روايه حزينه الفصول من السابع وعشرون ل الثاني والثلاثون بقلم الكاتبة الجليله

موقع أيام نيوز

مبادلتها تلك المشاعر بصدق ..
مازال طيف الماضي يسيطر عليه ..
ومازالت بقايا عشقها له تتخلل جسده المنهك ..
بذلت لانا قصاري جهدها لتملأ حياته العاطفية لتعوضه عما يعانيه .. ولكنها لم تصل أبدا معه لدرجة الكمال ..
دائما تشعر بوجود تلك الفجوة بينهما حتى وإن كان معها بجسده فقلبه معها .. صاحبة الصورة المنبعجة .. تلك التي يحدق بها في الساعات المتأخرة من الليل ..
تلك التي تراه يبكي في صمت 
ألتلك الدرجة كان يعشقها فلم يستطع أن ير حبها له 
تحملت من أجله وبكت حزنا حينما كانت تختلي بنفسها ..
ألا يرق قلبه لها يوما  
هو كان لطيفا مهذبا يعاملها برفق وحنية لكنها لم تشعر بدفء مشاعره ..
أرادت أن توطد وتعمق حبهما بشيء أخر..
أن تعطيه ما ينسيه آلام الماضي .. فقررت أن تخاطر بحياتها وتجازف بالحمل ..
لقد حذرها الطبيب مسبقا بعدم التسرع في مسألة الحمل لخطورته على صحتها ولكنها لم تهتم .. هي كانت تسعى لإرضائه والشعور بحبه الصادق إليها فقط ولو للحظات ...
..................................
كان يجلس شاردا في مكتبه و ممسكا بصورتها ..
وجوم وعبوس يسيطر عليه حينما يتذكر خيانتها له هو أحبها بكيانه وهي تخلت عنه ..
رأته لانا على حالته تلك فاعتصر قلبها آلما وتملكها شعورا بالقهر والعجز .. لكنها حافظت على ثابتها وأخفت ببراعة حزنها ورسمت ابتسامة سعيدة على ثغرها ثم هتفت بمرح 
حبيبي مالك
انتبه لوجودها فأخفى سريعا الصورة في درج مكتبه ثم استدار برأسه ناحيتها ورد بصوت شبه متحشرج 
لانا !
اقتربت منه وهي تقول بنبرة رقيقة 
عندي لك خبرا سيسعدك
نهض عن مقعده وحدق بها بثبات وسألها بجدية 
ما هو 
ابتسمت قائلة بعبث 
خمن !
مط فمه ليجيبها بإبتسامة مهذبة 
مممم.. هل ربحنا الصفقة الأخيرة 
هزت رأسها نافية وهي تقول معترضة 
لا
سألها مجددا بمرح 
هل سنأخذ عطلة 
لكزته في كتفه برقة وهي تعاتبه 
اوه كسول !
حاوطها من خصرها بذراعيه وتنهد بتعب وهو يردد 
لقد فشلت هيا أخبريني حبيبتي !
أمسكت بكف يده الذي يحاوطها فاستسلم لمسكتها ووضعته على وجنتها لتشعر بملمسه الجاف على بشرتها الناعمة ثم أغمضت عيناها لتستمع بإحساسها المرهف ..
طالعها بنظرات غريبة وسألها متوجسا 
ما الأمر لانا 

فغر فمه مصډوما وشعر بيده موضوعة على بطنها فحدق فيها بذهول ثم رفع بصره لينظر نحوها بعدم تصديق ..
تابعت قائلة بنظرات دامعة 
أنا حامل منك !
تنهد بعمق وتلاحقت أنفاسه بعدم تصديق .. وتحولت قسماته الحزينة إلى تعابير مهللة فرحة .. وهتف پصدمة سعيدة 
أنا أب لا يمكن أنا سأكون أبا !
رأت في عينيه فرحته الحقيقية فأيقنت أنها قد وصلت إلى مبتغاها حتى لو كان المقابل .. حياتها ..
.................................
مرت عليها أشهر الحمل بصعوبة بالغة .. كانت ټموت كل يوم من فرط الآلم .. لكنه لا يقارن بآلم قلبها ..
رأت اهتمامه بها خوفه عليها لكنها لم تشعر بعد بحبه الكامل لها ..
هناك ذلك الحاجز الخفي بينهما ..
ذلك الشيء الذي يحول دون إتمام سعادتها ..
أبلغه الطبيب بخطۏرة حملها وصعوبته في الأشهر الأخيرة وربما تأثيره على حياتها خاصة أنها مريضة بالسكري .. فشعر مالك بالذنب الشديد ..
هو دفعها لهذا .. هي يئست من الحصول على حبه وفعلت ما استطاعت لتناله ..
تقرب إليها كثيرا واجتهد ليعوضها عما فات ..
أراد أن يشعرها بأنها تمثل دنيته الجديدة .. وأنه سيظل دوما معها يمنحها كل ما تريد مثلما منحته هي ذلك الجنين الغالي 
....................................
حانت لحظة ميلاد صغيرتها فمنذ أن علمت بأنها ستنجب فتاة وهي تتمنى أن تكون شبيهة لأبيها الذي تعشقه حد الجنون ..
تنهدت في إرتياح لأنها أخيرا قد حظت على اهتمامه الكامل ولم يعد يشرد في صاحبة الصورة ..
بل كان مرافقا لها ملازما لها في كل الأوقات يشاركها أدق التفاصيل ..
ومع ذلك كانت تشعر أن سعادتها مؤقتة .. لن تدوم ..
قلبها ينبؤها بهذا ..
وقبل أن تلج إلى غرفة العمليات طلبت منه أن تتحدث إليه على انفراد ..
تعجب من طلبها فهو دائما معها ..
لكنها أرادت تلك المرة أن تكون صادقة معه ومع نفسها ..

نظرت له بحزن وهي تقول بصوت يحمل الإنكسار 
مالك أنا أعلم أنك لم تحبني حقا
مسح بيده على وجهها وهو يقول بنبرة معاتبة لكن قلبه كان يخفق بتوجس شديد .. فهي قد تعلم ما جاهد لإخفائه 
لماذا تقولين هذا أنا آآ...
قاطعته قائلا برجاء هامس 
دعني أكمل من فضلك
صمت رغما عنه فتابعت مشفقة على حالها 
قلبك ليس ملكك وأنت كنت ومازلت تحبها هي حقا كانت محظوظة بك !
ترقرقت العبرات في مقلتيها وهي تقول بصوت خفيض 
هي شبح الماضي وأنا
تم نسخ الرابط