رواية نوفيلا الفصول من الاول للرابع

موقع أيام نيوز

تعجبته فهي طالما كانت مستكينة هادئة و لكنه يخرج أسوأ ما فيها
و أنت مالك!
ابتسم بينما يرى شرارات الڠضب في عينيها فهو يفضلها كهذا بدلا من كونها خنوعة.
أنت بتضحك ليه دلوقتي!
اتسعت ابتسامته و قال ببرود
بحبك و أنت متعصبة.
ارتبكت عندما قال تلك الكلمة بحبك حاولت أن تهدأ من ضربات قلبها المتسارعة فهي كلمة عادية قالها سهوا دون أن يلاحظ.
لم تلاحظ نظراته الماكرة التي ترصد كل تغير في تعابير وجهها معجبا بتأثيره عليها و قرر أن ينفذ ما يطمح إليه في دخيلة نفسه.
انتهت الجلسة بصراحة رماح و اسئلته التي تجدها نسرين وقحة للغاية ثم اعطاها ورقة مختلفة عن الأولى و تفاجأت أيضا إن للحلويات جزءا من تلك القائمة و لكنها ابتسمت بسعادة فالحلوى سر سعادتها دائما.
عادت إلى المنزل وحيدة و قد ذهب شادي إلى صديقه في أمر طارئ بعدما أوصلها.
وجدت والدتها في غرفة المعيشة تشاهد التلفاز تجاورها مريم التي كانت تضع كريما ما لتنعيم أصابعها ابتسمت نسرين بسخرية و اتجهت إلى غرفتها ليعترض طريقها صوت والدتها قائلة ببرود
أنا مش قولتلك متروحيش للزفت الدكتور ده تاني.
ردت نسرين بقوة لا تمتلكها حقا و التفتت إليها
بس أنا عايزه اروح.
نهضت الأم پغضب و صاحت
مش هتروحي يا نسرين تاني و لو روحتي هحرمك من كل حاجه هفصل النت و هاخد منك الموبايل و الروايات اللي في اوضتك ديه هولع فيها كلها.
رمقتها بنظرة مصډومة و اغرورقت عيناها بالدموع و تسائلت بنبرة باكية مټألمة
ليه بتكرهيني كده!
استطردت بينما تشير إلى مريم التي تتابع عملها بلامبالاة بما يدور حولها
أنا مش بنتك زيها!
أدارات وجهها و لم تجيبها لتمتم نسرين
حاضر مش هروح تاني.
ألقت كلماتها ثم اسرعت إلى غرفتها تجهش بالبكاء بينما الأم فقد ابتسمت بسعادة و قد تحقق لها ما تريد دون ان تبالي بأن سعادتها تلك على حساب قلب نسرين و كأنها تنسى تماما كل شيء مادامت ابنتها الحبيبة مريم بخير.
مر أسبوع تلو الآخر مملا و بطيئا على نسرين و قد التزمت تماما بقرارها بعدم ذهابها إلى العيادة مرة أخرى مبررة قرارها بأعذار تافهة لم يبدو على شادي إنه قد صدقها و لكنه لم يملك فعل شيئا فإذا لم ترغب هي في مساعدة نفسها و السعي من أجل حياتها فماذا بيده أن يفعل!
استمرت معاملة الأم كالعادة فتقضي نسرين يومها ما بين تنظيف و اعداد الطعام و ينتهي اليوم باستلقائها على الفراش تأن عضلاتها من الألم.
لا تنكر إن صورة رماح الوسيم تداعب خيالها بين الحين و الآخر و قد اشتاقت إلى رؤياه رغم محاولاتها الشديدة للإنكار إلا إنها في قرارة نفسها تدرك تماما إنها انجذبت إليه خلال زياراتها القليلة للعيادة ربما للطفه معها أو للفظ التحبب قمري الذي يدعوها به و لكنها سرعان ما تنفض تلك المشاعر عنها تماما مدركة إنها لا مغزى لها فمن المؤكد إن حياتها البائسة لن يقتحمها وسيم كرماح.
في ليلة ما بعد مرور اسبوعين بينما كانت كعادتها تسترخى فوق الفراش بعد قضاء يوم طويل و مرهق كأيامها المعتادة ارتفع رنين هاتفها عقدت حاجبيها عندما لم تتعرف على هوية المتصل فلم يكن الرقم مسجلا.
استقبلت المكالمة ليتسلل من الطرف الآخر صوت رجولي قائلا
نسرين معايا!
ردت بحيرة فهي لا تعرف أحدا ليتصل بها
أيوه أنا مين معايا
أنا رماح يا نسرين.
انتفضت في دهشة فهي لم تتوقع أبدا أن تسمع صوته في الهاتف.
استطرد رماح بعدما وصل إليه صوت انفاسها المضطربة
مجتيش ليه!
ارتبكت للغاية و تلعثمت قائلة
أنا..أنا..
قاطعها متسائلا
اضايقتي مني في حاجه!
ردت سريعا تنكر الأمر
لا أبدا..
صمتت قليلا ثم اردفتأنا بس....
لم تستطيع المتابعة فلم تجد كلمات تعبر أو تفسر حالتها.
تنهد و قال بنبرة حانية
أنا عايز اشوفك تاني يا نسرين متوقفيش زيارتك للعيادة.
صوته دفع العبرات إلى عينيها رغم إنها لا تفهم حتى الآن سر رغبته في رؤيتها.
تمتمت بحزن
أنا مش هاجي العيادة تاني.
تسائل 
ليه!
أتلك نبرة خوف التي تسمعها في صوته!
فتحت فاهها أكثر من مرة في محاولة منها أن تجد ردا دون أن تذكر حديث والدتها الچارح فلم تجد ما تنطق.
خيم الصمت قليلا لا يقطعه إلا انفاسها المتلاحقة بصعوبة.
قال بصوت أجش
نسىرين أنا لازم اشوفك ضروري.
لم تفهم سبب اصراره على رؤيتها و لكنها وجدت
تم نسخ الرابط