روايه حزينه الفصول من السابع وعشرون ل الثاني والثلاثون بقلم الكاتبة الجليله
المحتويات
المتلاطمة وضحكاتها الرقيقة تتشكل لتأثره أكثر بغمازتيها البارزتين فظهر شبح ابتسامة باهتة على محياه .. وتنهد قائلا
إيثار !
......................................
ظلت حبيسة غرفتها لفترة طويلة .. شاردة حزينة أوجاع قلبها تفتك بما تبقى من روحها المنهكة ..
سمعت دقات خفيفة على باب غرفتها فنهضت بتثاقل من على الفراش وكفكفت أثار عبراتها من وجنتيها ..
نظر لها بإشفاق وسألها بهدوء
ليه أعدة لوحدك
ردت عليه بفتور وهي توليه ظهرها
ماليش نفس لحاجة
سار خلفها وسألها بتوجس وهو يراقب تصرفاتها الغير مكترثة
في حد ضايقك في شغلك حد اتعرضلك !
لم تستطع البوح له بما يجيش في صدرها .. هي لا تريد أن يتشارك أي أحد همومها .. لا ترغب في أن تكون عبئا على أحد حتى لو كان أخيها .. لذلك ابتلعت غصة مريرة عالقة في حلقها وأجابته بإرتباك قليل
تحرك عمرو ليقف قبالتها ثم وضع يديه على ذراعيها وهزها قليلا وهو يتابع بجدية
إيثار أنا عاوزك تثقي فيا أنا عمري ما هاعمل أي حاجة تضرك أو تأذيكي اديني بس فرصة وأنا هاثبتلك إني اتغيرت بجد !
ابتسمت له وهي ترد عليه بتأكيد
عمرو .. أنا مصدقاك والله مش محتاج تثبت حاجة ليا !
طب قوليلي مالك ايه اللي مغير احوالك كده ومضايقك !
ردت عليه بإقتضاب وهي تطلق تنهيدة قصيرة
مافيش ..
أيقن عمرو أن أخته لن تتحدث بسهولة فابتسم بتهذيب وهو يضيف
عموما أنا موجود لو حابة تفضفضي معايا !
بادلته إبتسامة ودودة وهي ترد عليه
ربنا يخليك ليا !
تحركت ناحية فراشها وجلست على طرفه فتابعها أخيها بنظراته ثم هتف فجأة بحماس
رفعت رأسها لتنظر إليه متساءلة
ايه هي
ظهرت ابتسامة عريضة على محياه وهو يجيبها بغموض
مش هاتصدقي ماما قالتلي ايه النهاردة
سألته إيثار بفضول
خبر يفرح !
رد عليها بنبرة شبه حائرة وهو يحك مؤخرة رأسه بيده
هو لحد الوقتي مش باين إن كان يفرح ولا لأ بس إن شاء الله خير !
المهم ماما قالتلي إن مالك أخو روان وافق يقابلني
اتسعت مقلتيها في صدمة غير متوقعة وارتفع حاجبيها للأعلى بذهول وهتفت غير مصدقة
ايه !!!!!!
أكمل عمرو قائلا بحذر
منتظرني بكرة عنده فادعيلي !
ارتبكت أكثر مما قاله أخاها .. فهب لا تدري ردة فعله تجاهه بعد أن رفضته .. تخشى أن يعاقبه لقرارها ..
آآ.. ربنا يكرمك !
حاول عمرو أن يرفع الحرج عن أخته خاصة أن للموضوع أذيال متعلقة بالماضي .. وتابع بهدوء
يا رب أمين عاوز دعوة محترمة من القلب مش هوصيكي !
ردت عليه بصوت فاتر
أكيد !
أدمعت عيناها عقب حديث أخيها الجاد حول ما ينتوي فعله مع عمرو بداخل غرفتها ..
كانت تريد أن تسير الأمور بسلاسة ويحدث الإرتباط بينهما دون أي تعقيدات ..
لكنه أراد أن يلقن عمرو درسا .. ليعرف كيف يمكن أن يقهر قلبا ويفسد حياة بأسرها بسبب تعنت مجحف وظلم جائر ..
احتضن مالك وجه أخته براحتيه بعد أن جثى على ركبتيه أمامها وباشر حديثه قائلا بإبتسامة صغيرة
والله ده لمصلحتك صدقيني أنا عمري ما هضرك ولا هاخلي حد يجرحك بس لازم يستحمل عشان يعرف إنك تستاهلي التعب والټضحية !
نظرت له في صمت بعينيها الباكيتين ولم تستطع أن تعقب عليه ..
فبماذا تخبره هل تفضح نفسها وتقول أن قلبها تعلق به بالفعل وأحبه وباتت ترسم أحلاما وردية معه أم تكتفي بالصمت وكتم أحزانها داخل صدرها وتعاني من عذاب الحب بمفردها
شعر مالك بتخبط مشاعر أخته الصغرى وأجبر نفسه على القسۏة قليلا معها من أجلها هي ..
ابتسم لها مجددا ومسح عبراتها من على وجنتيها بأنامله ثم اعتدل في وقفته .. وتركها وانصرف دون أن يقول بالمزيد فهو لا يريد وضعها في موقف صعب .. لذا أسلم شيء تركها الآن ...
مالت هي على جانب فراشها وأجهشت بالبكاء الحارق فاستمع هو إلى صوت شهقاتها التي لم تستطع إخفاؤها وهو يقف في الخارج مستندا على الحائط ....
أطرق رأسه أسفا وحدث نفسه بجمود
بكرة هتشكريني على ده !
رحل مسرعا قبل أن يلين قلبه تعاطفا معها .....
...................................
لحظات مرت عليه وكأنها دهر وهو ينتظر بترقب شديد حضور مالك إلى الصالون ..
استقبلته راوية ودعته للجلوس وأحضرت له مشروب بارد ..
ظل يتلفت حوله ليتأمل المكان بإنبهار واضح عليه ..
أثاره الفضول ليعرف كيف استطاع مالك خلال تلك الفترة القصيرة أن يحقق كل تلك النجاحات في عمله ليتمكن من شراء فيلا كهذه ويؤسس شركة مميزة بدأ اسمها في الظهور بقوة في الأوساط التجارية ..
كانت إيثار قد أخبرته من قبل عن عملها معه كمربية لطفلته
متابعة القراءة