رواية كاملة الفصول الاخيرة للكاتبة هدي زايد
بينما رد أنس مصححا لها قائلا
اسمها سيدي القاضي بالقاف مش الكاف
أخرجت لسانها وقالت بلكنة شبه مصرية لكنها حاولت قدر المستطاع التحدث بها كي لا يسخر منها
مسألكيش أنت
ضحك أنس و انضم له أخوته و اخوتها نظرت لخالها الذي هدر بصوت عال نسبيا و قال بجدية مصطنعة
محكمة
التزم الجميع الصمت و بدأت هي تكمل مرافعتها قائلة
سيدي القاضي حضرات السادة المستشوارين
مستشوارين ازاي يعني كانوا في بيعملوا استشوار !
دبت قدماها أرضا بينما تابع إبراهيم قائلا بتغزل
متزعلش نفسك يا جميل قول اللي يعجبك كمل و أنا سامعك بقلبي قبل قلب المحكمة
تابعت كارما بإبتسامة واسعة و غنج
يرضيك يا قاضي نروح شرم في الشتا بدل ما نروح اسوان ! و تخلف بوعدك ليا !
أختي كسبتي القضية خلاص
رد أنس قائلا
متقلقش أنا بقالي تلت أيام بحضر في المرافعة دي و إن شاء الله ربنا ينصرنا و بعدين القاضي عنده نزاهة متقلقش
أنت شايف كدا !
اه
طب أشرب بقى
رد إبراهيم على سؤالها و هو يراقص حاجبيه
لا طبعا مايرضنيش يا جميلة المانيا
و أنا التمس من عدالة المحكمة إنها تبص لنا بقلبها و توافق على طلباتنا
رد إبراهيم و قال باسما
أنت تلتمسي قلب المحكمة و قلبي أنا كمان يا جميل
وقف أنس و قال باعتراض
أنا اعترض يا سيدي القاضي
رد إبراهيم و قال
اعتراض مرفوض و اهمد بقى و اقعد عشان هناخد برأي الأغلبية
تابع بجدية قائلا
اللي موافق يروح شرم يرفع إيده و اللي موافق يروح الاقصر واسوان يرفع
رفعت العائلة باكملها أيدهم متضامنين مع أنس نظر لهما و قال بإنتصار
عاش يا رجالة
عبست ملامح كارما لخسارتها القضية رد إبراهيم و قال بجدية مصطنعة
حكمت المحكمة حضوريا و بإجماع الآراء السفر إلى مدينة الأقصر
صاح الجميع معارضا بينما ردد إبراهيم و قال
اعترضك مرفوض يا أنس باشا أنتوا عددكم تسعة و أنا وكارما حداشر
هي واحدة و أنا عشرة و لا أنا قليل في البلد !
ردت الجدة بجدية مصطنعة و هي ترفع ذراعيها للأعلى قائلة
لو أنت بتحسبها كدا يا قاضي يبقى أنا كمان مش قليلة في البلدة و لا إيه يا هيما !
رد إبراهيم قائلا بعتذر لابنة أخته
معلش بقى يا كوكي الحكومة حكمت
تابع بجدية و هو يطرق على سطح المنضدة الزجاجي و قال
عمت الفرحة في المكان مع صياح الصغار و على رأسهم أنس الذي انتصر في النهاية ركض الاطفال نحو إبراهيم مرددين كلمات أنس بسعادة غامرة
يعيش إبراهيم باشا
التف الأطفال حوله و حاولوا التعبير عن فرحتهم قدر استطاعتهم رؤية هذا البيت هكذا هذا هو الحلم الذي طال تحقيقه لدى الجدة و ها هو يتحقق بعد سنوات عجاف
كل ما تريده من هذه الحياة الآن هو أن ينعم ابنائها و أحفادها بحياة هادئة خالية من الحزن
و التعب .
بعد مرور عامين
تجمعت الغائلة في منزل هالة و أدهم لحفل عيد الميلاد انجبت ثلاثة أطفال بعد توأمها الأول آخرهما أحمد تيمننا بإسم والد زوجها
أتمم عامه الثالث التف الجميع حول المائدة
يرددون الأغاني الخاصة بهذه المناسبة .
وقف الصغير بين والديه و السعادة ترتسم علي ثغره اطفى الشمع ثم صفق و كذلك الجميع بدأ الأطفا هديتها بين يده .
بعد مرور ساعة تقريبا كان أنس يبحث عن أخيه الصغير كي يغادرون وحده داخل غرفة
كارما ولج بعفوية و قال بنبرة معاتبة
كدا يا ميمو تبهدل اوضتها دي كوكي هاتبهدلك دلوقت تعال يال....
قاطع حديثه ما إن سقطت عينه على صندوق من البلاستيك بها مجموعة من الخطابات قاده فضله يقرأ هذه الاوراق الملونة التقط واحدا منهم و قام بفتحه قرأ ما دونته يدها بأعين ذاهلة ابتسم حتى كشفت الإبتسامة عن نواجزه تناول ورقة أخرى و قرأ جملة واحدة من ثلاثة كلمات فقط فرغ فاه ليردد كلماتها
بخفوت ....
النهاية