روايه مكتمله الفصل الثاني والثلاثون بقلم الكاتبة منال محمد سالم
المحتويات
إلى عينيه المتيمة بها .. فتبتسم بسعادة وتطمئن عليه وتشد من أزره وتشجعه على الصمود أمام عناد أخيها ...
وهو يستمد من دعمها الطاقة الإيجابية التي تعينه على المقاومة وتدفعه إلى عدم اليأس والسعي لفعل المزيد من اجلها هي ...
همس لها بتنهيدة والهة
وحشتيني
ردت عليه روان بنعومة هامسة
وانت كمان !
تابع قائلا بصوت خفيض متمنيا
ردت عليه بتضرع
يا رب .. معلش يا حبيبي هو بس دماغه ناشفة شويتين لكن آآ....
قاطعها قائلا بتحمس
انتي بتقولي ايه !!
إنتابها القلق من تبدل حاله وتحول نظراته للجدية الشديدة حتى بات يخترقها بعينيه المحدقتين بها بثبات عجيب فازدردت ريقها وهمست بتوجس
أنا بأقولك إن مالك آآ....
ﻷ مش دي اللي بعدها !
توردت وجنتيها بحمرة هائلة .. وارتبكت أكثر من تلميحه الغير معلن .. وعضت على شفتها السفلى بخجل بائن للعيان ...
تنهد متأثرها من حيائها و أردف قائلا بصوت آجش
نفسي أسمعك بتقوليهالي تاني !
أسبلت عينيها وهمست بتلعثم
أنا داخلة قبل ما حد يشوفنا
لأ ماتمشيش استني بس
رفعت رأسها للأعلى لتنظر إليه مرة أخيرة قبل أن تهمس له بصوت رقيق التقطته أذنيه ببراعة
سلام يا ... يا حبيبي !
وما إن قالتها حتى ركضت بخطوات متعجلة لتختفي من أمام أنظاره العاشقة لها ...
تشكل على ثغر عمرو إبتسامة فرحة وهو يرى بنفسه انعكاس الحب عليها ..
....................................
شجعت إيثار أخيها على محاربة أي عوائق تحول دون ارتباطه الرسمي بمن أحبها ..
ولم يتردد عمرو في تكرار المحاولة ومقابلة مالك مجددا حتى لو تعامل معه بفظاظة وجفاء فروان تستحق المقاتلة من أجلها ..
تمنى لو كان مثلها يملك قلبا حنونا متسامحا منذ البداية وقادرا على الصفح والغفران .
ود لو عاد به الزمن للوراء ليعدل عن قراره المتعنت بحرمانها من حبيبها ويجني عليها بزوج لا يعرف إلا غرائزه الحيوانية فقط ..
هو ندم وتاب .. وأخلص في سعيه الجاد نحو علاقة جادة شرعية ..
شعرت إيثار بالفخر من تصرفات عمرو الأخيرة وطموحه التي لا تنتهي .. فقد تبدل للأفضل .. وصمد أمام تحديات مالك المتشددة .. حتى حانت لحظة المواجهة من جديد ..
..
وتلك المرة عرض بوضوح خطته المستقبلية للزواج بروان وما استطاع تنفيذه من خطوات جادة ..
رتبت هي لذلك اللقاء المرتقب في مكان عام كي تضمن عدم حدوث مشادات كلامية أو تطاولات يدوية إن أنفلت الأعصاب واحتدت المناقشات ..
جلس عمرو في المطعم الفاخر متأنقا ومترقبا بحذر وصول مالك إليه ..
وبالفعل في ميعاده المحدد كان يلج إلى المطعم وعيناه الحادتين تبحثان عنه ..
رأه من على بعد فنهض عن مقعده وتأهب لمصافحته ..
وتلك المرة مد مالك له يده ليصافحه في بادرة ودية مطمئنة ..
جلس الاثنان قبالة بعضهما البعض وانتظرا حتى وضع النادل المشروبات الساخنة وانصرف فاستطرد عمرو حديثه متساءلا بهدوء
اخبارك ايه
رد عليه مالك بإيجاز دون أن تتبدل ملامحه الجامدة
تمام
تنحنح عمرو بخشونة قبل أن يتابع حديثه بجدية
قبل ما تقول أي حاجة أنا عاوز اعتذرلك عن أي أذية اتسببت فيها ليك زمان !
انتبه له مالك وحدق فيه بثبات .. بينما تابع عمرو بنبرة زرينة
أنا محقوقلك يا مالك وآآ..
أطرق رأسه خجلا وصمت للحظة
متابعة القراءة