رواية نوفيلا الفصول من الاول للرابع

موقع أيام نيوز

اعيش حياة طبيعية.
حرك رأسه بعدم رضى ثم تسائل
لاحظتي إنك مقولتيش حاجه نفسك فيها كل كلامك عن اللي البنات التانيه بتعمله!
بهتت ملامحها و هي تفكر في كلامه ليستطرد بينما عينيه تتابع وقع كلماته عليها
فكرتي نسرين عايزه إيه علشان تبقى سعيدة!
كان السؤال في غاية السهولة في ظاهره و لكن وقعه عليها كان صعبا فقالت بنبرة واهية مدافعة عن نفسها بضعف
ما أنا بفكر في نفسي ديه الحياه اللي هتسعدني.
رمقها بعدم تصديق و لكنه اكتفى بالصمت فقد مر عليه حالات كثيرة مثل نسرين و مع نهاية جلساتهن معه تغيرت الكثير من المفاهيم في حياتهن.
طيب يا نسرين اقفي على الميزان بس ارفعي راسك لفوق مش عايزك تشوفي الشاشة.
اومأت في صمت و تبعته إلى الجهاز و حاولت أن تنفذ طلبه الغريب فهي أيضا ترغب في معرفة وزنها.
قال مبتسما بينما يعود إلى مكانه
وزنك مش كبير للدرجة اللي أنت متصوراها يا نسرين.
ابتهجت اساريرها كطفلة صغيرة و هتفت بفضول
طلعت كام!
غمزها بمشاكسة قائلا بمرح
ديه خصوصيات مرضى.
زمت شفتيها في ضيق و لكن سرعان ما ابتسمت فلا يهم الرقم مادامت في نظره ليست إلى تلك الدرجة من البدانة.
كانت غافلة تماما عن نظراته المتفحصة ثم انتبهت إليه بينما يخط بضعة كلمات في ورقة صغيرة ثم ألصقها بورقة كبيرة أخرى مصورة و اعطاها إياها لتتفحصها في فضول ثم رفعت رأسها متسائلة بدهشة
مكتوب شيكولاته يوميا!
انتي مش بتحبيها و لا إيه!
هزت رأسها سريعا و هتفت
بحبها طبعا.
استطردت بتعجب 
بس أنا استغربت..
قال بجدية
أنا مختلف عن أي دكتور تعرفيه يا نسرين و إن شاء الله هتوصلي للي أنت عايزاه رغم إنك ممكن تكوني لسه مش عارفه بالظبط إيه اللي أنت عايزاه.
لم تفهم تماما مغزى كلماته و لكنها تجاهلت الأمر و صورة لها ممشوقة القوام تتجسد أمام عينيها و ظلت على تلك الحالة حتى وصلت إلى المنزل.
دخلت إلى المنزل و بداخلها بهجة بالغة اتضحت في لمعان عينيها و تلك البسمة الشاردة على شفتيها لم ترغب في أي شيء يعكر صفو سعادتها لذلك اسرعت إلى غرفتها متجنبة النظر إلى والدتها و التي بدت في مزاج مناسب للسخرية منها و التجريح.
وقفت في مكانها دون أن تلتفت عندما نادتها ثم قالت بسخرية بالغة
أنت فاكره إنك لمه تروحي لدكتور فأنت هتبقي زي مريم!
شحب وجهها رغم كل محاولاتها ألا تظهر مدى ألمها إلا إن تلك الرجفة التي أصابتها كانت واضحة و لحسن الحظ إنها لم ترى تلك الابتسامة المتشفية التي ترمقها بها والدتها و إلا لكانت آلامها ازدادت أضعافا.
استطردت الأم بلهجة مهينة
أنت عمرك ما هتبقي زيها هي ضفرها برقبتك إنما أنت فولا حاجه و هتفضلي دايما ولا حاجه.
و لا حاجه!
ترددت تلك الكلمة في ذهنها عدة مرات و كأن عقلها مصرا على تعذيبها و جلدها بإعادتها دون توقف.
دلفت إلى غرفتها في صمت و تلك البهجة التي شعرت بها أثناء دخولها إلى المنزل قد اختفت تماما و كأنها لم تكن أبدا.
خطواتها المستسلمة و انحناء منكبيها في استسلام أوضحا مدى ألمها حتى و إن لم تتحدث الأمر الذي أصاب الأم بسعادة بالغة و هي تتابعها فهي لن تسمح لأحد بأن يحاول مجرد المحاولة أن يصبح أفضل من صغيرتها مريم و قد خططت لإحباط نسرين عندما سمعت شادي يتحدث في الهاتف بخصوص الطبيب.
كفاية يا مريم أنت بتعملي مجهود مبالغ فيه أنت كده بتدمري نفسك!
قالت المدربة بحزم.
ردت بأنفاس متقطعة بينما تتابع الركض في مكانها
أنا كويسه يا كابتن سيبيني اكمل.
تنهدت الكابتن في ضيق فمريم عنيدة للغاية و تثير فضولها أيضا فهي لا تفهم سر اصرارها على أن تصبح نحيلة إلى هذه الدرجة المبالغ بها.
تابعت التمرن دون أن تبالي بتحذيرات المدربة فكلمات والدتها الموبخة لنسرين مازالت ترن في اذنها هي لا ترغب في أن تصبح منبوذة من والدتها كحال أختها لذلك يجب أن تعمل بجد حتى لا تسمن طيلة حياتها.
كانت مستلقية فوق الفراش بثيابها عيناها معلقتان بالسقف دون أن يرف لها جفن.
عضت على شفتيها تمنع نفسها من البكاء لأنها تدرك إن الأنهار قد تجف و لكن نحيبها لن يتوقف فعبراتها إذا انهمرت قد ټغرق مدنا بأكملها.
حاولت ألا تفكر في شيء و لكن مازال
تم نسخ الرابط