روايه حزينه الفصول من السابع وعشرون ل الثاني والثلاثون بقلم الكاتبة الجليله
المحتويات
صدره وهو يقول بصوت هامس
اوعي ټعيطي يا ميسرة النهاردة ليلة فرح !
ردت عليه بنبرة شبه باكية وهي تكبح عبراتها من الإنهمار
كان نفسي رشاد يكون عايش عشان يشوف بنته وآآ...
قاطعها ابراهيم قائلا بهدوء
دي بنتنا احنا والنهاردة فرحتنا بيها فماتبوظيهاش بعياطك !
هزت رأسها بإيماءة خفيفة وهي تقول
حاضر !
جلست سارة إلى جوار والديها وهي تتحسر على حالها البائس ...
هي لم تكن تحمل يوما نوايا طيبة لأقاربها .. وسعت في تخريب حياة ابنة عمها فنالت جزائها .. واليوم هي هنا تشهد على زيجة جديدة بنيت على أساس طيب ..
تنهدت بإستياء واستندت بوجهها على مرفقها ..
نظرت لها إيمان بإشفاق وتمتمت بضجر
ردت عليها سارة بإحباط
يعني لو ضحكت هاتتعدل
هتف فيهما مدحت بنفاذ صبر
اسكتوا انتو الاتنين ومش عاوز كلام في أي حاجة
ردت عليه إيمان على مضض
طيب
............................................
توالت فقرات الحفل تباعا حتى انتهى العروسين من تقطيع قالب الحلوى ذي الأدوار المتعددة .. فهتف منسق الحفل قائلا في الميكروفون
وبالفعل تسابقت صديقات ورفيقات روان في الوقوف خلفها استعدادا لتلقي باقة الورد المميزة التي تعلن ضمنيا عمن سيأتي عليها الدور في الإرتباط ..
وقفت إيثار بجوار كوشة العروسين تنظر إلى المشهد بنظرات متأملة .. لكن لم يطرأ ببالها أن تشير روان بيدها لمنسق الحفل لتطلب منه الميكروفون ..
هي ناوية على ايه المچنونة دي
أمسكت روان بالميكروفون والتفتت برأسها ناحية رفيقتها الوحيدة وصاحت بنبرة جادة
سامحوني يا بنات أنا مش هاقدر أدي بوكيه الورد ده لحد فيكم !
حدقت الفتيات لبعضهن البعض بنظرات غريبة ومتعجبة بينما تابعت روان بنبرة ممتنة
شهقت إيثار مصډومة حينما سمعت اسمها يتردد في المكان ..
ووضعت يدها على فمها في ذهول عجيب ..
قام منسق القاعة بتسليط الأضواء عليها فقط بعد أن أخفض الإضاءات الأخرى لتصبح هي وحدها محور الإهتمام ..
اقتربت منها روان بخطوات حذرة ونظرت إليها بود وهي تكمل بنبرة تحمل العرفان والجميل
هنا تدخل مالك في الحوار وطلب من شقيقته بهدوء
ممكن أكمل أنا !
ناولته روان الميكروفون ليلتفت هو بجسده ناحية حبيبته وتأملها بنظرات عاشقة وأردف قائلا بنبرة آسرة
إيثار .. !
ارتعش جسدها على إثر صوته وضمت كفيها معا لتفركهما بتوتر وتعلقت أنظارها بعينيه العاشقتين ..
أكمل مالك قائلا بنبرة متيمة
وقف هو على بعد خطوات معدودة منها وحدق فيها بثبات ثم همس لها بتنهيدة حارة
إيثار أنا محبتش حد إلا انتي !
وضع يده على قلبه ليشير إليه وأسبل عيناه وهو يتابع بصدق
قلبي ده عمره ما دق إلا ليكي وبس .. !
زادت نبرته رخامة وهو يضيف بصوت خاڤت
الظروف أجبرتنا على البعاد وفرقتنا خليت كل واحد فينا يشوف أوحش ما في الدنيا !
تسارعت دقات قلبها وهي تراه يقف قبالتها ..
مد يده ليمسك بكفها ثم أطبق عليه وتابع بنبرة رومانسية
بس النهاردة أنا مش هاقدر اسيبك تبعدني عني نفسي تكون معايا على طول للأبد تكوني أم عيالي وكل حاجة في حياتي .. بأحبك يا عمري اللي جاي كله !
جثى مالك على ركبته أمامها فخفق قلبها أكثر واستطاع أن يرى توترها الرهيب فابتسم لها ابتسامة مغرية وتساءل بصوت جاد وثابت وهو ينظر مباشرة في عينيها
إيثار رحيم عبد التواب تقبلي تتجوزيني وتكوني مراتي وشريكة حياتي قدام الناس دي كلها
استطاعت أذنيها أن تلتقط شهقات الفتيات المصدومات من ذلك المشهد الرومانسي المثير ..
بدأ فمها في الإلتواء ليتشكل عليه بسمة رقيقة وهي تجيبه بصوت هامس ومرتبك
أنا ..آآ...
قاطعها قائلا بإصرار محب عاشق
تتجوزيني يا إيثار أنا مش هاسيبك تبعدي عني تاني !
لم تجبه بل أومأت برأسها بإيماءة خفيفة فنهض على إثرها من مكانه وجذبها من كفها إلى حضنه ليحتضنها بشغف كبير ..
تعالت التصفيقات والصافرات وتهليلات الحاضرين في القاعة .. وامتزجت مع أغاني الأفراح المهنئة ..
لم تصدق تحية ما حدث وانطلقت منها دفعة لا متناهية من الزغاريد السعيدة لفرحة ابنتها التي ستكتمل اليوم مع حبيبها الوحيد ...
بعد مرور عدة أيام وفي تلك الحديقة الأنيقة المخصصة لحفلات العرس النهارية كانت إيثار توقع بسعادة على ميثاق الزواج ليعلن بعدها المأذون اكتمال المراسم الرسمية لتلك الزيجة الميمونة ..
أمطرتها روان بقطع الزهور الصغيرة فوق رأسها وهي تقفز بفرح في مكانها ..
مال عليها عمرو قائلا بعبوس
اهدي شوية مش كده يا روني
ردت
متابعة القراءة