روايه مكتمله الفصل الثاني والثلاثون بقلم الكاتبة منال محمد سالم

موقع أيام نيوز

ركبته أمامها فخفق قلبها أكثر واستطاع أن يرى توترها الرهيب فابتسم لها ابتسامة مغرية وتساءل بصوت جاد وثابت وهو ينظر مباشرة في عينيها 
إيثار رحيم عبد التواب تقبلي تتجوزيني وتكوني مراتي وشريكة حياتي قدام الناس دي كلها 
استطاعت أذنيها أن تلتقط شهقات الفتيات المصدومات من ذلك المشهد الرومانسي المثير .. 
بدأ فمها في الإلتواء ليتشكل عليه بسمة رقيقة وهي تجيبه بصوت هامس ومرتبك 
أنا ..آآ...
قاطعها قائلا بإصرار محب عاشق 
تتجوزيني يا إيثار أنا مش هاسيبك تبعدي عني تاني !
لم تجبه بل أومأت برأسها بإيماءة خفيفة فنهض على إثرها من مكانه وجذبها من كفها إلى حضنه ليحتضنها بشغف كبير ..
تعالت التصفيقات والصافرات وتهليلات الحاضرين في القاعة .. وامتزجت مع أغاني الأفراح المهنئة ..
لم تصدق تحية ما حدث وانطلقت منها دفعة لا متناهية من الزغاريد السعيدة لفرحة ابنتها التي ستكتمل اليوم مع حبيبها الوحيد ...
.........................................
بعد مرور عدة أيام وفي تلك الحديقة الأنيقة المخصصة لحفلات العرس النهارية كانت إيثار توقع بسعادة على ميثاق الزواج ليعلن بعدها المأذون اكتمال المراسم الرسمية لتلك الزيجة الميمونة ..
أمطرتها روان بقطع الزهور الصغيرة فوق رأسها وهي تقفز بفرح في مكانها ..
مال عليها عمرو قائلا بعبوس 
اهدي شوية مش كده يا روني
ردت عليه بمرح وهي ترمش بعينيها
فرحانة أوي يا عمرو مش مصدقة أخيرا ربنا جمعهم مع بعض
قال عمرو مبتسما وهو يغمز لها 
الحمدلله عقبالنا احنا كمان !
ردت عليه محتجة وهي تشير بيدها 
لسه بدري أما أخلص دراسة وآآآ....
قاطعها قائلا بجدية 
وأنا مش هاصبر كل ده أخلص بس اللي ناقص في الشقة وبعد كده هاعجل بجوازنا يا حبيبتي !
ابتسمت روان له بخجل ولم تقل المزيد .. فقد كانت هي الأخرى تحترق شوقا لتكون إلى جواره تحت سقف منزلهما ...
نهض مالك عن مقعده واتجه إلى زوجته إيثار وأمسك بكفها ليقبله ثم جذبها منه لتنهض وهو يقول بجدية 
تعالي يا حبيبتي معايا
نظرت له إيثار بإندهاش واعترضت على ما يفعله 
استنى يا مالك احنا رايحين فين بس وسايبين الفرح 
رد عليها بعدم اهتمام بما يظنه المتواجدين من حولهما 
هاتعرفي الوقتي
سحبها ورائه بعيدا عن الحاضرين فضحكوا على ما يفعله مالك بعروسة وصفقوا لهما ... فخجلت هي من تصرفه الطائش وهتفت بحرج 
يا مالك مش ينفع اللي بتعمله ده
رد عليها بعدم إكتراث 
محدش ليه حاجة عندي إنتي مراتي وأنا حر
تحركت مجبرة خلفه حتى وصل بها إلى سيارته ففتح لها الباب الأمامي وطلب منها الجلوس فامتثلت لطلبه على مضض فالفضول ېقتلها لمعرفة إلى أين يصطحبها زوجها المچنون ...
استقل السيارة وقادها إلى بقعته المميزة على كورنيش البحر .. 
تلك البقعة التي شهدت مولد حبهما وفراقهما ولحظات تعاستهما ومعاناتهما وانتهت الآن بزواجهما وفرحتهما الأبدية ..
اتسعت حدقتيها في إعجاب كبير حينما رأت كيف زين ذلك المكان وجمله ليليق بها ..
افترشت الرمال بالزهور الوردية والحمراء على الجانبين  
ووضع في المنتصف بساط ابيض لتسير هي عليه كالأميرات ..
إنها تعيش حلما رائعا لا تود الإستيقاظ منه أبدا ..
صف السيارة على الجانب وترجل منها ثم دار حولها ليفتح الباب لملكة قلبه ..
مد ذراعه ليمسك بكفها ليعاونها على الترجل منها .. فابتسمت له بنعومة .. وتحركت معه ..
تأبطت هي في ذراعه ونظر لها بنظرات والهة عاشقة لكل ما فيها وسار سويا للأمام بخطوات هادئة ..
الټفت بجسده ليصبح في مواجهتها ثم احتضن وجهها براحتيه وتلمس بأصابعه موضع غمازتيها وطالع عيناها بشغف كبير ...
شعرت هي بأنفاسه الحارة على

وجهها فزادت من سخونة وجنتيها .. أخيرا هي له .. وأصبحت زوجته ..
سترتاح في النهاية من كل ما عانته وسيسكن قلبها مع من عشقته ..
ابتسم لها مالك بعذوبة ورمقها بنظرات هائمة تنطق بالكثير ..
طال صمتهما وطالت نظراتهما .. فاليوم لا حاجة بهما إلى الحديث .. يكفيهما أن تنطق الأعين والقلوب ..
أرخى مالك يديه عن وجنتيها ليضعهما على خصرها ثم قربها إليه أكثر فرفعت هي ذراعيها للأعلى ولفتهما حول عنقه وتعلقت به ..
امتزجت روحيهما معا .. واشتعلت شرارة الحب من اقترابهما المغري .. 
احنى مالك رأسه على وجهها ليختصر المسافات بينهما لتصبح معډومة وهمس لها بصوت أسرها بخاطرة أخرى أخيرة حفظها وعدل عليها لأجلها 
أجمل ما رأيت بحبنا 
هذا الجنون وكثرة الأخطار 
حينا يغرد في وداعة طفلة 
حينا نراه كمارد جبار 
لا يستريح ولا يريح فدائما 
شمس تلوح وخلفها أمطار 
أحبك وسأحبك دوما 
حبيبتي و معذبتي إيثار ..

تم نسخ الرابط