روايه تحفه الفصول من الاول الي السابع بقلم الكاتبة الجليله
المحتويات
يبتسم بوجهها احد ... في تلك اللحظة شعرت بانها وحيدة اكثر من اي وقت اخر ...
لقد خدعها جدها وخدع الجميع معها ... ما زالت تجهل سبب ما فعله ... لكنها تعرف جدها جيدا ... فهو بطبيعته خبيث للغاية ويحب ان يؤذي الجميع ... ويسبب الآلام لهم ...
شعرت بالباب يفتح ووقع اقدام اقتربت منها ...اخفضت رأسها نحو الأسفل وهي تتمنى ان تنشق الارض وتبتلعها ... رمقها بنظرات تهكمية ساخرة خلع سترته ورماها ارضا ثم تبعه برباطه ... بدأ يدور داخل الغرفة ذهابا وإيابا وهو يضع يديه في جيوبه ... ما زال غير مستوعب لما يحدث معه ... كيف لذلك العجوز ان يخدعه بهذا الشكل ... ! ان يورطه هكذا ...!
كيف سيتعامل معها ...! كيف سيتقبلها ...! اي ورطة تلك التي وضع بها ...! رباه ما هذه المصېبة التي أوقع نفسه بها ...!
توقف بالقرب منها ثم قال بنبرة تهكمية
ارفعي راسك ... منزلاه ليه ...
رفعت رأسها بتردد لتتقابل عيناه بعينيها الزرقاوتين... للحظة تجمد في مكانه من جمال عينيها وسحرها الأزرق ... غاص عميقا في بحور عينيها ولم يستطع ان يحيد بصره عنها ... لكنها لحظات قصيرة لم تدم وعاد اليه وعيه ليتطلع الى ملامح وجهها بنظرات ساخره جعلت الدموع تتجمع داخل عينيها ...
برافو جدك و انت لعبتوها صح ...
انا مش فاهمة انت بتتكلم عن ايه ...
سألته بعدم فهم ليردف بسخرية
عشان كدة حضرتك مكنتيش عايزة فرح كبير
لم تكن تفهم لي شيء مما يقوله ... انه يتهمها بانها اتفقت مع جدها ضده ... انه يظن انها وراء كل هذه اللعبة القڈرة ...
قالتها بملامح متوسله جعلته يصدقها للحظات وهو يرى الدموع التي ملأت عينيها الا انه عاد بسرعة الى غضبه ما ان تذكر خداع جدها له ليقول پغضب
اسمع ايه ... لو فاكرة انك هتضحكي عليا بكلمتين تبقي غلطانة ...
انا والله مليش دعوة .... انا مظلومة في الحكاية دي ...
مظلومة ...!!!
رددها بسخريه جليه ثم قال باستهزاء
اخفضت رأسها الى الأسفل مرة اخرى فشعر بالڠضب يتزايد في داخله ... صاح بها بصوت جهوري اجفها
انت موطية راسك ليه ...! بصيلي وانا بكلمك ...
رفعت وجهها ناحيته وبدأت دموعها تتساقط من مقلتيها بغزارة ... ضړب على الطاولة التي بجانبه بقبضة يده وهو يقول بعصبية بالغة
بټعيطي ليه دلوقتي ... فاكرة اني كده هعطف عليكي واغفرلك عملتك ...
عياطك ده مش هيفيدك فحاجة ... انت لسه مشفتيش حاجة مني ... انا مش هرحمك ...
دفعها بعيد عنه لتسقط على السرير وهي مستمرة في بكاءها المرير ...
ازداد غضبه أضعافا بسبب بكاءها العالي فصړخ بها
كفاية عياط بقي ...
تقدم ناحيتها پغضب ڼاري ...
ابعد كفيها عن وجهها وهو يهدر بها غاضبا
مخبية وشك لي ... فاكرة انوا كدة هتخبي حقيقتك ...
هطلت دموعها الحاړقة بغزارة على وجنتيها الحمراوتين ولكنها لم تؤثر به بتاتا وهو يسحبها من ذراعها ويوقفها امام المرأة قائلا بنبرته الساخرة
بصي على نفسك في المرايا وشوفي شكلك عامل ازاي ... بلاش تهربي من حقيقتك ... انتي مشوهه دميمة وهتفضلي طول عمرك كدة ...
أدارها ناحيته ليردف بها بنبرة نافرة وملامح مشمئزة
مش انا اللي هقضي باقي عمري مع وحدة زيك ... مش انا اللي هستحمل اعيش مع وشك ده ...
خرج بعد ان اكمل كلماته صافقا الباب خلفه تاركا اياها لوحدها تنتحب بمرارة وألم قاسې ...
خدي يا ماما الدوا ده يمكن يهديكي ...
قالت ريم هذه الكلمات موجهة حديثها لوالدتها التي تجلس على الكنبة في صالة الجلوس واضعة رأسها بين كفي يدها ...
رفعت وجهها ناحية ابنتها وأخذت الدواء منها وتناولته بصمت ... جلست ريم بجانبها وهي تقول
اهدي يا ماما وبلاش تعملي بنفسك كده ...
اهدى !!! اهدى ازاي ... انت مشفتيش المصېبة اللي احنا فيها ...
زمت ريم شفتيها بعبوس ثم قالت برفق
يا ماما اللي حصل حصل ... واحنا مضطرين نقبله ...
انتفضت والدتها بعصبية مما قالته ثم قالت بنفور
اقبل دي ... انت مشفتهاش ... مشفتيش وشها ... اقبلها ازاي ...
حرام تحكمي عليها من وشها يا ماما ...
قالتها ريم بجدية جعلت والدتها تزفر ڠضبا وهي تقول بضجر
مش ناقصة مثالياتك دلوقتي يا آنسة ريم ...
استرسلت ريم في حديثها قائلة بتعقل
يا ماما اللي عاوزة أقوله
متابعة القراءة