روايه تحفه الفصول من الاول الي السابع بقلم الكاتبة الجليله

موقع أيام نيوز

اقل علوا وهو يجلس على الكرسي المقابل له 
حامد باشا عاوز يجوزني ...
بجد مين ...!
سأله وسام بتعجب لينهره فادي بعصبيه 
هو ده اللي هامك ...!
حك وسام ذقنه بأنامله ثم نهض من مكانه وجلس على الكرسي المقابل لكرسيه قائلا بنبرة جديه 
طب اهدى وبلاش عصبية ...
اهدى ازاي ... بقولك عاوز يجوزني بالعافية ولو رفضت هيحرمني من الميراث ...
مط وسام شفتيه باستياء ثم قال بضجر 
هو الراجل ده مش هيبطل اذية بخلق ربنا بقى...
انا مش عارف اعمل ايه يا وسام ... مش عارف بجد ...
كان نفسي اساعدك يا فادي ... بس انت عارف محدش يقدر يوقف فوشه ...
زفر فادي انفاسه حنقا ثم قال بنبرة جديه 
مينفعش يفضل يتحكم فينا كده يا وسام وكل شويه يهددنا بالميراث ... دي مش هتبقى عيشة ...
طب ونعمل ايه ...
سأله وسام بجديه ليجيبه فادي بنبرة غامضة 
هقولك ...
كان الجميع جالسا يتناول طعام العشاء حينما رن جرس الباب فدهبت احدى الخادمات وفتحته ...دلفت شابة شقراء جميلة الى الداخل واتجهت نحوهم وهي تقول بسعادة 
مساء الخير ...
التفتت ناحية مازن قائلة بابتسامة مصطنعة 
مبرووك على الجواز يا مازن...
اردفت بسخرية 
بس مش غريبة شوية انك تتجوز واحده مشوهة كده ... خلصوا الستات العدلة فالبلد عشان تتجوز دي ...
أدمعت عيناها بقوة وهي تستمع الى سخريتها من شكلها ... همت ان تتحرك من مكانها متجهة الى غرفتها الا انها تجمدت في مكانها قبل ان تتحرك وهي تسمعه يقول بنبرة حادة 
الزمي حدودك يا رنا ... انا مسمحش لأي حد انوا يهين مراتي او يسخر منها ... اعتذري ليها فورا ... والا ساعتها هتشوفي وشي التاني ...
تفاجئت سالي من ردة فعله فاخر ما توقعته ان يدافع مازن عنها بينما تطلعت اليه رنا پصدمة مما قاله ...
اما ريم فابتسمت بسعادة لردة فعل مازن ووالدته التزمت الصمت ولم يبدو عليها اي ردة فعل اتجاه الموضوع ...
ابتلعت رنا ريقها بتوتر وهي تلاحظ نظرات مازن الحازمه ونبرته القاطعة لتقول باعتذار 
آسفة ... مكانش قصدي ...
ما ان دلفت سالي الى الغرفة وأغلقت الباب خلفها حتى انسابت دموعها على وجنتيها بغزارة ... وضعت يدها على صدرها تحاول تخفيف الالم الذي احتل قلبها وثنايا روحها ... ازدادت دموعها اكثر وأكثر وعلت شهقاتها حتى وصل صوتها الى مسامعه ... كان يهم ان يدلف الى الداخل لكنه توقف ما ان سمع صوت بكائها ... اعتصر قبضة يده بقوة وتمنى لو انه ضړب رنا على فمها وأخرسها ... لا يعرف لماذا شعر بالأسى من اجلها ما ان سمع بكائها ... هل هو يشعر بالشفقة عليها ... 
طرق على الباب مرتين لتنهض من مكانها بسرعة وتدخل الى الحمام ... تغسل وجهها بالماء وتغسل معه دموعها اللاذعة ... اخذت المنشفة وبدأت تجفف وجهها ... أبعدت المنشفة عن وجهها لتتأمل ملامحها والتي قضى التشوه عليها ... ضغطت على شفتيها بقوة وهي تحاول ان لا تبكي مرة اخرى ... تحركت باناملها على وجهها وهي تشعر بتلك التشوهات شظايا ټحرق قلبها وروحها ... 
ابتعدت فورا من امام المرأة وخرجت من الحمام لتجده واقفا امامها واضعه يديه في جيوب بنطاله يطالعها بنظرات هادئة عادية ...
سالي ...
كانت تلك المرة الاولى التي ينطق بها باسمها ...
تحدث بصوت متحشرج وقد بدا الحرج واضحا عليه 
بعتذر ليكي مرة ثانيه ... ريم للاسف طبعها كده ... بتحب تحرج اللي قدامها وتقلل منه ... هي بتعمل كده مع الكل مش بس معاكي ...
صمتت ولم تتحدث فقط اكتفت بايماءه من رأسها بينما تحرك هو مبتعدا عنها ...
هم بالخروج الا انه توقف على صوتها وهي تناديه 
مازن ...
استدار ناحيتها بنظرات متسائلة لتقول بامتنان حقيقي وابتسامة بريئة خفيفة تركت اثرها في قلبه 
شكرا ....
في مطار القاهرة الدولي 
كانت تسير بجانبه وهي تشعر بالتوتر والرهبة الكبيرين فهي غير معتادة على الذهاب في أماكن مزدحمة كهذه ...
كانت تخفض رأسها نحو الأسفل طوال الوقت عينيها معلقة بأرضية المطار ... شعرت به يتوقف فتوقفت هي الاخرى بينما أعطى هو جواز السفر خاصته الى الموظفة وتبعه بالجواز خاصتها ...
اكمل المهام التقليدية اخيرا واتجه بها الى الكافيتريا الخاصة بالمطار ...
جلسوا على احدى الطاولات الموجوده هناك ... كانت هي مطرقة برأسها نحو الأسفل كالعاده بينما كان يتأملها بملامح هادئة ...
تنحنح قائلا بنبرة هادئة 
سالي ممكن ترفعي راسك شويه ...
رفعت وجهها ناحيته بعد تردد شديد ... كانت تفرك يديها الاثنتين بتوتر بينما تشعر ببرودة خفيفة تحتل جسدها وأطرافها ...
انت عارفة انوا بقالنا اكتر من شهر متجوزين ومنعرفش حاجة عن بعض ...!
هزت رأسها موافقة عن كلامه دون ان ترد عليها بينما أردف هو قائلا بجدية 
الرحلة دي عشان نقرب
تم نسخ الرابط