روايه حزينه الفصول من السابع وعشرون ل الثاني والثلاثون بقلم الكاتبة الجليله
المحتويات
مالك تحديقها بقالب الحلوى
نعم حالة الشرود التي تمكنت منها كانت مرئية للعيان
وسريعا استشف ما تفكر به .. لذا قرر أن يسرد عليها قصة الصورة قبل أن تظن به الظنون ..
الټفت برأسه نحو شقيقته وحك مؤخرة رأسه وهو يقول بهدوء
عارفة ياروان !
انتبهت له أخته وكذلك إيثار فتابع قائلا
الصورة دي انا عملتها بعد ما ريفان اتولدت بشهر .. كنت مصور مامتها وهي حامل فيها وشايلة عروسة بنفس الحجم !
كانت فرحانة أوي إنها حامل ومش مصدقة نفسها !
ثم انخفضت نبرة صوته وهو يكمل بحزن واضح
بس فرحتها مكملتش وماټت بس .. بس مرضتش أحس إن الفرحة دي انتهت بمۏتها فلما ريفان اتولدت صورتها معايا بنفس الطريقة وبنفس الزاوية وخليت المصور
يركب الصورتين على بعض ..
تنهد بعمق وهو يختم حديثه
رغم حسن نيته مع ابنته ورغبته في تخليد ذكرى حب زوجته لطفلتهما التي لم يكتب لها أن تراها إلا أنه أشعرها بالغيرة من ذلك الاهتمام ..
هي لم تحظ بمثله ..
هي كانت تعاني .. تجاهد للملمة شتات أمرها ..
اجتهدت وبشدة في الحفاظ على جمود تعابير وجهها وثبات نظراتها رغم النيران المستعرة بداخل روحها ..
الله يرحمها يارب
عاود مالك التحديق بإيثار فرأها جامدة لكن عينيها تكشفاها ..
هي تغار .. هو متأكد مما رأه فيهما ...
نهضت روان عن جلستها مبررة أنها ستحضر مشروب المياه الغازية ثم تركتهما بمفردهما بعد أن حملت الصغيرة بين يديها وهي تقول بمرح
مالك هات روفي وحط إنت الشمع في التورتة
آ.. روان انا هجيبه خليكي
اعترضت روان وهي تصر على الذهاب بالصغيرة للداخل
لا خليكي انا جاية على طول
وقبل أن تهتف بها إيثار كانت قد انصرفت سريعا
تنهدت بضيق وأشاحت بوجهها للجانب الأخر متجنبة حدقتيه اللاتين تعلقتا بها ..
كانت تشعر بظل عينيه وهو مسلط عليها مما أشعرها بالحرج الشديد ولكنها جاهدت حتى لا تظهر له ذلك ولكنها فشلت ..
هي كما أعتادها دائما حتى وإن اعتراها بعض التغيير تنكشف أمامه ..
.. تأهبت لتنهض بعيدا عنه لتتجنب تأثيره ولكنها تفاجئت بكفه يحاصر كفها فاستدارت نحوه پصدمة وهمس بلهجة عاشقة
ماتسبينيش !
ها !
ابتسم لها مالك بعذوبة معهودة منه وهو يتوسلها
قصدي ماتمشيش !
سحبت إيثار كفها منه وهتفت بتوتر
هشوف روان عشان أتأخرت
نهضت عن مكانها سريعا لكي تتجاوزه ولكنه قطع عنها الطريق بوقفته أمامها ..
ارتكبت أكثر منه وتوترت .. فتأمل الحمرة التي احتلت موضع غمازتيها .. ثم مد أنامله ببطء لېلمس غمازتها فتراجعت فورا خطوة للوراء ..
تحقق حلمها الذي رأته في غفوتها هي تمنت اقترابه منها .. ولكنها تخشى إستسلام مشاعرها الجريحة له ..
دنا منها أكثر فأبتعدت..
حاصرها فجأة من خصرها بذراعيه ونطق بتلهف واضح وعيناه تلمعان بوميض الحب
تتجوزيني!
انتفضت بل ارتجفت وارتعش كيانها بالكامل ..
أكان وهما ما قاله
أعرض عليها الزواج
أصابت كل ذرة في جسدها قشعريرة غريبة عقب كلمته المباغتة تلك ..
بدت وكأنها تلقى على مسامعها للمرة الأولى ..
تصارعت أنفاسها اللاهثة وتلاحقت من فرط التوتر والخۏف ..
رغبت في مقاومته في الرفض ..
لكن قلبها يأبى الانصياع إنه مالكك .. إنه من تعشقين إنه حبك الأول والأخير ..
ارتفع صدرها وهي تطالع ملامحه كالمسحورة ..
لكنها سريعا أجبرت نفسها على الإبتعاد من ذلك التأثير المهلك فإنسلت من أحضانه بعد أن دفعته بكفيها في صدره وأطرقت رأسها وهي تقول بعزة وكبرياء شديدين
لا .. مش هتجوزك أبدا!
الفصل الثلاثون الجزء الأول
جاهدت لتتخلص من حصاره المهلك الذي يضعف مقاومتها لكنها لم تستطع .. فقد أحكم قبضتيه حولها ..
خفق قلبها بقوة .. وتسارعت أنفاسها على صدره ..
أغمض عيناه مستمتعا بقربها المغري منه .. وبث إليها عبر حضنه المطمئن أشواقه .. و إشتياقه .. وحبه ..
إن استسلمت له فقد ظفر بها .. لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ..
دفعته إيثار بكل ما أوتيت من قوة للخلف فتفاجيء من ردة فعلها وحدجته بنظرات جامدة قبل أن تقول بحدة
وأنا مش موافقة
تسمر في مكانه مشدوها للحظة محاولا استيعاب رفضها الغير متوقع ..
هو متأكد من حبها الجارف له بل إنه يثق أن خلايا
متابعة القراءة