روايه تحفه 1 الفصول من الارابع الي السادس
المحتويات
الفصل الرابع ..
في صباح اليوم التالي ..
فتحت ميرنا عينيها البنيتين وشعور الألم والمرارة اقتحمها بقوة .. هاهي تستيقظ لوحدها بعد اعوام قضتها بجانبه .. تفتح عينيها فتجد نفسها وحيدة بلا أحد .. لقد اعتادت عليه لدرجة أصبح فيها جزء من روحها .. لكنه دمرها و أحرق روحها دون رحمه ..
لم فعل ذلك ..! وكيف استطاع ان يفعل بها كل هذا ويتخلى عنها بعدما تخلت هي عن كل شي لأجله ..!
نهضت من فوق سريرها واتجهت نحو الحمام بخطوات واهنة .. دلفت الى الحمام وتوقفت امام المرأة تتأمل وجهها الشاحب والذي يسيطر عليه الحزن والذبول الشديدين .. اخذت تتحسس ملامح وجهها التي كانت تشع حيوية بأسى .. توقفت عن ذلك مستندة على المغسلة بكفيها مخفضة رأسها نحو الاسفل وهي تضغط على عينيها بقوة كي لا تبكي .. لقد تعبت من البكاء الذي لا ينتهي والدموع التي لا ترضى ان تنضب ..
اعادت المنشفة الى مكانها وخرجت متجهة نحو المطبخ كي تشرب القليل من الماء فهي عطشة للغاية ..
حملت قدح الماء وبدأت في تناوله ببطأ حينما سمعت صوت رنين هاتفها يأتي من الغرفة لتتجه بخطوات بطيئة نحوه وتحمله وتجيب على الرقم الغريب الذي يتصل بها ..
تعجبت من الشخص المتصل والذي لم تعرف هويته بعد لكنه يبدو أنه يعرفها ..
مين معايا ..!
قالتها بدهشة فهي لا تعرف احدا قد يتصل بها غير نزار وليزا ليأتيه صوته الهادئ
انا باسل .. باسل صفوان ..
كاد قلبها ان يتوقف من الصدمة فأخر شي توقعته ان يتصل بها باسل صفوان بنفسه ..
اهلا باسل ..
خرجت منها ضعيفة مهتزة ليكمل متسائلا بهدوء
نظرت الى الساعة لتجدها تجاوزت الرابعة عصرا لتجيب بسرعة كاذبة
لا انا مش نايمه اصلا ..
كويس ..
قالها بجدية قبل ان يسألها
ينفع اشوفك النهاردة ..!
صمتت للحظات تحاول ان تستوعب طلبه قبل ان تغمغم بخفوت
مش عارفة ..
سألها بتعجب
انت عندك موعد مهم النهاردة ولا قاعدة فالبيت عادي ..!
ها .. لا قاعده ..
سألها بجدية
امال ايه ..! حد من اهلك رافض انك تخرجي يعني ..!
طعڼة قوية أصابت قلبها حينما ذكر عائلتها التي لم ترهم منذ اعوام ..
ظلت شاردة وشعور الالم مسيطرا على قلبها بقوة حينما سمعته يهمس
رحتي فين ..! لو فيه مشكله ومش هتقدري تقابليني ممكن نأجل المقابلة ليوم تاني ..!
لا مفيش مشكله ..
هبعتلك اللوكيشن وهستناك هناك تمام ..!
تمام ..
قالتها بتردد ثم اغلقت الهاتف وانتظرت الموقع الخاص بالمكان والذي وصلها بعد لحظات ..
بعد حوالي ساعة ..
دلفت ميرنا الى المطعم الذي ينتظرها باسل فيه ..
سارت بخطوات مترددة الى الداخل وهي تبحث بعينيها عن باسل الذي وجدته يجلس على احدى الطاولات يعمل على الجهاز اللوحي الخاص به ويتناول قهوته ..
وقفت تتأمله للحظات وقد عادت الذكريات اليها للحظة ..
مشاهد قليلة لم تتذكرها مسبقا الا ان رؤيتها له وهو يجلس بطريقته المعتادة منذ ايام الجامعة والتي كانت تجذب الجميع دون استثناء وكانت هي اول المنجذبين ..
ما زالت طريقة جلوسه نفسها .. تركيزه في جهازه اللوحي ونظرات القوة التي تشع من عينيه نفسها .. بل عليها ان تعترف انه ازداد قوة وجاذبية على جاذبية المعهودة مسبقا ..
شعرت بالحرج حينما انتبهت اخيرا انها ما زالت واقفة تتأمله وحمدت ربها انه لم ينتبه عليها بعد فجل تركيزه منصب على ذلك الجهاز ..
تقدمت نحوه ليرفع هو وجهه نحوها ويبدو انه شعر بوجودها ..
منحها ابتسامة خفيفة بدت لها مقتضبة فأشعرها ذلك بالتوتر ثم قال
اهلا ميرنا .. اتفضلي
متابعة القراءة