روايه حزينه الفصول من السابع وعشرون ل الثاني والثلاثون بقلم الكاتبة الجليله
المحتويات
عليها تحية وهي تهز رأسها بتحسر
مش باين! أخوها عايز ينتقم لأيام زمان .. واللي حصل أمبارح بيتعاد تاني دلوقتي !!!
فكرت إيثار للحظة في إبلاغ والدتها بما ينتوي عليه مالك ولكنها عدلت عن تلك الفكرة للحفاظ على السر الذي أئتمنها عليه ..
بالكاد لن تحافظ أمها على هذا السر إن عرفته وهي ترى عذاب فلذة كبدها أمامها .. لذلك أثرت إيثار الصمت وفضلت عدم التحدث لشقيقها أو تبادل الحديث معه ..
قضت الليل في غرفتها أغلقت الأنوار واكتفت ببصيص الضوء النابع من القمر المضيء بالسماء..
استعادت في ذاكرتها ملامحه حينما رأها تلج لغرفة المكتب و كيف كان ينظر إليها ببرود أثارها نحوه .. فعبست ملامحها على تعمده استفزازها .. فتلوت بشفتيها بسخط وهي تقول
تنهدت بعمق حتى اقتحم مخيلتها مشهد محاصرته لها والتقاطه لعبراتها قبل أن تنسال من بين أهدابها لتلمس وجنتيها فاحتلت البسمة المشرقة ثغرها وهي تتخيل طيفه أمامها ..
هي تشعر بالبهجة تختلجها وتتسرب إلى خلاياها في حضوره فقط حتى وإن كانت تتظاهر بعكس ذلك.
أحبه نعم أحبه
يحدثني بأنفاسه عن شوقه لي ..
ابتسامتي وضحكتي
وحتى ضعفي وظهور غمازتي
هو المتيم بي والعاشق لتفاصيلي
وإن ظهر العناد على جبهتي
واعتلى الشموخ طرف أنفي ..
لن أفلح في التعبير عن عدم حبي له
وكأن عشقه گكرات الډم في وريدي
هكذا حدثت نفسها وهي تأمل في مستقبل جديد معه .. نهايته تسطرها هي بيدها وبقلم حبره من سائل ډمها المشبع بعشقه ..
لقد اشتاقت للحديث معه كحبيبين .. وربما سيكون هذا الشوق بريق أمل ليحقق حلما غنيا لها ......................
................................................................
وبقي منها حطام أنثى
الفصل الحادي والثلاثون الجزء الثاني
احتارت في تحديد وجهتها اليوم .. وتساءلت مع نفسها عن أي مكان ستبدأ منه ..
هل ستذهب لمقر شركته أم تتابع عملها مع صغيرته ريفان !
ارتدت ثيابها وتأنقت بثوب جديد يتناسب مع حلول فصل الشتاء بهواءه الرطب ..
مدام إيثار!
توقفت بتوجس وتراجعت للوراء خطوتين لتحافظ على وجود مسافة معقولة بينهما ثم حدجته بحدة لسلوكه المباغت وهتفت متساءلة بنبرة قاتمة
مين حضرتك!
احنى رأسه وهو يبادلها الحوار قائلا بجدية
انا سواق مالك بيه! جاي أخد حضرتك للشركة
ثم أشار بيده نحو السيارة فالتفتت برأسها حيث أشار ووجدت سيارته بالفعل تنتظرها أمام مدخل البناية ..
تخللها شعور مطمئن بعد أن توجست خيفة منه ..
هزت رأسها بهدوء وهي تتابع مرددة
طيب
قام السائق بفتح باب السيارة الخلفي لها فاستلقت في مكانها وفكرت بتعمق ..
كان يومها سيبدأ بالذهاب إلى الصغيرة ريفان أولا ثم بعد ذلك تخطط لما ستفعله .. ولكنه فاق توقعاتها گعادته .. ظلت تنظر للطريق أمامها بترقب حتى أدركت قرب وصولها لمقر الشركة فشعرت ببعض التوتر .
جاهدت للتخفيف من ذلك الإحساس الذي يثير معدتها بالإضطراب وتنفست بإنتظام لضبط انفعالاته المتوترة ..
وما إن أوقف السيارة حتى ترجلت منها وكادت تتخطى حدود المقر ولكن أوقفها السائق قائلا
ثانية واحدة !
ثم استبقها بخطواته فتبعته هي حتى وصل بها لمكتب الإستقبال بالشركة ..
وقف خلف الحائل الزجاجي وهتف فجأة بجدية وبنبرة شبه مرتفعة
الأستاذة إيثار وصلت
تحركت موظفة الاستقبال من مقعدها والتفتت بجسدها لتكون في مواجهتها وابتسمت بهدوء وهي تقول
أهلا بحضرتك .. مكتبك جاهز فوق ومالك بيه شدد عليا أوصلك لفوق بنفسي !
ردت عليها إيثار بهدوء
شكرا ..
شعرت هي ببعض المبالغة في الأمر مما أثار ريبتها ولكنها تغاضت عن ذلك ولم تلق له بالا ..
استبقتها الموظفة وتبعتها هي بخطاها حتى استقلا المصعد ظلت تفكر فيما يقوم مالك بتحضيره والتخطيط له ..
عجزت عن تخمين أفعاله .. وأجبرت نفسها على عدم التفكير في ذلك ..
توقف المصعد ومدت لها الموظفة يدها وهي تقول برسمية زائدة
اتفضلي على أول أوضة في الطرقة يمين
شكرا !
قالتها إيثار بامتنان ثم تقدمت بقدميها وهي تتفحص المكان بعينيها .. ففي المرة السابقة لم تستطع رؤيته بوضوح ..
كان صرحا مميزا بحق .. تظهر عليه علامات الرقي والحداثة ..
ابتسمت بنعومة واعتقدت أنها وصلت للحجرة المنشودة ..
التقطت أنفاسها وكبحتها بداخلها وهي تضع يدها على المقبض ثم زفرته بتمهل وهي تديره.
ولجت لداخل الحجرة لتنبهر بترتيبها المتناسق وببراعة الديكور الخاص بها ..
خطت بقدم مترددة لتقع عيناها مصادفة على باقة من ورود البنفسج موضوعة أعلى سطح المكتب ..
فغرت فمها بإعجاب ثم دنت منها وهي تظن أن تلك عادة
متابعة القراءة