رواية نوفيلا الفصول من الاول للرابع

موقع أيام نيوز

عينيه عندما صاحت بانفعال
تعرف إيه عني علشان تحكم عليا كده..كنت موجود و أمي بتعايرني بشكلي في كل للحظة شوفت زمايلي لمه كانوا بيتريقوا عليه في ضهري و يعملوا ملايكه قدامي..
استطردت بنبرة باكية
شوفتهم و همه بيسألوني دايما إيه مفيش حاجه جديده علشان عارفين و متأكدين من الرد و إن مفيش واحد عاقل هيفكر في واحده زيي.
غادرها الڠضب فجأة ليتركها حطاما رأسها منحني و تنهمر عبراتها في صمت تقطعه شهقاتها بين الحين و الآخر لا تدرك كيف تحدثت هكذا أمام شخص غريب تماما عنها و لكن اسقمها أن يظن بها الاستسلام و يتهمها بالجبن.
قال متعجبا
مشكلتك هي الجمال و بالأخص جمال الشكل!
لم ترفع رأسها المنحني فهي لا ترغب في الدخول في جدال عقيم معه و لكن يبدو إنه لا يشاركها رغبتها فقد تقدم من مكانها حتى استطاعت رؤية قدميه أمامها دون أن ترفع رأسها.
شهقت عندما لامست أصابعه ذقنها ليجبرها على مواجهته.
كانت المرة الأولى التي يقترب منها شاب إلى ذلك الحد مما اربكها للغاية و حاولت أن تتراجع و لكن قدميها تحولتا إلى هلام خاصة عندما أخذ يتفحص وجهها بنظرات ثاقبة ثم تمتم أخيرا
أنت فعلا مش جميلة!
الفصل الثاني
الحقائق المؤلمة غالبا ما تصدر من أفواه الغرباء و هذا ما تأكدت منه نسرين فكلمات ذلك الشاب كانت كنثر الملح على جرحها و لكنه محقا.
شعرت بالمرارة البالغة فحتى الظلام لم يستر مدى قبحها رغبت في أن تبتعد و تترك العنان لدموعها حتى تجف و إنه من المستبعد جفافها إلا لو جفت الأنهار.
لم يبدو عليه إنه لاحظ شحوب وجهها و تقطب جبينها ألما فقد استطرد دون أي مشاعر مكتفيا بسرد الحقائق
أنت فعلا مش زيهم!
تراجعت لتغادر في صمت حتى لا تخذلها دموعها أمامه يكفي ما ضاع من كرامتها لليوم و لكنها توقفت في مكانها توليه ظهرها فلم يقرأ الدهشة على ملامحها عندما قال بنبرة لطيفة مقارنة بفظاظته السابقة
بس أنت عايزه تبقي شبهم ليه!
ألتفتت إليه ببطء تتأمله بحيرة لا تفهم أبعاد سؤاله استطرد و ابتسامة عذبة على شفتيه
أنت مش لازم تبقي زيهم علشان يتقال إنك جميلة مفيش مقياس ثابت للجمال ممكن معندكيش جمال نانسي و هيفا بس عندك أخلاق تميزك عنهم ممكن متكونيش حد جميل شكلا بس نفسك حلوه و بتخلي الناس تحبك..ممكن مفكيش كل ده بس أكيد فيه و لو ميزة واحده تميزك عن أي بنت تانيه.
تحرك من مكانه مغادرا وعندما مر بجوارها همس بنبرة دافئة داعبت مشاعرها العذراء
أنت جميلة في نظري يا قمري!
غادر تاركا إياها مصډومة تحت تأثير كلماته فالموقف بأكمله لا يصدق لقد تحدثت مع غريب تحت ضوء القمر بل و تأثرت بكلماته للغاية.
ظلت في مكانها وقتا طويلا تفكر في آخر كلماته و تتسائل بحيرة أيمكن أن يكون صادقا!
هل يراها جميلة حقا أم إن على عكس ظنها السابق فإن الظلام قد اخفى ملامحها و بدانة جسدها جيدا!
ارتفع رنين هاتفها ليخرجها من حيرتها وجدته شادي لابد إنها قد قضت وقتا طويلا في تلك الحديقة.
هاتفته تخبره بمكانها ثم انهت المحادثة سريعا تتهرب من اسئلته عن سبب تركها لمكان الحفل. بدأت تسير في اتجاه القاعة مرة أخرى حتى تقابله في منتصف الطريق.
طمنيني بس يا نسرين حد ضايقك!
تسائل شادي بنبرة قلقة بينما يركز نظره على الطريق أمامه.
سؤاله جعلها تكتشف بذهول إنها في الدقائق الماضية لم تفكر في ما حدث في القاعة بل كل افكارها كانت تتمحور حول ذلك الغريب الذي حرك مشاعر لم تعرفها من قبل.
انتبهت إلى إن شادي مازال ينتظر ردا فابتسمت بشحوب و قالت تطمأنه
متقلقش مفيش حاجه حصلت أنا بس كنت عايزه اتمشى شويه.
اومأ بعدم اقتناع فشرودها كان مقلقا للغاية و لكنه يدرك إنها سوف تتحدث معه عاجلا أم آجلا.
أنا حجزتلك مع دكتور بكره يا نيمو.
تمتمت ببهجة مصطنعة
بجد!
تيقن الآن إن هناك ما حدث ففتورها الآن لا يشبه تحمسها لتلك الخطوة ليلة أمس. قرر أن يتحلى بالصبر حتى تقرر أن تتحدث معه.
دلفا إلى داخل المنزل لتأتي والدتها تتحدث مع شقيقها دون أن تنظر إليها و كأنها سراب دلفت إلى غرفتها منكسة الرأس تصم اذانها عن ضحكات الجميع في الخارج فتلك
تم نسخ الرابط