روايه حزينه الفصول من السابع وعشرون ل الثاني والثلاثون بقلم الكاتبة الجليله
المحتويات
أن تكون گظل له إينما كان ..
قبضت على شفتيها وهي تنطق برفض
بس أنا مش حابة أشتغل بالشهادة بتاعتي ومكملة في شغلي اللي اخترته بإرادتي وآآ...
اقترب مالك بجسده منها لتتقلص المسافات وهمس لها بصوت رخيم
ومين قالك هتسيبي شغلك مع ريفان
وبهدوء مثير للأعصاب نهض عن مقعده وتحرك صوبها ثم انحنى على مقعدها مستندا على ذراعيه ليحاصرها بقربه المربك فتراجعت برأسها للخلف
اشتعلت وجنتيها خجلا .. وارتبكت أنفاسها .. وحاولت البحث عن كلمات ترد بها عليه فابتسم بهدوء ليقاطعها
انتي هتكوني هنا وهناك يعني super women ياإيثار !
زادت ابتسامته اتساعا وغمز لها .. فحدقت فيه بذهول ورمشت بعينيها لعدة مرات بتوتر بائن عليها ..
أضاف مالك قائلا وهو يهز رأسه بخفة مؤكدا حديثه
ثم مد إصبعه لېلمس طرف أنفها مداعبا إياها فدفعت كفه برفق وهي تقول بتشتت
طب.. أبعد أنا مش بأحب كده !
أراد مالك أن يعبث معها أكثر فقد أثاره وحمسه بشدة رؤيته لإرتباكها فنطق بنبرة متسلية
دنا أكثر منها لېهدد صمودها أمامه فأسرعت بتغطية وجهها بكفيها بحياء جلي منه وهتفت بصوت شبه مكتوم
مش هوافق على عرضك!
رفع حاجبه في إعجاب بها و اعتدل في وقفته ثم دس يديه في جيبي بنطاله وطالعها بعشق وهو يردف بجدية
يبقى متفقين
انتظرت حتى تراجع للخلف فنهضت عن المقعد وكادت تركض من أمامه لتفر منه .. بل لتفر من نفسها الضعيفة التي ترفع رايات الاستسلام أمامه ولكنه استوقفها بعبارته التي أثارت خۏفها
استدارت ناحيته وعبست ملامحها من جديد لشعورها بالضيق من تملكه لزمام الأمور والسيطرة عليها بصورة انتهازية وهتفت بنبرة شبه محتدة
و ايه كمان!!
تغيرت ملامح مالك في لمح البصر من تعابير العاشق إلى الباغض والكاره ثم أجابها بتجهم وقد قست نظراته
أخوكي ميعرفش اني موافق يعني هيفضل على ناره !!
س حرام كدة و..آآ..
قاطعها مالك بقسۏة واضحة كنتيجة طبيعية لإنعكاس الماضي على حالهما
لو نسيتي وغفرتي انا لسه منسيتش ومش هنسى ولو عارضتيني ياإيثار أو حاولتي تبلغيه إني ممكن أوافق انا.....آآ
عقدت ساعديها معا وحدقت فيه بنظرات مغلولة وانتظرت منه متابعة باقي تهديده
تنهد مالك بعمق وطرد زفيره وهو يقول
من فضلك متعمليش كده !
رمقته بنظرات أخيرة حادة ثم أرخت ساعديها واستدارت فتحرك مسرعا قبالتها ومد ذراعه ليكون حائلا في طريقها ثم همس بثقة
هستناكي بكرة الصبح هنا هتيجي تلاقي مكتبك جاهز !
ردت عليه إيثار وهي تحرك عينيها يمينا ويسارا هربا من مجابهته
هفكر في عرضك
رد عليها مالك وقد تلوى ثغره ببسمة
هتيجي
كان متيقنا من تأثيره القوي عليها .. بل يكاد يجزم أنه يستمع لدقات قلبها المتلاحقة في صدرها ..
وجهت نظراتها المتعجبة له من تلك الثقة الزائدة بنفسه .. ولما لا وهو أعلم الناس بها.
ثم أسبلت عينيها للأسفل وهي تتابع قائلة بإيجاز
ان شاء الله
تجاوزت ذراعه سريعا وخطت بعجالة نحو باب الحجرة لتتركها ولكنها سمعت صوته يأتي من خلفها محملا بالهيام
مبسوط عشان شوفتك النهاردة
ابتسمت وهي توليه ظهرها وأكملت سيرها للخارج ..
لتترك حجرة المكتب ..
شعور بالسعادة يغمر قلبها وكأن القدر يحدثها بأن أوقات الفرح قد حانت ولكن عليها فتح ذراعيها لتحتضن هذه السعادة بين ذراعيها كي لا تفر منها ..
هي تذوقت من العڈاب قدرا ليس بالهين ورأت منه الألوان التي جعلتها تيأس من كل شيء..
ولكنها عقدت العزم ألا تجعل أيامها الحزينة المكدسة بالذكريات المؤلمة جدارا بينها وبين السعادة التي تنتظرها بل ستمضي تاركة خلفها كل ذلك لتعيش أياما أخرى وردية.
...................................................................
تناول عمرو لقيمات صغيرة موهما نفسه بأنه سيكون بخير ولكنه لم يستطع فعل ذلك ..
نهض عن طاولة الطعام دون أن ينبس كلمة واحدة وفضل المكوث في حجرته والإختلاء بنفسه في ظلماتها..
حركت تحية رأسها مستنكرة حال ابنها وتنهدت بإشفاق وحزن عليه ..
تركت الملعقة من يديها وهي تردف بإحباط
لا حول ولا قوة الا بالله محدش من عيالي مكتوبله نصيب عدل في الحب!
نظرت إيثار إلى والدتها بضيق فقد استشعرت من كلماتها اليائسة والتي ضړبتها هي في مقټل دون قصد منها .. وردت عليها بحذر
ان شاء الله كل حاجة تتعدل ياماما
ردت
متابعة القراءة