو الطاولة ليجلس على أحد مقاعدها واضعا الصغيرة على حجره ..
ثم غمز بعينيه لشقيقته لكي تقوم بالتصرف.. وبالفعل تحركت الأخيرة على الفور لتقول بحماسة بائنة
يلا عشان نطفي الشمع ياإيثار
ثم جذبت إيثار من يدها ودفعتها نحو الطاولة ..
نظرت لها إيثار بإندهاش وهتفت متعجبة
دلوقتي !!!!
ردت عليها روان وهي تهز رأسها عدة مرات متتالية
ايوة يالا
كانت تشعر بشيء مريب في الأمر وكأن الأخوين يحيكان أمرا لا تعلمه ..
تجاهلت شعورها وتعمدت الانتظار حتى تكشف ما سيؤول إليه الأمر ..
جلست بتردد على المقعد وجاورتها روان ..
دققت النظر على الطاولة لترى قالب الحلوى المطبوع عليه صورة للصغيرة تجمعها بوالدتها .. حكت غرة جبهتها بتفكير وتذكرت أنها قد رأت مثل تلك الصورة في الأعلى داخل إطار خشبي رقيق .
تعلقت عيناها بالقالب وشردت تفكر فيها ..
أثار فضولها وبشدة وجود ريفان مع والدتها في صورة واحدة تجمعهما سويا ..
تلك الصورة التي رأتها من قبل وحركت نزعتها الأمومية بالإضافة إلى شعور الغيرة ..
ما أثار ريبتها هو كيف ومتى تم أخذ تلك الصورة إن كانت الأم قد توفت قبل رؤية قرة عينيها
هناك خطأ بالأمر ..
ربما مالك ېكذب عليها وأراد الحصول على استعطافها ..
اغتاظت من كذبه .. وتحول وجهها للوجوم ..
_ لاحظ
متابعة القراءة