رواية نوفيلا الفصول من الاول للرابع

موقع أيام نيوز

قدوم رسالة على ماسنجر و الذي قد نسينه مفتوحا.
ابتسمت بفرحة عندما وجدتها من رماح قرأتها بصوت هامس و ببطء و كأنها تتذوق كل كلمة على حدى
كنت جميلة جدا النهارده عارف إنك ممكن متصدقنيش بس مش مهم لإنك قمر في نظري أنا. تصبحي على خير يا زوجة المستقبل.
خطيبك المچنون 
تنهدت بحب فقد بدأت تتعلق مشاعرها برماح و الأمر تخطى قليلا مرحلة الإعجاب.
احتضنت هاتفها و خلدت إلى النوم سريعا و قد كانت رسالته كافية لتستعيد تلك السعادة التي شعرت بها سابقا.
الفصل الرابع
دلفت بخجل إلى داخل المشفى التي يعمل بها رماح في الفترة الصباحية اتجهت إلى مكتب الاستقبال لتجد فتاة تجلس في مكانها خلف المقعد و أمامها فتاتين بثياب التمريض المعروفة يتحدثن همسا لتتقدم إليهن قائلة بخفوت
لوسمحتي عايزه رماح.
ألتفتا الفتاتان إليها ما أن نطقت اسمه مجردا من أي ألقاب و بدأتا يتفحصانها باستهزاء واضح بينما هي تنظر إلى عاملة الاستقبال التي تخبرها بمكانه.
قالت أحداهما بسخرية
و أنت عايزه دكتور رماح ليه!
استطردت الأخرى
و كمان بتقولي اسمه كده!
لم تبالي نسرين بالسخرية المبطنة في لهجتهما و اتجهت إلى المصعد لتصل إلى الغرفة التي اشارت إليها ما أن وصلت هناك حتى وجدت ازدحاما هائلا العديد و العديد من الفتيات ينتظرن ادوارهن فجلست في مكان فارغ تنتظر انتهائه من العمل تأملت ما حولها بنظرات شاردة لتلاحظ إن أغلب الفتيات يلتقطن مرآة صغيرة بين الحين و الآخر للاطمئنان على زينتهن المبالغ بها في ظنها لمجرد موعد مع طبيب التغذية.
لاحظت اعينها بأحراج إنها كانت اكثرهن بدانة و اقبحهن مما دفعها إلى الانزواء في مقعدها و كأنها ترغب في اختراقه تشعر بالدنيوية و هي محاطة بفتيات منهن الجميلات و الرشيقات ممن يجذبن انتباه أي شاب.
دفعها الأمر إلى أن تتسائل بحيرة ما الذي قد يدفع شابا كرماح يرى يوميا من الفتيات أجملهن لا تدرك سببا لاحتياجهن إلى طبيب ليختار في النهاية فتاة مثلها.
تنهدت فهي لن تنتهي أبدا من ترديد هذا السؤال الذي يثير حيرتها دائما و ما تتعجب منه تلك النظرات التي يرمقها بها عندما يظنها غير منتبهه و كأنه يرغب في سبر اغوارها رغم قوله إنه يثق في أن وقوعه في حبها أمر لا مفر منه إلا إنها تثق إن مشاعره لن تدوم فآراء الناس من المؤكد إنها سوف تؤثر عليه.
انتبهت إلى خروجه من الغرفة يودع مريضته لتتأمله نسرين قليلا و تلك الابتسامة اللطيفة على ثغره.
ألتفت عائدا إلى غرفته ليلاحظ وجودها فتبتهج ملامحه و يتقدم إليها يرتسم على ثغره أجمل ابتساماته.
قال بتلك النبرة الحانية التي يستخدمها معها دائما
جيتي أمتى و ليه مقولتيش للممرضة تبلغني!
ردت بخجل تتجنب النظر إلى عينيه الساحرتين
مكنتش عايزه اعطلك.
اتسعت ابتسامته قائلا بنبرة محبة
أنت تعطليني زي ما أنت عايزه.
أخفضت رأسها في خجل لتبرق عينيه بحب و هو يتأمل رأسها المنحني.
قال عندما وجد نفسه قد أطال النظر إليها مما تسبب في خجلها
هبلغهم إني همشي و اجيلك تاني.
أومأت في صمت ثم راقبته و هو يخبر الممرضة بقرار ذهابه تلاحقه نظرات الفتيات المعجبة.
عاد إليها سريعا قائلا بلطف
يلا بينا.
اتجها معا متجاورين إلى الردهة في الأسفل لتلاحظ وجود الفتاتين في مكانهما.
توقفت في مكانها و احرقت العبرات عينيها كأسيد حارق عندما ارتفع صوت أحداهما قائلة بسخرية
يا جماعه حد يشوف ونش علشان يشيل التريله اللي هنا.
قالت الأخرى
يا بنتي و لا مېت ونش هيقدر يشيل الأحجام ديه.
تقدم بخطوات بطيئة تجاههما و التقط الهاتف فوق مكتب الاستقبال يطلب رقما ما.
ما أن رد الطرف الآخر حتى قال بحزم
فيه بنتين من التمريض هيجولك دلوقتي صفي حسابهم و مشيهم من هنا و مش عايز اشوف وشهم تاني.
شحب وجه الفتاتين و أصبح يحاكي لون المۏتى حاولت احداهما التحدث إلا إنه قد رفع كفه أمامها و قال ببرود
كرامة خطيبتي من كرامتي و اللي يخلي دمعة واحده تنزل من عينيها يبقى جنى على نفسه خلاص.
عاد مرة أخرى إلى نسرين التي كانت تراقبه بأعين لامعه مشدوهة بفعل تصرفاته و ما أن التقط كفها يقودها إلى الخارج حتى أصابها الأدراك فجأة إنها ليست معجبة فقط بل هي عاشقة إلى حد النخاع.
ابتسم إليها و قال بمرح حريصا على
تم نسخ الرابط