روايه حزينه الفصول من السابع وعشرون ل الثاني والثلاثون بقلم الكاتبة الجليله
المحتويات
مصير غيره بل على العكس كان أكثر شراسة وقسۏة وظلما ..
ما آلمه حقا هو إحساسه بالقهر وقلة الحيلة ..
فالفارق الآن بينهما كبير ..
لم يعد مالك كما كان متوسط الحال مثله بل بات أثرى من عائلته المتواضعة بمراحل ..
هو بالفعل خسر أول معاركه معه .. ولكنه لن يستسلم سيحاول مجددا .. هي تستحق تكبد العناء من أجلها ..
ألم يكن مالك مثله عاشقا
ألم يخفق قلبه لأجل الحب
ألم يقاتل من أجل الظفر بحبيبته
فلماذا يتعامل مع أخيها هكذا !
شعرت بالضيق لأجل عمرو الذي أدمعت عيناه وهو يحاول بصعوبة السيطرة على نفسه كي لا يبكي كمدا ..
تملكها الڠضب والحمية لأجل أخيها ..
وضعت يدها على كتف أخيها وهتفت بجدية وقد اشتدت تعابير وجهها
متقلقش يا عمرو احنا معاك إن شاء الله ومش هانسيبك
نظر لها بحزن واضح فزادت وخزات قلبها وتابعت بإبتسامة مشجعة
رد عليها بنبرة حزينة منكسرة وهو يهز رأسه
يا ريت !
لمحت هي في عينيه تلك العبرات التي تتراقص فيهما فأشاحت بوجهها بعيدا حرجا منه .. وعضت على شفتيها بقوة ...
نهض عمرو قبل أن يذرف عبراته المخټنقة أمام أخته فيشعر بإشفاقها عليه واتجه إلى غرفته ليغلق الباب خلفه ..
مش هاسيبك يا مالك تقهر قلب أخويا مش هاسيبك تظلمه ولا تظلم أختك بعنادك ده !!!!
.....................................
طرق بأصابعه بحركات ثابتة على السطح الزجاجي للطاولة الدائرية وحدق في المتحدث أمامه بنظرات ثابتة ثم استطرد حديثه قائلا بهدوء
تمام أنا هاراجع البنود مع المحامي وهنتكلم بعدها تاني
اتفقنا يا مالك بيه وأتمنى يكون في تعامل بينا
نهض مالك ليصافح الرجل قائلا بإقتضاب
إن شاء الله
بادله الرجل المصافحة وهو مازال محتفظا بإبتسامته
شكرا على وقتك !
في نفس التوقيت اقټحمت إيثار مكتب السكرتارية ووجهها محتقن للغاية .. بل من ينظر بتمعن في ملامحها يدرك أنها على وشك الإڼفجار غاضبة في أي ثانية ..
لم ترد الذهاب إلى فيلته لټتشاجر معه أمام روان فتفسد الأمر وتصعب عليها الوضع ..
اختارت أرضا محايدة للقتال من أجل أخيها ..
نظرت لها السكرتيرة بإستغراب ونهضت عن مقعدها لتسألها بحدة
حضرتك مايصحش تدخلي المكتب بالشكل ده
حدجتها إيثار بنظرات ڼارية قبل أن تصرخ فيها بإنفعال
مالك بيه موجود !
ردت عليها السكرتيرة بهدوء
أيوه بس عنده اجتماع ومش هاينفع حضرتك تقابليه بدون ميعاد سابق سيبي اسمك وتليفونك واحنا ه..آآ....
قاطعتها إيثار بعصبية
وأنا هاقبله دلوقتي
ثم تحركت بخطوات سريعة في اتجاه باب غرفة مكتبه ..
هبت السكرتيرة من مكانها محاولة اللحاق بها وهي تهتف بتخوف
ياآنسة استني يا مدام حضرتك مايصحش كده !
أمسكت إيثار بالمقبض وأدارته لينفتح الباب على مصرعيه والسكرتيرة من خلفها تحاول منعها من الدخول ...
حدق مالك پصدمة واضحة تجاه من تقف على عتبة الباب ..
لم يتوقع قدومها على الإطلاق إلى مقر عمله ..
سعادة غامرة وخفية تسربت إلى جميع خلايا جسده ..
وحماسة مفرطة سيطرت عليه لرؤيتها بخير أمامه ..
هتفت السكرتيرة بحرج وهي تنظر إلى رب عملها بتوجس
أنا أسفة يا فندم والله هي اللي آآ...
أشار لها مالك بيده لكي تصمت وهو يقاطعها بهدوء
خلاص اتفضلي على شغلك .. !
تنحنح الرجل المتواجد بالغرفة بصوت خاڤت ثم أردف قائلا بنبرة محرجة
احم .. هستأذن أنا وعلى اتصال يا مالك بيه
رد عليه بنبرة جامدة
إن شاء الله !
تنحت إيثار جانبا لتفسح المجال للرجل لكي يمر .. وتسمرت في مكانها للحظات لتحدق في مالك بنظرات قوية وحادة ..
التوى ثغره بإبتسامة متسلية وهو يراها في حالتها العصبية ..
أغرته بشدة تلك الحمرة الظاهرة على وجنتيها ناهيك عن تلك القوة الطائشة التي أتت بها إليه في شركته ..
جلس مالك على مقعده ببرود مستفز وأشاح بوجهه بعيدا عن إيثار التي كانت تشتعل غيظا في مكانها .. ثم أمسك بالملف الموضوع أمامه وأردف قائلا بجمود
هاتفضلي واقفة عندك كتير .. تعالي !
ضغطت على شفتيها بقوة وكظمت غيظها مؤقتا منه ثم تحركت نحوه ولكنها أمرها بهدوء بارد
اقفلي الباب وراكي !
اتسعت حدقتيها پغضب جم والتفتت لتغلق الباب بعصبية ..
ثم تحركت في اتجاه مكتبه ..
أشار لها بيده دون أن ينظر إليها لتجلس ..
فنظرت له شزرا وصاحت بإنفعال
أنا مش جاية هنا عشان أقعد أو أضايف أنا جاية أشوف معاك حل في اللي بتعمله مع أخويا
رفع بصره لينظر إليها بنظرات جادة وثابتة .. ثم رد
متابعة القراءة