روايه حزينه الفصول من السابع وعشرون ل الثاني والثلاثون بقلم الكاتبة الجليله

موقع أيام نيوز

عليها ببرود 
اقعدي الأول وبعدين نتكلم 
ألقت بجسدها على المقعد بعصبية وأكملت بصياح 
مش معنى إن أنا رفضتك إنك تحمل أخويا الذنب وترفضه !
توقفت لثانية لتلتقط أنفاسها قبل أن تهدر قائلة وهي تشير بيدها 
ايه إنت معندكش قلب معندكش إحساس بأختك حتى !
نظر إلى يدها التي تلوح بها أمام وجهه بهدوء مهلك .. وجاهد ليسيطر على بروده ..
أغاظها عدم اكتراثه بها فصړخت بعصبية 
إنت عارف كويس إنه مش بيهزر وإنه عاوز يتجوز روان !
راقب إنفعالاتها بدون إبداء أن تأثير فزاد هذا من حنقها منه وهدرت وهي تصرخ فيه 
ده انت المفروض أكتر واحد تكون حاسس باللي اتظلم جاي دلوقتي تظلم أخويا وأختك !
قبض مالك فجأة على يدها التي تهدده بها وضغط عليها بأصابعه بقوة فإرتجف جسدها من تلك الحركة المباغتة .. وتوترت نظراتها المحتدة ..
مال مالك بجسده للأمام ورمقها بنظرات ذات مغزى وهو يقول بهدوء 
بلاش الحركة دي !
ابتلعت ريقها بتوجس وهي تستشعر الټهديد الخفي في نبرته الثابتة وحاولت سحب يدها من بين أصابعه لكنه لم يتركها فهتفت بنبرة حادة لكنها مرتعدة 
سيب .. سيب ايدي !
تلوت بها محاولة تحريرها لكنها رفض تركها .. وابتسم بغرور واثق وهو يرسل لها رسالة ضمنية أنه متحكم بها قادر عليها ..
حدقت هي فيه بتخوف وإنهار قدر كبير من ڠضبها بسبب تأثيره الطاغي عليها وتابعت بقلق ظهر في نبرتها 
بأقولك سيب ايدي !
أرخى أصابعه عنها وابتسم بتباهي وهو يقول لها 
إنتي شايفة إن أنا عملت كده عشان أنتقم منك 
ردت عليه بحدة 
ايوه !
أرجع مالك ظهره للخلف ونظر لها مطولا قبل أن يردف قائلا بغموض 
طب وليه مش عشان أنتقم من اللي عمله أخوكي فيا زمان وأخليه يجرب شوية من اللي شوفته على ايده !
رفعت حاجبيها للأعلى وانقبض قلبها بتخوف وهتفت بنزق وهي تنهض من مكانها 
يعني إنت .. ناوي آآ..
بدت الكلمات تخرج من شفتيها بصعوبة وهي تتخيل تكرار الماضي بما فيه من قسۏة ومعاناة مع أخيها وروان ..
شحب لون وجهها وزاغت أنظارها وهي تستعيد شريط ما حدث ..
رأي مالك في نظراتها وتعابيرها المصډومة ما جعله يتراجع سريعا عن زعمه بالإنتقام من أخيها ..
نهض عن مقعده ودار حول مكتبه ليقف قبالتها ثم أردف قائلا بإبتسامة هادئة 
مع إن أخوكي يستاهل يدوق الغلب اللي أنا شوفته بس آآ..
توقف عن إتمام جملته حينما رأى العبرات تترقرق في عيني إيثار ..
قفز قلبه في قدميه هلعا ومد يديه ليمسك بكفيها وهو يقول بتوجس 
إيثار مټخافيش ! أنا مش زيه والله أنا بس كنت عاوزه يتربى ويعرف إن الظلم وحش صدقيني أنا عمري ما كنت قاسې أنا يمكن كنت بأدعي ده بس والله أنا مش كده أنا بأحبك ! سمعاني بأحبك !
وكأنها كانت في عالم أخر غير منصتة لما يقوله ولا إعترافه المتكرر بحبها ..
هزها بقوة لتنتبه لها وتابع قائلا بنبرة متيمة وهي معلق أنظاره بعينيها 
أنا بأحبك يا إيثار بأحبك !
أفاقت من شرودها المؤقت على صوت كلماته ونظرت مباشرة في عينيه ..
تلك الأعين التي طالما تأخذها في عالم أخر .. 
عالم تمنت أن تعشه وأن تظل عالقة به للأبد ..
ابتسم لها وجذبها من كفيه إليه وهمس لها بحرارة ألهبت وجنتيها وأعادت الدموية في وجهها 
لو كنت أعرف إن خناقتي مع عمرو هاتجيبك لحد عندي كنت عملت ده من زمان
انتفضت إيثار بتوتر كبير من تأثير كلماته الخطېر عليها .. 
وأدركت أنها محاصرة منه ..فحاولت التملص من يديه المحكمتين حول معصميها وهتفت بإرتباك ملحوظ استلذه بشدة 
آآ.. ابعد عني س.. سيبني أمشي من هنا
هز رأسه نافيا بثقة ورد عليها بنبرة أكيدة 
لأ يا إيثار مش هاسيبك إنتي ليا .. وهتتجوزيني !
تسارعت دقات قلبها من سحره اللا محدود عليها وتلاحقت أنفاسها نوعا ما ونهج صدرها صعودا وهبوطا من فرط التوتر..
ابتسم لإحساسه بشعورها يتسرب إليه ..
لم يستطع تمالك نفسه وجذبها إلى صدره ليضمها ..
قاومته لكنها لم تصمد سوى لثوان معدودة ..
احتضنها بذراعيه وهمس لها بتنهيدة عاشق 
بأحبك يا إيثار !
استندت بكفيها على صدره وحاولت ضربه لكنها كانت حبيسة ذراعيه وهتفت بكبرياء 
وأنا بأكرهك بأكرهك !
ابتسم بغرور وهو يرد عليها 
مش مصدقك كل حتة فيكي بتقول العكس إنتي بتحبيني بس بتكابري إنتي عاوزاني زي ما أنا عاوزك !
استشعر ارتجافة بدنها وهي في أحضانه فأرخى قبضتيه قليلا لينظر إلى وجهها ..
هو حقا يستمتع برؤية تأثير حبه عليها ..
حدق فيها عينيها وتابع بصوت هامس 
ثقي بس فيا وإديني فرصة أكون جمبك
هزت رأسها رافضة وهي تجيبه بتلعثم 
لأ .. ابعد عني !
أرخى ذراعه عن خصرها ورفعه ليمسك بطرف ذقنها برقة ثم قرب وجهها إليه وهمس لها بأنفاس تشتاق لتذوق طعم الحب معها 
إيثار .. أنا آآ...
شعرت بحرارة أشواقها على وجنتيها خاصة أن المسافات بينهما صارت قصيرة للغاية ..
تسلطت
تم نسخ الرابط