روايه حزينه الفصول من السابع وعشرون ل الثاني والثلاثون بقلم الكاتبة الجليله
المحتويات
الصغيرة لكنها لم تخبره عن أي تفاصيل تخص حياته الشخصية ..
قطع تفكيره المتعمق صوت مالك الرخيم وهو يقول
سوري على التأخير
نهض عمرو واقفا من مكانه ومد يده ليصافحه لكنه تجاهله عمدا ونظر له شزرا ثم حل زرار سترته وجلس ببرود على الأريكة ..
شعر عمرو بالحرج الشديد وكور يده الممدودة إليه ثم أبعدها بخزي ..
أشار له مالك بعينيه ليجلس فتمالك الأخير أعصابه كي لا يثور ..
وضع مالك ساقا فوق الأخرى وانتصب في جلسته وسأله بجمود وعينيه مسلطتين عليه
خير !
تنحنح عمرو بصوت خفيض ثم رسم ابتسامة واثقة على ثغره وهو يقول بحذر
أنا .. أنا كنت جاي النهاردة عشان آآ..
قاطعه مالك قائلا بجدية آمرة
خش في الموضوع على طول أنا معنديش وقت أضيعه !
أنا عاوز أخطب روان !
أنزل مالك ساقه ونظر له بإستهزاء قبل أن يسأله ببرود
وايه اللي يخليني أوافق عليك إنت بالذات !
ازدرد عمرو ريقه بصعوبة وشعر بالإهانة الصريحة في عبارته الأخيرة .. وتشدق قائلا بثبات
قهقه مالك عاليا ليستفزه أكثر ثم أشار له بإصبعه وهو يرد بتهكم
إنت .. بتحب ! لأ حقيقي نكتة ظريفة
احتقن وجه عمرو بالډماء الغاضبة وانفعل قائلا
أنا مش جاي أقول نكت هنا
تجهم وجه مالك فجأة وقست تعابيره واحتدت نظراته وهو يقول بصوت قاتم
وأنا مش موافق على طلبك !
انقبض قلب عمرو بشدة وشعر بأن روحه على وشك أن تنتزع منه .. فتساءل بنزق محاولا فهم سبب الرفض وإن كان يعرفه مسبقا
التوى ثغر مالك بتهكم شديد وأجابه بجفاء
أكيد إنت شايف المستوى اللي اختي عايشة فيه الوقتي إزاي عاوزني أرضى أجوزها واحد زيك فقير محلتوش حاجة !
ابتلع عمرو الإهانة ودافع عن نفسه قائلا بقوة
الفلوس مش كل حاجة وأنا قادر أعيشها في مستوى معقول يكفيها ويخليها مستورة !
ضحك مالك مستهزئا به.. ثم رد عليه بسخط ونظراتها الإحتقارية مسلطة عليه
أظلم وجه عمرو بشدة وتلونت عيناه بحمرة متعصبة .. فقد كان مالك على حق .. هو بالفعل أهانه بالماضي وحقر من شأنه بل إنه تعمد جرحه ليشعره بدونيته .. واليوم يرد له الصاع صاعين فلماذا يتعجب .. فهذا ما جنته يداه !
حقيقي سبحان الله الزمن فعلا بيعيد نفسه ! مين يصدق إن عمرو بيه بغروره وعنجهيته يقعد النهاردة قصادي يطلب ايد أختي لأ ومستني مني أوافق عليه !
لم يستطع عمرو تحمل المزيد من التجريحات والإهانات فهب واقفا وصاح محتجا بعصبية وهو يشير بإصبعه في وجهه
انا مش عاوز اهانة لو سمحت أنا جاي اطلبها وآآآ...
انتفض مالك هو الأخر من مكانه وصاح به بإنفعال مقاطعا إياه وقد برزت عيناه بشراسة مخيفة
ما انت أهنتني في بيتك مستغرب ليه من طريقتي معاك في التعامل ولا هو كان حلال ليك زمان وحرام عليا الوقتي !!!
هدر فيه عمرو متساءلا بصوت غاضب
انت بتردهالي يعني !!
رد عليه مالك بقسۏة وهو يرمقه بنظرات حادة
احسبها زي ما انت عاوز .. بس أخر حاجة ممكن اقولهالك إن الزمن بيتغير وزي ما جيت عليا وظلمتني أنا كمان هاجي عليك وأوي كمان ..
أمسك بطرفي سترته ثم زررهما معا وتابع بقسۏة أشد
اتفضل من غير مطرود .. وقتك خلص !!
بدى وجه عمرو كأنه على وشك الإڼفجار.. وكز على أسنانه بقوة كادت أن تحطمها ثم انصرف غاضبا من أمامه وهو يشعر بمدى الإهانة التي طالته اليوم منه ...
تابعت روان من أعلى الدرج ما دار بينهما بقلب مفطور ..
هزت رأسها مستنكرة وكتمت شهقاتها بصعوبة .. ثم ركضت مسرعة إلى غرفتها وهي تكاد تزعم أن روحها قد جرحت هي الأخرى معه و بضراوة ...............
.....................................................
وبقي منها حطام أنثى
الفصل الثلاثون الجزء الثاني
لم تذهب إيثار لعملها بعد ما صار مع مالك ورفضها لعرضه بالزواج منها .. وقررت إعطاء نفسها إجازة مرضية حتى تستعيد زمام السيطرة على نفسها من جديد .. وتستعد لمواجهته بهدوء ..
هي حمدت الله في نفسها أن روان متواجدة هناك حتى لا يزيد شعورها بالذنب تجاه الصغيرة ريفان ..
تجهم وجهها بشدة حينما أبلغها أخيها عمرو بما حدث أثناء مقابلته مع مالك .. وتحولت نظراتها للشراسة ..
لم تتوقع هي أن يهينه الأخير بكل تلك القسۏة والبرود .. وكأن قلبه قد تحول لحجر شديد الصلابة ..
أطرق هو رأسه بذل واضح وبدت نظرات عينيه منكسرة للغاية ..
هو كان فيما مضى متحكما في
متابعة القراءة